خوف وصعوبة في البلع واختناق مفاجيء وقلق وأرق دائم ... ما العلاج؟

0 585

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أولا: أريد أن أشكركم على موقعكم الرائع الذي ساعد الكثير من الناس.

ثانيا: أنا فتاة عمري 22سنة، تخرجت من الثانوية من 4 سنوات بتقدير ونسبة عالية جدا، لكن بسبب ظروفي المادية لم أستطع مواصلة الجامعة، وكل سنة يكون عندي أمل بأني سوف أكمل دراستي، ولكني أصدم بعد ذلك.

والآن وجدت منحة دراسية, ولكن شروطها أن أجتاز الايلتس، وها أنا الآن أحضر له، ولكني دائما متشائمة، حيث أشعر أني لن أجتاز الايلتس، وإن اجتزته فلن أقبل في المنحة، هكذا دائما أفكر.

أريد أن أذاكر, لكن لا أستطيع بسبب نوبات تأتيني فجأة, وهي برودة في أطرافي, وخفقان في القلب، مع كتمة في صدري, وخوف من الموت، وصعوبة في البلع.

علما أن هذه الحالة أتتني أول مرة قبل 8 أشهر، كنت أحسبه الموت, ولكن بعد ساعة تلاشت, وأصبحت تأتيني النوبة كل عدة أشهر، بالإضافة إلى اختناق مفاجئ أثناء النوم, وبسببه أقوم فزعة، حيث أصبحت تحصل لي تقريبا مرتين, ولكن قليلا.

بحثت عنها في المواقع فوجدتها تشبه إلى حد ما نوبات الهلع، فكنت لا أعيرها اهتماما، وإذا اشتغلت بشيء ما لا تأتيني, علما بأني لا أعمل, وأقضي طول يومي في المنزل.

لكن هذه الفترة بدأت تأتيني مع إحساس بأني منفصلة عن الواقع، وأحيانا أحس بملل شديد جدا, مع الخوف من الموت؛ لأن قريبا لي توفي فجأة، وقبل 3سنوات توفيت زميلة لي كانت معي بالمدرسة، وقبل 8 أشهر توفي قريب لنا أيضا فجأة، بعدها جاءتني أول نوبة.

أحيانا أفكر لماذا نحن نعمل في هذه الدنيا وسوف نموت؟ أي أن النهاية الموت، ثم سرعان ما أستغفر, وأسمع الأناشيد المحفزة التي بها تفاؤل وحب للحياة, ثم أعود طبيعية.

هل هذا يعني أني مريضة نفسيا وأحتاج لعلاج؟

علما بأني أخاف من الليل وساعته, وأفضل النهار، ولكن لا أستطيع النوم ليلا؛ لأني أنام بالنهار.

لا أريد علاجا دوائيا, ولا زيارة الطبيب؛ لأنها باهظة جدا، أريد علاجا سلوكيا.

أيضا لدي اضطراب في النوم؛ حيث إني أريد النوم ليلا, ولكني لا أستطيع فدائما أنام في النهار.

أتمنى توضيح حالتي إن أمكن, وآسفة للإطالة.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، والتفاصيل الهامة التي ذكرت، فأنت لم تطيلي بلا سبب.

اطمئني: لا أظنك في حاجة لدواء أو لزيارة طبيب نفسي.

وأنا أقرأ النصف الأول من السؤال عندما تحدثت عن نوبات الذعر أو الهلع، ومن ثم شيئا عن الخوف من الموت، فقلت في نفسي، هل يا ترى جرى مع هذه الفتاة أمر ما له علاقة بالموت، كموت قريب أو عزيز؟ وإذا بك في النصف الثاني من السؤال تذكرين ليس موتا واحدا وإنما على الأقل ثلاثة، كوفاة القريب, والزميلة, ومن ثم القريب الذي توفي بشكل فجائي، وكان يمكن أن يعاني شخص آخر من كل هذه الأعراض عقب وفاة واحدة، فكيف بثلاث وفيات, وخلال وقت قصير نسبيا؟!

ليس نادرا أن يشعر من يفقد بالوفاة أحد أقربائه, أو أحبابه, أو من يعرف، ليس نادرا أن يشعر ببعض النوبات التي تقف ورائها بعض الأفكار المتعلقة بالموت والحياة، وتتبادر لذهنك بعض الأسئلة بهدف الحياة، ولماذا نعمل ونكدح مع أننا سننتهي بالموت؟!

وكما حصل معك، وبعد فترة من طرح هذه الأسئلة، يعود الإنسان لفكره الأصيل، وإيمانه وتسليمه لله تعالى الذي قال لنا إنه "الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا" ونلاحظ كيف ذكر تعالى الموت قبل الحياة، فمن الموت تنشأ الحياة، وكما قال إنه "يخرج الحي من الميت" ولذلك العديد من التفاسير المفيدة والمتنوعة.

والمهم أن بعض ما تمرين به الآن هو ردة فعل إنسانية طبيعية لحدث غير عادي، أن تمر في حياتك ثلاث وفيات وفي وقت قصير، وواحدة منها على الأقل لزميلة لك، قصيرة في العمر مثلك، ووفاة القريب الفجائية, فهذه المشاعر طبيعية، ولا تحتاج للعلاج، والزمن خير علاج كما يقولون.

وهنا تأتي أهمية صرف انتباهك وجهودك للعمل المطلوب منك، من دراسة, واستعداد للاختبار الذي تودين القيام به من أجل متابعة دراستك.

وقد يعينك على هذا الخروج من البيت أحيانا، ومحاولة الدراسة مع صديقة لك، أو حتى الدراسة في بعض المكتبات، كبعض مكتبات الجامعات، فالجو يشجع كثيرا على الدراسة والقراءة والاطلاع.

ولا ننسى أنك انقطعت عن الدراسة أربع سنوات، فأرجو أن ترفقي بنفسك وأنت تعودين للدراسة، ورويدا رويدا، ومن خلال الدراسة والعمل، ستجدين ثقتك بنفسك قد ازدادت، وقلت عندك الأفكار السلبية التي يمكن أن تقف أمام تقدمك ونجاحاتك.

ويقولون عادة "توقع الأفضل، وتهيأ للأسوأ", أدرسي وتأملي النجاح, وهذه هي الخطة "أ"، ولكن ليس هناك مما يمنع وضع خطة "ب" في حال عدم نجاحك في هذا الاختبار، فما هو البديل؟
وما هي الخطة الأخرى لمتابعة دراستك بشكل أو آخر؟
وهل هناك جامعات أخرى ودورات مفيدة؟
وخاصة أن إمكاناتك من الواضح أنها ممتازة إذا نظرنا لنتائج اختبار الثانوية، ومن الواضح أنك ترغبين في متابعة الدراسة والتحصيل.

وفقك الله، وأرجو أن نسمع أخبار نجاحاتك.

مواد ذات صلة

الاستشارات