السؤال
بسم الله الرحمن الرحيم
عمري 22 سنة، هذه الأعراض أعايشها منذ 7 سنوات، في البداية كنت أشعر بالقلق والحزن، والكآبة دون سبب معين، ثم بعد ذلك أصبح عندي خوف شديد من أي صوت أسمعه من خارج البيت: كصوت طائرة، أو صوت الرياح، أو أي صوت غير عادي ظنا مني أن هذا الصوت سوف يأتي لي بشيء يؤذيني! ولازمني ذلك الإحساس ما يقارب السنتين.
ثم بعد ذلك أصبح عندي خوف غريب من الوحدة، وشعور بالقلق دون أي سبب، وأفكر كثيرا جدا في كل شيء.
وأحيانا كنت أبكي كثيرا، وأشعر بألم في جسدي، ولا أشعر بالراحة إلا عندما أجد من أتحدث معه، ولا يشعرني بالوحدة.
مؤخرا أنا أعاني من نوبات هلع، وخوف شديد من الموت، فجأة أشعر بالخوف الشديد، وسخونة في الجسد، ودقات قلب سريعة، واعتقد أني سوف أموت، ( وأحيانا أشعر بوجود حلقة سوداء حول عيني، ودائما أشعر بصداع وآلام في المعدة ).
خاصة في وقت النوم ينتابني هذا الخوف والهلع، لا أستطيع النوم إلا بصعوبة شديدة (علما أني أعاني من أرق منذ سنوات).
أشعر أن الحياة لا معنى لها، ونهايتها الموت! وأحيانا أشعر بالتفاؤل وفجأة أعود كما كنت.
لا أستطيع أن أوازن بين ديني ودنيتي، مع العلم أني تقربت جدا إلى الله.
إذا فعلت أي ذنب أشعر أني سوف أموت لأني فعلته! وإذا ذهبت إلى الصلاة أتخيل أنها آخر مرة سوف أصلي فيها وبعدها سأموت وهكذا.
لم أعد أشعر بالفرحة من أي شيء في حياتي، أشعر بألم كبير مما أنا فيه، فما هو الحل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ م م حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن أفضل حل هو أن نطلعك على ما بك، ما هي حالتك؟ ما هو التشخيص؟ هذا مهم جدا، وأعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرا من الناحية النفسية.
الذي تعانين منه هو ما نسميه بالقلق المركب ومركب لأنه يحتوي على مخاوف ويحتوي على وساوس وتوقعات تشاؤمية، وهذا كله نتج عنه اكتئاب ثانوي بسيط.
الأعراض الجسدية المصاحبة هي من صميم القلق، فالحالة إذن هي حالة من حالات القلق، والجزئيات والتشعبات التي تحدثنا عنها من مخاوف مختلفة ووساوس وتوقعات تشاؤمية واكتئاب ما هي إلا مكونات للقلق، هذا يعني أنه ليس لديك تشخيصات متعددة، إنما هو تشخيص واحد، إن شئت سميه (قلق المخاوف الوسواسي).
هذه الحالة لا تعتبر خطيرة، وهي ليست مرضا أساسيا، لكنها مزعجة بعض الشيء، والعلاج الحمد لله تعالى متوفر، إن شئت أن تذهبي، وتقابلي طبيبا نفسيا فهذا هو الأفضل، والعلاج يتكون من بعض الإرشادات، وإعطاء الأدوية المضادة لهذا النوع من المخاوف الوسواسية والقلق.
إذا لم تتمكني من الذهاب إلى الطبيب فإني أنصحك بالآتي:
1) محاولة تجاهل هذه الأفكار بقدر المستطاع.
2) الخوف واجهيه بأن تقتحمي الفكرة، وتحقريها وتقومي بما هو ضدها، وهذا يمكن أن يكون بالتدريج.
3) وسعي من دائرة تواصلك الاجتماعي، مثلا الإكثار من زيارة الأرحام، الذهاب إلى مراكز تحفيظ القرآن، الانخراط في أي نشاط ذي فائدة ثقافية كانت أو اجتماعية أو دينية، هذا كله -إن شاء الله تعالى- يفيدك كثيرا.
4) هنالك تمارين الاسترخاء ينصح بها كثيرا في مثل حالتك، فأرجو أن تتدربي عليها، ويمكنك أن تتصفحي أحد المواقع على الإنترنت التي ترشد لكيفية تطبيق هذه التمارين.
5) الحمد لله تعالى في أمر الدين: أنت -إن شاء الله- بخير وعلى خير، وما يأتيك من شعور بأنك إذا فعلت ذنبا فإنك سوف تموتين، وتخيلك للصلاة بأنها آخر صلاة سوف تصليها، هذا كله فكر وسواسي وليس أكثر من ذلك، وهذه سوف تزول -إن شاء الله تعالى-، لا تعيريها أي نوع من الاهتمام.
6) الجزء الأخير في العلاج هو العلاج الدوائي، وهو مهم جدا، فهنالك دواء متميز يعرف تجاريا باسم (سبرالكس) ويعرف علميا باسم (إستالوبرام) ينصح به في مثل حالتك.
الجرعة هي أن تكون البداية خمسة مليجرام - نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام - لمدة عشرة أيام، بعد ذلك ترفع إلى حبة كاملة من فئة عشرة مليجرام، وتستمرين عليها لمدة شهر، بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام يوميا لمدة ستة أشهر، ثم إلى خمسة مليجرام يوميا لمدة شهر، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء.
الدواء جيد جدا وغير إدماني وغير تعودي، وهو سليم، وليس له آثار مضرة -إن شاء الله تعالى-.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج الخوف من الموت سلوكيا نساء (259342 - 265858 - 230225).
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.