السؤال
ابني عمره خمس سنوات إلا شهرا، ولا يزال يتبول بالفراش، إذا كان نائما في الليل أو النهار، واستعملت معه طرقا كثيرة: المكافأة مرة والحرمان مرة والتوبيخ مرة، ولكن دون جدوى، ويدخل الحمام قبل النوم، وأحيانا أذهب به للحمام خلال نومه، وأحيانا إذا جئت لأذهب به للحمام يكون قد تبول، لا أدري ماذا أفعل به؟
مشكلة ابني أنه يحب الماء فلا أستطيع أن أمنعه من شرب الماء قبل النوم بساعة لأنه يبكي، يريد شرب الماء فأقول له: سألبسك الحفاظ فيبكي ويقول لا أريد الحفاظ، هل إذا ألبسته ((كلوت)) الحفاظ يسبب مشكلة نفسية له لأنني تعبت معه جدا؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد العزيز حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن عشرة بالمائة إلى خمسة عشرة بالمائة من الأطفال يتبولون حتى عمر خمس سنوات، وفي معظم الحالات هذه تعتبر حالات مرضية، ومن أكبر الأسباب هي التكاسل لدى الطفل، وأن التحكم في مخارجه لم يتطور لأنه ربما يكون لم يدرب على ذلك في فترة مبكرة نسبيا.
ومن الأسباب الأخرى للتبول اللاإرادي المتأخر هو عدم استقرار الطفل من الناحية النفسية والوجدانية، فربما يكون عاملا.
كما أن الطفل الذي لا يتمتع بدرجة عالية من الذكاء ربما يكون لديه هذه المشكلة، وفي بعض الأحيان تكون العوامل الوراثية هي المسبب لذلك، فنلاحظ أن التبول اللاإرادي قد يجري في بعض الأسر، هذا لا يعتبر إرثا مباشرا إنما هي قابلية إرثية، وهذه كلها إن شاء الله تختفي بمرور الوقت.
هذا الابن -حفظه الله- أعتقد أن المطلوب أولا أن لا ينتقد، هذا مهم جدا، وأن لا نشعره بأن ما يحدث منه خطأ جسيم أو ضخم، لكن نبدي له بعض علامات عدم الارتياح من تصرفه هذا، ونوجهه ونرشده إلى ما هو صحيح، وهذا يتطلب أن نشعره بالأمان والطمأنينة، فيمكنك في سرية تامة أن تتحدثي معه، وتبدئي بأن تذكري له محاسنه وإيجابياته ومآثره، وبعد ذلك تقولي له (يا ليتك أيضا استطعت أن تتحكم في موضوع التبول، وهذا ليس بالصعب) ومن ثم توجهيه نحو ما هو صحيح، وأهم توجيه هو أن يحاول أن يمسك بالبول في فترة النهار، عندما يكون مستيقظا، وذلك ليعطي المثانة فرصة لأن تتسع وتتحمل كميات أكبر من البول لاستيعابها.
أيضا موضوع تناول السوائل في فترة المساء، لا شك أنه عامل سلبي، وهذا أيضا من خلال الحوار اللطيف المدرك الذي يشعر الطفل بالأمان.. نستطيع أن نوصل له هذه الرسالة.
ثالثا: يجب أن يتعلم الطفل الذهاب للمرحاض قبل النوم، ويجلس بعد انقطاع البول، هذه مهمة جدا. كثير من الأطفال يبدأ في تفريغ مثانته، وحين تنتهي وتختفي حرقة وحرة البول ربما ينهض، والمحابس التي تحبس ما بين السبيل والمثانة تغلق تلقائيا، وهذا الإغلاق يجعل حوالي ثلث البول لا زال موجودا بالمثانة، لكن حين ندرب الطفل على أن يجلس بعد انقطاع البول، ويحاول أن يدفع وهو مسترخي هذا يؤدي إلى إفراغ كامل للمثانة -إن شاء الله-. هذا أمر بسيط لكنه في غاية الأهمية.
رابعا: دربي ابنك أيضا على بعض التمارين الرياضية، خاصة تمارين تقوية عضلة البطن، وتمارين نط الحبل هذه تعتبر مفيدة للأطفال.
هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية، لكن أنا أحبذ أيضا أن يتم فحص هذا الطفل بواسطة طبيب الأطفال للتأكد أنه لا يعاني من أي علة في الجهاز البولي، وأيضا لفحص البول، لأن وجود التهابات في بعض الأحيان قد يكون سببا في استمرارية التبول اللاإرادي في هذا العمر.
لا تنزعجي للموضوع أبدا، هذه هي الخطوات الأساسية لعلاج هذه الحالة، وتشجيع الطفل وتحفيزه وإشعاره أنه عضو مهم في الأسرة وأن نترك له الفرصة أن يختلط ببقية زملائه الأطفال وأن نلاعبه، هذا كله من الأسس التربوية البسيطة جدا، لكنها تنعكس إيجابا حتى على مقدرته في التحكم في البول.
هنالك أدوية يعرف عنها أنها تساعد في التبول اللاإرادي، هنالك مكون هرموني يتحكم في إدرار البول، هذا يعطى في شكل دواء عن طريق الأنف، لكن أعتقد أن الوسائل الأخرى سوف تكون أفضل وأسلم لهذا الطفل.
وهنالك دواء آخر يعرف تجاريا باسم (تفرانيل) لكن هذا لا نعطيه للطفل بأي حال من الأحوال قبل أن يصل الطفل إلى عمر سبع سنوات.
وهنالك أيضا طريقة الجرس الكهربائي، هذه مزعجة بعض الشيء، لكنها أيضا مفيدة وهي معروفة لدى المختصين.
والله الموفق.