أعاني من التوتر وسرعة الغضب على زوجي وأولادي... ما نصيحتكم؟

0 331

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا أم وعندي ثلاثة أطفال، وأعاني من العصبية مع زوجي وأولادي، أقوم بضربهم وتعنيفهم، وعندما ينامون أبكي وأشعر بضيقة شديدة لما فعلت بهم.

تحدث مشاكل بيني وبين زوجي بسبب هذا الوضع، مع العلم أني أحاسب نفسي كثيرا، وأتعهد بأني أحسن التصرف معهم، ولكن من دون ما أشعر أجد نفسي منفعلة، وإذا بدأ زوجي يناقشني في أي موضوع ويبدأ يحتد النقاش أشعر بنوم شديد ولا أريد أن يكمل كلامه لي.

أنا الحمد لله أصلي وحالتي المادية والاجتماعية مرتاحة، ولا يوجد لدي أي ضغوط نفسية، وهل هذه حالة متكررة لديك؟

أتمنى منكم الإفادة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فشكرا لك على السؤال، والذي تسأل عنه الكثير من الأمهات في دورات تدريب الوالدية التي أقيمها أحيانا.

أحيانا أسأل الأم السائلة، وكما سأسألك الآن: ما هي هواياتك؟ وما هي الأوقات المسلية التي تخصصينها لنفسك؟ نعم أوقاتا خاصة لنفسك فقط من دون كل الناس!

هناك الكثير من الآباء والأمهات، وخاصة الأمهات، نجد الواحدة منهن "متفانية" في رعاية أطفالها، وتقول بأنها تعطي كل حياتها وأوقاتها لأحبابها وأطفالها، وكأنها كالشمعة تحترق لتنير الدرب لأطفالها!

أرجو أن ننسى قليلا هذه المعاني المثالية السامية، فأنا لا أريدك أن تحترقي بسرعة فلا تنيرين الدرب لأطفالك إلا القليل من الوقت، وأريد أن تطول حياتك بعون الله مع أطفالك، تستمتعين بكل دقيقة منهما، وفي نفس الوقت تقدمين لهم الرعاية التي تشائين.

لا يمكن أن يتم هذا إلا إذا كنت مرتاحة ومتنشطة لهذا العمل غير السهل، نعم تربية الأولاد وتنشئتهم ليس بالعمل السهل أو اليسير، إلا أنه يمكن أن يكون صعبا، إلا أنه ممتع لك ولهم، ولزوجك أيضا.

الأفضل أن تكون له هوايات، كحضور بعض الدورات الفنية كتعلم اللغات، وتصفيف الزهور، وتعلم مهارات الكمبيوتر.

المهم أن يكون لك وقت خاص بك، تخرجين مرة أو مرتين في الأسبوع، لتلتقي بأخواتك وصاحباتك، ومن ثم تعودين للبيت في حالة من النشاط والراحة والبهجة، ومستعدة "للكفاح" مع أطفالك، فهذا أفضل من أن "تتفاني" في رعايتهم، وتحرمين نفسك من الخروج، وتصبحين في حالة من التوتر والعصبية، وبالتالي تصبين جام غضبك على الأولاد، وربما على الزوج أيضا.

لا بد لك للقيام بهذا من تفهم زوجك وتشجيعه لك، ليوفر لك بعض الوقت الخاص بك، ولنذكر الحديث النبوي الكريم "إن لنفسك عليك حقا" فأرجو أن لا تهملي نفسك، وإنما ترعيها حق رعايتها، فأنت تستحقين هذا لعدة أسباب، ومنها لأنك أم، وأنت إن لم ترعها، فمن سيفعل؟!

لمزيد الفائدة يراجع التالي: علاج العصبية والغضب سلوكيا: (276143 - 268830 - 226699 - 268701).

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات