السؤال
أنا بنت عمري 16 سنة، اختلف عن المراهقين الذين في عمري، أغلب الناس الذين أتعرف عليهم يتوقعون أن عمري 29 سنة أو أكثر، ليس شكلا بل عقلا، فأسلوبي حواري، بسبب القضايا التي أطرحها وكثير من العوامل، وقد تعتقد أن هذه ميزة وأنا أتفق في ذلك، ولكن تفقدني الإحساس بالأشياء على طبيعتها، فإذا ما قلت أن عمري 16 سنة، لا يصدقونني، أو يعتبروني طفلة، أو الذين في عمري لا أستطيع النزول لمستواهم، فأصبحت لا أدري ماذا أفعل، والشيء الأسوأ أني أتقمص الشخصيات، يعني أكذب إن لزم الأمر، فلا أحد يصدق، أو الذي يصدق يبتعد أو يكتفي بالاندهاش.
أنا لست مهووسة بهذه المشكلة، وأحاول أن أتماشى معها، ولكن أصبح ينعكس علي هذا الشيء، وأصبحت انطوائية جدا، وبنات عمري يحسدنني على جمالي وجاذبيتي العقلية، وأسلوبي المتفتح، وعلي أفقي الواسع، ولا يدرون حجم الجحيم الذي أعيشه، فلكل شيء ضريبة، وأحيانا أفكر في أن هذا خير لي، لكي أنفذ طموحي بأن أصبح شيئا في التاريخ.
وفي نفس الوقت أريد أن أعيش كبنت عادية، وأنا أفكر في هذا الموضوع طويلا، حتى أخاف أن ينطبع هذا في عقلي الباطن، فينعكس علي هذا الإضراب بصور تدريجية، فتتصف شخصيتي بشيء من الغموض أو التشويش ويصيبني الانفصام.
أنا بعد يومين سأدخل لمرحلة مهمة في حياتي، وهذا الموضوع يشوش حياتي، لذا أرجوكم دلوني علي الطريق، أقسم لكم أن الأمر يزداد سوءا، وأشعر بأن هناك أزمة في حياتي، رغم أنه يمكن تجاوزها، ولكن أريد أن يدلني أحد على الطريق.
شكرا لكم، وجزاكم الله خيرا، مع فائق احترامي لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فما استطعت أن أستخلصه من رسالتك أنك تحملين مميزات ومقدرات ومواهب كبيرة، فالله الحمد والثناء على ذلك.
أنا أعتقد أنك في حاجة لرعاية، وأعرف من يهتم بأمر المواهب في السودان، وأنا لا أتفق معك أن تكوني فتاة عادية، فأنت لست بعادية حقيقة، فيجب أن يتم رعايتك وأن يتم توجيهك التوجيه الصحيح لتتطور مهاراتك بصورة أفضل، وتساهمي -إن شاء الله تعالى- في نهوض هذه الأمة.
لا تقللي أبدا من مقدراتك، وأنا أقدر كلمتك حين قلت أنك لست مهووسة، هذا شيء طيب وجميل، لأن البعض قد يدعي مقدرات لا يمتلكها، لكن من الواضح أنك واثقة من نفسك، أنك لديك القدرة، أنك لديك المواهب، وهذا شيء عظيم.
الأمر المهم جدا أن هذه المقدرات يجب أن لا تخل بالمنظومة القيمية لديك، فأنت ذكرت أنك في بعض الأحيان تضطرين للكذب إذا لزم الأمر وذلك حتى يصدقك الناس، لا أعتقد أن هذا منهج طيب، قولي الحقيقة دائما، والحق منجاة، وأنت لست مجبرة أو مكرهة حتى يصدقك الناس.
أنا أريد أن أقترح عليك اقتراحا ممتازا جدا: أرجو أن تتواصلي بأخي وصديقي الأستاذ البروفسيور (عبد الرحمن أبو دوم) نائب مدير جامعة إفريقيا بالخرطوم وأستاذ الطب النفسي، الدكتور عبد الرحمن رجل له باع كبير جدا في الأعمال الخيرية والتطوعية ورعاية المواهب، أرجو أن تذهبي إليه، أرجو أن تتواصلي معه في جامعة إفريقيا في الخرطوم، وهي معلم معروف تماما، وقولي له أنني من قبل الدكتور محمد عبد العليم، هو لديه مشروع كامل لرعاية المواهب.
أعتقد أنك قد أصبت بالتواصل معنا، وشخص مثل الدكتور عبد الرحمن أبو دوم سوف يقدم لك كل المساعدة، فقط اذكري له أنك من قبل الدكتور محمد عبد العليم، وإن شاء الله تتواصلي معنا، ونعرف الخطوات التالية، وأسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.