السؤال
أنا أعاني من عدم استطاعة النوم إلا بعد تناول عقار كلوزابكس 25mg ، وإذا حاولت أن أنام بدون هذا العلاج، والذي أتناوله بمشورة الطبيب تحدث لي حرارة في وسط رأسي ومؤخرتها، ثم تمتد حتى المبايض، فأفزع من نومي بعد حوالي خمس دقائق من شدة هذا الألم.
وعند تناولي لهذا العقار أشعر بعد ذلك بجفاف شديد في حلقي، وألم في مؤخرة رأسي، وهذا المرض مستمر معي منذ سبعة أشهر.
أرجو من سيادتكم إرشادي إلي العلاج، حيث أنني أعاني بشده من الألم، وقلة النوم الذي أشعر أنه قد يؤدي بي إلي الجنون؟
وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمال حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن لم أكن مخطئا فقد تواصلت معنا قبل ذلك من خلال استشارات إسلام ويب، ونحن نرحب بك مرة أخرى.
النوم هو أمر غريزي فطري بيولوجي يحتاج له الإنسان، واضطرابات النوم غالبا تكون ناشئة إما من عادات غير صحيحة اكتسبها الإنسان في طريقة نومه أو هي ناتجة من آلام جسدية، أو أن المحيط الذي ينام فيه الإنسان غير مريح، أو تكون هنالك اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب، مثل هذه تؤدي إلى ضعف النوم كثيرا.
تحسين الصحة النومية يتأتى من خلال الآتي:
1) لا تبحثي عن النوم ودعيه هو الذي يبحث عنك، وذلك من خلال أن تنامي في وقت ثابت في الليل.
2) تجنبي النوم النهاري.
3) لا تتناولي الشاي أو القهوة أو أي مشروب يحتوي على مادة الكافيين بعد الساعة السادسة مساء.
4) مارسي التمارين الاسترخائية، فهي مهمة جدا.
5) الحرص الشديد على أذكار النوم، وأن تكون حسب ما ورد في السنة المطهرة، وهذا تجدينه في أحد الكتب المعتبرة في هذا المجال مثل كتاب الأذكار للإمام النووي.
هذه هي الأسس التي من خلالها يستطيع الإنسان أن يحسن من نومه كثيرا، وهي مهمة وضرورية جدا.
بالنسبة للعلاج الدوائي: العلاج الدوائي يطلب في بعض الأحيان، وذلك حسب التشخيص. أنت تتناولين عقار كلوزابكس، هذا الدواء محسن للنوم، لكنه لا يعطى في حالات الاكتئاب إلا في حالات نادرة جدا. أنا حقيقة أرى أن تراجعي أمر هذا الدواء مع طبيبك، هو دواء ليس خطيرا، لكنه ليس هو الدواء المعهود الاستعمال لتحسين النوم، ربما يكون الطبيب أعطاه لك لسبب وجيه يعرفه هو، وحوار الطبيب في هذا الشأن سوف يكون مفيدا.
أما من ناحيتي فهنالك أدوية طيبة تحسن المزاج وهي نافعة في الآلام الجسدية وإذا كان هنالك اكتئاب سوف تزيله، خاصة أن عمرك هو عمر الاكتئاب. من هذه الأدوية عقار يعرف تجاريا باسم (ترازيدون) وهو متوفر في مصر، سليم وفاعل وممتاز.
جرعة البداية هي خمسة وعشرين مليجراما، يتم تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراما ليلا، يتم تناولها أيضا بعد الأكل وساعتين قبل النوم، تستمرين على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر بانتظام، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجراما ليلا لمدة شهرين أو ثلاثة، ثم يتم التوقف عن تناوله.
ومن المتوقع أن ينتظم النوم لديك بصورة جيدة بعد شهر من تناول الدواء، ومن ثم تنتظم لديك الساعة البيولوجية خاصة إذا قمت بتنفيذ الإرشادات التي ذكرناها لك.
أرجو أن تطمئني فالموضوع بسيط جدا، راجعي طبيبك حول الكلوزابكس، وأيضا يمكن أن تناقشيه في مقترحنا حول تناول عقار (ترازيدون).
لا شك أن الطبيب سيكون في موقع أفضل مني لاتخاذ القرار الأنسب لأنه قد قام بفحصك ومعاينتك ومناظرتك.
مهما كانت الصعوبات حول النوم وغيره أرجو أن تعيشي حياة مفعمة بالحركة وبالإيجابية، وعليك بالتواصل الاجتماعي، والاهتمام ببيتك، وصلة الأرحام، والحرص في العبادات... هذه كلها إضافات إيجابية جدا تسعد الإنسان وتجعله مطمئنا وتحسن من نومه، ولا شك في ذلك.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.