السؤال
أنا طالب جامعي, أحس بالدوخة دائما, وأحس أن الكلام يصدر مني بتقطيع, وأحس بعدم القدرة على التفكير, لا أستطيع المزاح مع أصدقائي ومضاحكتهم, أو التفكير في مواقف مضحكة, أو جعل الموقع مضحكا, فالأمر كله متعلق بعدم القدرة على التفكير, أو الارتباك في الكلام, وقلة التركيز, فماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنشكرك على ثقتك في إسلام ويب.
الأعراض التي تعاني منها: دوخة, وتخيلك بأنك لا تسترسل في الكلام، ولا تستطيع أن تفرض وجودك اجتماعيا أمام أصدقائك، هذه الأعراض تشير إلى حالة قلق نفسي بسيط، ربما يكون هنالك شيء من سوء تقدير الذات، بمعنى أنك تقيم نفسك تقييما سلبيا، بالرغم من وجود مقدرات لديك, لكنك لا تستشعرها.
كما تعرف فإن الإنسان في الأصل هو كائن اجتماعي, لديه الغريزة لأن يتفاعل, ويعطي ويأخذ, مع بعض التفاوتات فيما بين الناس, وأحسن وسيلة لتطوير الذات هي من خلال الاطلاع، فالإنسان صاحب المعرفة, وصاحب الخلق, وصاحب الدين, يستطيع أن يفرض نفسه على المواقف, بل يسيطر عليها، وهذا يكون مع تواضع جم، يثير إعجاب واحترام الآخرين.
فأنا أريدك أن تكون أكثر ثقة في نفسك، أن لا تقلل من قيمة ذاتك، ارفع من رصيدك المعرفي ورصيدك العلمي، هذه هي البوابات الرئيسية التي يمكن أن تدخل من خلالها إلى الآخرين، وتستطيع التواصل معهم بصورة جادة, وأن تمازحهم في حدود المعقول, هذا من ناحية.
من ناحية أخرى: طور من مهاراتك الاجتماعية, مثل أن تبدأ أنت بالسلام، أن تنظر إلى الناس إلى وجوههم حين تقدم عليهم، وتذكر أن تبسمك في وجوه إخوانك صدقة, هذه مهارات اجتماعية بسيطة, لكنها ذات قيمة كبيرة جدا.
ثالثا: لو كانت هنالك أي مجموعات طلابية تهتم بأنشطة الكشافة, أو الأنشطة الثقافية, أو الاجتماعية, أو الخيرية, فأنا أنصحك بأن تنضم لهذه المجموعات.
رابعا: ممارسة الرياضة الجماعية تعتبر أمرا جيدا ومفيدا لتطوير الذات, وللاختلاط, والتمازج مع أصدقائك بصورة اجتماعية جيدة جدا.
خامسا: يجب أن يكون لك حضور أكاديمي وسط زملائك, ووسط المعلمين، حاول أن تشارك، أن تعرض مواضيع، أن تكون مثابرا، دائما اجلس في الصف الأول، لا تتخلف, أو تؤخر واجباتك أبدا... هذا كله يطورك تطويرا إيجابيا, ويجعلك -إن شاء الله- تحس بثقة أكبر في نفسك.
سادسا: وجد أيضا أن صلة الرحم, وبر الوالدين من الأمور التي تطور الإنسان اجتماعيا, وتجعله يقدر الآخرين ويقدرونه, وأنا على ثقة أنك مهتم ومدرك تماما لهذا الأمر.
سابعا: هنالك نصيحة أيضا هي: أن تجري بعض الفحوصات الطبية البسيطة، فما دمت تحس بالدوخة, فدعنا نتأكد من مستوى الدم لديك، هل يوجد ضعف؟ هل توجد أنيميا أم لا؟ .. ففي بعض الأحيان الضعف والأنيميا تجعل الإنسان يحس بأنه منهك نفسيا وجسديا, وتأتيه هذه الدوخة.
ثامنا: ربما يكون من الجيد أيضا أن تتناول أحد الأدوية البسيطة جدا التي تساعدك -إن شاء الله تعالى- على التخلص من الخوف, والوسوسة الاجتماعية التي تعاني منها، وهي من الدرجة البسيطة -كما ذكرت لك-، والدواء سليم، ومن أفضل هذه الأدوية دواء يعرف تجاريا في مصر باسم (مودابكس), ويعرف علميا باسم (سيرترالين) سعره معقول جدا، ولا يتطلب وصفة طبية, الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدأ بنصف حبة - أي خمسة وعشرين مليجراما - تناولها ليلا بعد الأكل، وبعد عشرة أيام ارفعها إلى حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.