السؤال
شكرا على إجابتك على سؤالي لكن معظم الحلول لا يمكنني استخدامها.
ما زلت أتخيل أشياء لا تحدث رغم أني أعرف أنها وهم، ما زلت أصاب بالغضب لتفكيري في أشخاص أكرههم، أو مواقف حدثت أو يمكن أن تحدث، وكتمها يسبب الإحراج، لدي صعوبة في التركيز والنسيان، وأتمني أشياء مستحيلة الحدوث بحجة أن الله قدير على كل شيء، مازالت المشاكل كلها تأتيني أتمنى لها حلا.
سؤالي الآخر:
هل يمكن أن تحل جميع المشاكل النفسية في وقت قصير؟ وما أسبابها؟ وهل البيئة سبب في ذلك أو المجتمع أو نوعية الناس الذين نعيش معهم؟
وهل حب شخص لإنسان أكبر منه في المكانة، والإفراط في ذلك حالة نفسية؟
آسف على أسئلتي، أرجو الإجابة وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ش ح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد طرحت مشكلتك ونحن قد عرضنا عليك بعض الحلول التي نسأل الله تعالى أن تساعدك، فلابد أن تطبقها أخي الكريم، خاصة أنها أمور بسيطة، والإنسان لابد أن يكون لديه الدافعية وإرادة التحسن، فضع الآية القرآنية أمامك: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} وضع قول الله تعالى أمامك: {فاتقوا الله ما استطعتم}. فأعتقد إذا تأملت في هذا النص القرآني العظيم سوف تبدأ في مساعدة نفسك وتطبيق الحلول، وهذا هو المهم جدا.
الجزئية الأخرى وهي أنك تتخيل أشياء لا تحدث وأنك تصاب بغضب: أعتقد أن العلاج الدوائي سوف يكون مهما لك، هذا لا يتطلب أي جهد، مجرد أن تتحصل على الدواء وتبدأ في تعاطيه، فإذا استطعت أن تذهب، وتقابل طبيبا نفسيا فهذا أمر جيد وحسن، وإن لم تستطع فأقول لك: احضر الدواء الذي ذكرناه سابقا، وهو التفرانيل، هذا دواء بسيط جدا وغير مكلف أبدا، وإن شاء الله تعالى يفيدك، وابدأ في تناوله، ويمكن أن نعدل الجرعة قليلا:
ابدأ بتناول جرعة خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها خمسين مليجراما، تناولها ليلا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجراما صباحا وخمسين مليجراما مساء لمدة شهرين أيضا، ثم خفضها إلى خمسين مليجراما ليلا لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى خمسة وعشرين مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناولها.
أعتقد أخي الكريم هذا هو الذي نستطيع أن ننصحك به، ونسأل الله تعالى أن يوفقك وأن يسدد خطاك وأن يعافيك وأن يشفيك.
سؤالك الآخر: هل يمكن أن تحل جميع المشاكل النفسية في وقت قصير؟
بالطبع لا، هنالك مشاكل نفسية تظل مستمرة ومستعصية، خاصة إذا كان الإنسان ليس له دافعية من أجل التغيير، كما أن بعض المشاكل قد تكون مرتبطة بشخصية الإنسان، فالذي يعاني من اضطرابات الشخصية ويعيش في ظروف غير مواتية قد لا يتغير بسرعة، أما المشاكل النفيسة الأخرى فهي تستجيب للاجتهاد من جانب الإنسان ومحاولة التغيير وتغيير نمط الحياة، هذه غالبا تنتهي في وقت قصير.
الأسباب التي تؤدي إلى المشاكل النفسية: لا نستطيع أن نقول أن هنالك أسبابا بعينها، لكن توجد عوامل، وأهم هذه العوامل أن بعض الأشخاص أصلا لديهم القابلية والاستعداد التكويني لأن يتأثروا نفسيا سلبا أو إيجابا، والتركيبة الجينية للبشر تلعب دورا في كل شيء، وتأتي بعد ذلك ما نسميه بالعوامل المهيئة، أي الظروف التي يعيش فيها الإنسان من بيئة وخلافه، هذه أيضا ربما تتفاعل مع شخصية الإنسان وتركيبه الجيني، وتؤدي إلى الحالة النفسية.
الآن توجد دراسات ممتازة جدا توضح أن المقدرة الفكرية والمعرفية للإنسان ربما تكون ذات تأثير أقوى من البيئة أو من الجينات، بمعنى آخر أن الإنسان إذا طور نفسه فكريا ومعرفيا يستطيع أن يتخلص من بيئته الغير مواتية، ويتغلب أيضا على جيناته السيئة. هذه النظرية نظرية طيبة ومبشرة جدا.
السؤال الأخير: هل حب شخص لإنسان أكبر منه في المكانة والإفراط فيه حالة نفسية؟
إذا كان هذا الحب حبا غير منطقي، حبا ليس في الله، حبا لأهداف دنيوية، أو لشيء من هذا القبيل، فهذا أمر غير طبيعي. الافتنان بالآخرين قد يكون مرضيا، أما إذا كان هذا الحب هو نوع من التقدير ونوع من الإعجاب بالمقدرات وفيه شيء من الغبطة - أن لا أحسده، أنا أريد أن أكون مثله - فهذا لا بأس به أبدا.
هنالك حالة مرضية تعرف بالتعلق الهوسي، وهي حالة ذهانية مرضية عقلية، البعض يتعلق بشخص لا يمكن أصلا أن يصل إلى مكانته، ونشاهد ذلك وسط النساء أكثر من الرجال، فتاة قد تتصور أنها تزوجت فلانا أو فلانا وتبدأ في مراسلته ومكاتبته ومخاطبته، وشيء من هذا القبيل، هذه حالة ذهانية مرضية عقلية.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.