السؤال
أنا فتاة عمري 26 سنة، أعاني من زيادة أيام الدورة، فالدورة تأتي كل 15 يوما، وتستمر 10 إلى 12 يوما، ولون الدم مائل إلى البني الغامق، وفي اليوم 3 إلى 4 من أيام الدورة جفاف وليس هناك نقطة الدم، وبعد اليوم الرابع تأتي آلام شديدة حوالي 24 ساعة، وبعدها يأتي الدم، وتنتهي بيوم 10 إلى 12 ، وراجعت الطبيب مرتين، وأخذت علاجا في كل مرة بانتظام، وفي كل مرة يعطيني علاجا مدته من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر، ولكن لم أستفد من العلاج، وبعد انتهاء تأثير العلاج ترجع لي الحالة ذاتها، وجدير بالذكر أن أيام الدورة كانت 5 أيام.
وسؤالي الثاني: أنا أدخل أصابعي أحيانا، بل مرات كثيرة إلى المهبل بسبب هذا المرض لأتأكد من انتهاء الدورة، ولا أعرف هل يضر ذلك، وبعدما عرفت تركت هذه العادة، والآن خائفة ومرعوبة، مع العلم أنه في كل مرة أدخلت أصبعي إلى المهبل لم يؤلمني؟
وأحيانا أرى دما، لكن بعدها تأتي الدورة، فهل من الممكن أني قد فقدت غشاء البكارة بهذا الشكل؟
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبالنسبة للدورة عندك فلا يجب اعتبار الـ 3-4 أيام التي ينزل فيها نقط خفيفة فقط من أيام الدورة، بل يجب أن تعتبر أيام استحاضة؛ لأن هذا الدم ليس دم حيض، بل هو ناتج عن هشاشة في بطانة الرحم سببها نقص في هرمون البروجسترون الذي يفرز بعد خروج البويضة، ويقوم بتثبيت البطانة الرحمية ودعمها.
وهذا النقص في هرمون البروجسترون قد يحدث في بعض الأمراض، أو قد يحدث بدون سبب واضح، لذلك فمن الأفضل وقبل البدء بأي علاج دوائي للحالة عمل تحاليل هرمونية أساسية أهمها: تحليل لوظائف الغدة الدرقية وتحليل لهرمون الحليب.
فإن كانت طبيعية ولا يوجد فيها خلل، فيمكنك تناول حبوب تسمى دوفاستون حبتين يوميا ابتداء من اليوم 15 من الدورة إلى يوم 25 منها، ثم تتوقفين عن تناولها، وستنزل دورة شهرية طبيعية -بإذن الله- في خلال 2-5 أيام، ثم تكررين الحبوب ذاتها، وبالطريقة ذاتها لمدة ثلاث دورات شهرية، وبعدها قد تعود الدورة منتظمة، وطبيعية -بإذن الله-.
وبالنسب لسؤالك عن غشاء البكارة فيؤسفني ما قمت بفعله -يا عزيزتي- فقد ارتكبت عن جهل خطأ فادحا بحق نفسك، ولا داع لإدخال أي شيء في الفرج للتأكد من انتهاء الدورة، وعلامات الطهر التي يجب على المرأة أن تعتمدها هي علامات خارجية فقط، وهي تبدو بتوقف نزول الدم، وانقطاعه كليا، أو بظهور إفرازات مهبلية نظيفة، وتسمى (القصة البيضاء) وهذا يكفي.
وأعرف بأن فعلك هذا كان عن جهل وعدم دراية، وأود أن أساعدك من كل قلبي، ولكنني وبالوقت ذاته أريد أن أكون صريحة معك، وأقول لك: بأن إدخال الإصبع إلى جوف المهبل يحمل معه كل الاحتمالات، ففي بعض الأحيان قد لا يحدث تأذي على الإطلاق ويبقى الغشاء سليما، وهذا ما أتمناه لك.
وفي أحيان أخرى قد يحدث تأذي للغشاء لكن بدرجة خفيفة جدا كالخدش فقط، ولكن في بعض الحالات قد يحدث تمزق، وقد يكون تمزقا كاملا -لا قدر الله-.
فإن حدث خدش بسيط أو تمزق جزئي فهنا تبقى الفتاة عذراء، وسيحدث تمزق آخر ليلة الزواج، وحينها يتكرر نزول الدم، وحدوث الألم، أما لو كان قد حدث تمزق كامل فهنا ستفقد العذرية، ولن يتكرر نزول الدم عند الزواج.
ويصعب بدون الفحص النسائي توقع ما حدث لك، فكل الاحتمالات السابقة واردة؛ ولذلك فإن كنت تودين التأكد فالطريقة الوحيدة هي بمراجعة الطبيبة النسائية والتوليد لتقوم بالكشف عليك، وهي ستراعي حياءك وخوفك وكذلك بأنك غير متزوجة، وستحافظ على أسرار المهنة -إن شاء الله-.
نسأل الله -عز وجل- أن يوفقك إلى ما يحب ويرضى دائما.