زوجي غاضب وممتنع عن معاشرتي فماذا أفعل؟

0 645

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سامحوني سأطيل عليكم بالحديث أرجو منكم المعذرة.

أنا زوجة ثانية، كنت أسكن في بيت مستقل مع زوجي، وللعلم أنا ساعدت زوجي بمبلغ في سعر البيت (تقريبا النصف).

سافر زوجي لمدة عام ونصف، وذهبت زوجته الأولى معه وبعد عودتها من السفر سافرت أنا له، تفاجأت بعد سفري بأسبوع باتصال علي يخبرني بأن زوجته أتت وجلست في بيتي ولا تريد الخروج منه، وتقول بأنه بيت زوجها ومن حقها الجلوس فيه.

اتصل والد زوجي عليه وقال له: اتصل على زوجتك وقل لها أن تخرج من البيت لأنه لا يستطيع إخراجها.

صبرت وتحملت وقلت لا مشكلة في أن نعيش معا في بيت واحد، وعدنا من السفر بدون تفكير وبسرعة لحل المشاكل الموجودة.

للعلم: أنا منذ زواجي تقريبا 4 سنوات لم أعرف زوجة زوجي؛ لأنها كانت ترفض التعرف علي.

وعند عودتي تفاجأت بأنها ترفض التكلم معي، وتريد أن تأكل وتشرب وتعيش في بيتي، ولكن بدون أي معاملة ولا أي كلام.

وتقول لي بأنني مصيبة بالنسبة لها، وبعض الكلام الجارح، ومع ذلك صبرت وتحملت وقلت لها لأجل زوجنا وإرضائه نصبر ونتحمل، مع العلم أن زوجي في ضائقة مالية، ورفضت كلامي وبعنف وبشدة.

ومن يومها زوجي ينام في غرفة مستقلة، ولا يريد معاشرة أيا منا منذ 4 أشهر تقريبا، فما حكم الشرع في ذلك؟ مع أنني حاولت إرضاءه بكل الطرق لكنه رفض، ومعاملته سيئة جدا لي، ولا يريد التحدث معي.

ماذا علي أن أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -أختنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يصلح ما بينك وبين زوجك، ونشكر لك حسن تعاملك مع زوجك وإعانته على ما يمر به من مشكلات في حياته، وصبرك على ذلك، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، ونحن على ثقة بأن هذا السلوك سيكون سببا لا محالة في تحبيبك إلى زوجك، وأن يجعل الله -عز وجل- لك من كل هم تعانينه فرجا ومخرجا، فإن الله -عز وجل- لا يضيع أجر من أحسن عملا.

لا شك -أيتها الكريمة- أن الزوج مأمور بحسن المعاشرة لزوجته، كما هي مأمورة بطاعته وحسن التبعل له، فقد قال جل شأنه: {وعاشروهن بالمعروف}.

ولكن هذا الزوج ظاهر جدا أنه لا يستطيع أن يسكن كل واحدة من زوجتيه في مسكن مستقل بحسب ما وصفت، ومن ثم فإن مراعاة أحواله والتعاون معه لتجاوز هذه الضائقة أمر حسن من كلا الزوجتين.

وأنت فيما نتوسم فيك الخير وتقديرك لظروف زوجك أدرى بذلك وأقدر -إن شاء الله- على الصبر على هذه المرحلة، مع أن الحالة السوية هي أن تكون كل زوجة في سكن مستقل بمرافقه بحيث تقل الغيرة بين الزوجات، فتقل من ثم المشكلات الناشئة بينهما أو بينهما وبين الزوج، ولكن ينبغي التلطف والرفق بهذا الزوج بقدر الاستطاعة، حتى يتم تجاوز هذه المرحلة التي أنتم فيها.

وما فعله الزوج من الامتناع من معاشرة الزوجتين ليس فيه تفضيل ولا تمييز لإحدى الزوجتين على الأخرى، كما أنه ليس فيه فعل ما يحرم عليه؛ لأن الرجل يجوز له أن يترك جماع زوجته، إلا أن العلماء اختلفوا كم هي المدة التي يجوز له أن يتركها، فمنهم من يقدر ذلك ستة أشهر، ومنهم من لا يقدره بقدر ما دام لم يحلف على عدم الجماع.

ومن ثم فما فعله الزوج من ترك المعاشرة هذه المدة لا تزال في دائرة المباح والحلال، ولكن هذا لا يعني أنه هو الحال السوي الذي ينبغي أن تكون عليه العلاقة بين الرجل وزوجته.

ومن ثم فنصيحتنا لك أن تداومي وتواصلي هذا الطريق الذي بدأته بعقلك من محاولة إرضاء الزوج والرفق به والتلطف به، وكوني على ثقة بأن هذا الأسلوب سيؤتي ثمرته يوما ما لا محالة، فإن الله -عز وجل- أرشدنا إلى حسن المعاملة مع العدو اللدود، وأن ذلك يقلب عداوته حبا وودا، فكيف إذا كانت تلك المعاملة من الزوجة لزوجها، وقد قال -سبحانه وتعالى-: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم}.

فنحن على ثقة أنك كلما أحسنت التبعل والتجمل لزوجك والترفق به وبذل الوسع في خدمته وإدخال السرور عليه، كل هذه الأساليب ستغرس في قلبه الحب الوفير لا محالة، وتدعوه إلى مراجعة مواقفه، وهذا هو الأسلوب الأمثل لتجاوز ما أنتم فيه.

نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان، ويصلح لك زوجك، ويرزقك الذرية الطيبة.

مواد ذات صلة

الاستشارات