السؤال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أنا شخص مسلم, عمري 24 سنة, أرغب بالزواج بامرأة مطلقة, وليس لديها أبناء, وتكبرني بعشر سنين, وهي ابن أخت أبي, وكانت متزوجة من ابن عمي, ووالدي رافض تماما, بالرغم أنها ذات أخلاق ودين وجمال, ولم يسبق لي الزواج من قبل, ولكن والدي رافض بسبب العمر والطلاق, فكيف أرضي والدي وأرضي نفسي؟
أفيدوني، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يمن عليك بزوجة صالحة طيبة مباركة تكون عونا لك على طاعته ورضاه، وتتناسب مع رضا والديك أيضا, كما نسأله تبارك وتعالى أن يكرمك, وأن يمن عليك بإرضاء والديك, وكسب مودتهما, ورضاهما عنك.
وبخصوص ما ورد برسالتك أقول لك -أخي الكريم الفاضل-: اعلم أن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف شاء، ووالدك –حقيقة- في موقف ليس ظالما, أو معتديا, أو مبغضا لك, أو كارها لمصلحتك، وإنما هو حريص على سعادتك؛ لأن فارق السن فعلا -عشر سنوات- فارق كبير -أخي الفاضل علي- ومسألة عدم الإنجاب محتملة, فيترتب على ذلك أيضا أن تحرم من الذرية أيضا، فهذه هواجس تعمل في نفس والدك, وأنا أؤيده حقيقة فيما ذهب إليه.
كونها ذات أخلاق ودين وجمال، هذه أشياء رائعة، ولكن قد يمن الله عليها بما يناسبها في مثل سنها، أما أنت فأنصحك -أخي الكريم الفاضل- أن تقبل برأي والدك, وأن تنزل على رأيه:
أولا: طاعة لله تبارك وتعالى، وامتثالا لأمره؛ لأن الله أمرك بطاعة الوالدين.
وثانيا: فعلا أنا مع والدك من أن هذه الفوارق ليست سهلة، ولابد أن تقنع نفسك بأن هذا الموقف هو الصواب، وأن تحاول أن تقنع نفسك على قبول هذا الواقع، لماذا؟ لأن فارق السن كبير، وأنت ستكون بمثابة ابنها.
والأمر الثاني أيضا كذلك موضوع عدم الإنجاب, فقد لا تنجب منك أيضا فتشعر بأنك في حاجة إلى أن تتزوج امرأة أخرى، ومن هنا فإني أنصحك بالعدول عن هذه الفكرة, وإرضاء والديك, والتقرب إلى الله تبارك وتعالى بذلك، وأن تقول: (اللهم إني قد تركت هذه المرأة رغم رغبتي فيها، وذلك حرصا على عدم عقوق والدي وحرصا على إرضائي لهما, ابتغاء مرضاتك، فأسألك اللهم أن تمن عليك بمن هي أفضل منها في كل شيء) وبإذن الله تعالى سيمن الله عليك بزوجة تتناسب مع سنك, ومع ظروفك، ولعلها تكون بكرا, فتكون خيرا من الثيب, كما بين الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ودع هذه الأخت لحالها, لعل الله أن يرزقها أخا آخر يكون لها فيه نصيب.
فثق وتأكد -أخي الكريم علي- أنه لو كان لك فيها نصيب فسوف تصل إليها يقينا؛ لأن الله تبارك وتعالى هو المتصرف في هذا الكون وحده، وهو الذي قدر المقادير, وقسم الأرزاق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وأنه يستحيل أن تأكل لقمة لم يجعلها الله لك، ويستحيل أن تشرب شربة ماء لم يقسمها الله لك، ويستحيل أن تتزوج امرأة لم يقدر الله أن تكون زوجا لك, أما إذا كانت لك فلابد أن ييسر الله الأسباب حتى تتحقق؛ لأنه لا يتعارض قضاء الله تعالى مع قضاء آخر، وإنما عليك بالدعاء؛ لأنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، فإذا كنت راغبا فيها فعليك بالدعاء، ولكن أنصح حقيقة بالعدول عن هذه الفكرة نهائيا؛ لأنها ليست موفقة لك، وأسأل الله تعالى أن يمن عليك بخير منها، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.