هل تعاني ابنتي من تأخر في الكلام؟

0 390

السؤال

ابنتي عمرها سنتان, لا تستطيع الكلام, تقول: بابا فقط, مع العلم أنها نطقت بابا في عمر العشرة أشهر, وماما في عمر السنة, وبابا حبيبة في عمر السنة والنصف, وبعض الكلمات مثل: كوخ, ويح للأشياء الساخنة, ولكنها الآن لا تتكلم إطلاقا سوى بابا, ولا تنادي والدها به, ولكنها تقولها مع نفسها, مع العلم أننا نعيش في غربة, وليس هناك اختلاط كثير بالناس, ودائما تبكي, وتلح باستمرار, هي تلعب مع الأطفال عندما تراهم في الحدائق, وتركب المكعبات, وتلعب بالكرة, وتشير على الأشياء التي تريدها بدون كلام, وتأخذني إلى المطبخ عندما تكون جائعة, أو عطشانة, أرجو الإفادة هل هي تنسى الكلام أم تحتاج إلى طبيب أم ماذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إيمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من المعلومات المستقاة من رسالتك أستطيع أن أقول أن هذه الطفلة لا أعتقد أنها تعاني من مشكلة فيما يخص المراحل الارتقائية ومراحل التطور، وليس هنالك ما يشير أبدا إلى أنها تعاني من قصور معرفي, أو نقص في الذكاء، كما أنه ليس هنالك ما يشير أبدا أنها تعاني من علة التوحد.

أعتقد أن الطفلة فقط في حاجة لأن تهيأ لها بيئة تفاعلية نشطة من أجل التواصل الاجتماعي, وأنت ذكرت أنها تحب أن تلعب مع الأطفال حين تراهم في الحدائق، وهذا تفاعل اجتماعي أساسي جدا, يجعلنا نطمئن كثيرا حول المستقبل الارتقائي لهذه الطفلة -إن شاء الله تعالى-.

أنا أقدر الظروف الاجتماعية التي تعيشونها, وهي أنه لا يوجد أطفال آخرون حول الطفلة، لكن يجب أن تسعوا بقدر المستطاع أن تهيئوا لها الوضع الذي تختلط فيه بالأطفال.

وشيء آخر وهو أنك يمكن أن تلاعبي طفلتك, وذلك من خلال الاستفادة من الألعاب ذات الصفات التعليمية، الألعاب التي يمكن أن يتفاعل معها الطفل, وأن تكوني شريكتها في هذه الألعاب, هذه طرق معقولة جدا، وإيجابية.

دعيها أيضا تتفاعل مع أفلام الكرتون البسيطة، هذا -إن شاء الله تعالى- يوسع من خيالها, ومن مداركها, ويلفت انتباهها بصورة أكثر.

أنا لا أرى أن الأمر فيه إزعاج أبدا، أكرر ذلك، وعموما المحك الرئيسي لتطور الكلام بالنسبة للبنات هو عمر الثلاث سنوات، وهذه الطفلة أمامها وقت كاف من وجهة نظري لأن تطور من لغتها -إن شاء الله تعالى-.

لا أعتقد أن الطفلة تنسى الكلام، لكنها لم تستوعب مكونات الكلام بصفة كاملة، وهذا يحدث لدى بعض الأطفال، وهذا يمكن علاجه, أو تحسينه من خلال المزيد من التفاعلات مع الطفلة، وكما ذكرت لك الألعاب التي تحمل المميزات التعليمية سوف تكون مفيدة للطفلة.

بالنسبة لمقابلة الطبيب: أنا لا أرى أن هنالك حاجة ضرورية في الوقت الحاضر لذلك، لكن إذا كانت الطفلة أصلا لها مواعيد دورية لمقابلة طبيب الأطفال فيما يخص التطعيمات والأمصال, فلماذا لا تخبري الطبيب بأن يقوم بفحصها فيما يخص النمو والتطور المعرفي ومستوى الذكاء والتفاعل الاجتماعي؟!

هذا أيضا أعتقد أنه سوف يكون مبعثا للطمأنينة بالنسبة لك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله تعالى أن يجعلها قرة عين لكم، وكل عام وأنتم بخير.

مواد ذات صلة

الاستشارات