السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أتمنى أن أجد أحدا يساعدني، فأنا أعاني من التوهان، وعدم التركيز والنسيان.
عندما خطبت زادت عندي هذه الأعراض, وزاد الصمت, لا أستطيع الفرح نهائيا، ودماغي فيه ألم مستمر، ولا أنام نهائيا، وأرجع الأكل، وقل وزنى للنصف، واضطررت أن أفسخ الخطوبة, فأنا لا أستطيع أن أكمل نهائيا، أحس أنه يضغط علي في كل مكان من أجل إكمال الخطوبة، مع أنه كان جيدا، وأعرف أنه في كل مرة سيحصل هذا، لا أقدر أن أرتاح, ولا أريح الذي أمامي، فأظل صامتة, لا أعمل شيئا, غير أني أبتسم ابتسامة بلهاء.
ساعدوني أريد الزواج.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hend حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
نأسف جدا أنك قد فسخت هذه الخطوبة، ونسأل الله تعالى أن يكتب لك ما هو خير، وأن يرزقك الزوج الصالح.
الحالة كما وصفتها من حيث الأعراض, والتي تتمثل في تشتت الأفكار, وضعف التركيز, وشعورك بنوع من التخبط عند المواجهة، والذي لفت نظري أنك تعانين من اضطراب في النوم, كما أن وزنك نقص بصورة واضحة جدا، وهذه الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق نفسي يظهر أنه يزداد في المواقف الاجتماعية.
أما إذا كان نقص الوزن شديدا فأنصحك بأن تذهبي إلى الطبيبة, وتقومي بإجراء فحوصات عامة يتم التركيز فيها على معرفة نسبة الدم, وكذلك مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية, حيث إن زيادة نشاط الغدة الدرقية يؤدي إلى القلق والتوتر, وكذلك نقصان واضح في الوزن.
إذا كان هنالك أي خلل في الفحوصات فسوف يقوم الطبيب -إن شاء الله تعالى- بإعطائك العلاج اللازم، وإذا اتضح أن كل شيء سليم في مثل هذه الحالة فإننا نتعامل مع حالتك بأنها نوع من القلق النفسي، وربما يكون لديك مزاج اكتئابي بسيط، وهذه تعالج من خلال الأدوية, وبعض التوجيهات السلوكية.
بالنسبة للعلاج الدوائي، أفضل أن تقابلي الطبيب النفسي لكن إن لم يكن ذلك ممكنا, وبحكم أنك صيدلانية, فيمكن أن تتناولي أحد مضادات القلق الاكتئابي، ومن أفضلها عقار يعرف باسم مودابكس، واسمه العلمي هو سيرترالين (Sertraline) هذا الدواء جيد بالنسبة للقلق والتوتر والمخاوف، وكذلك الاكتئاب, فهو محسن جيد جدا للمزاج، وحين يزول القلق والتوتر سوف يتحسن التركيز, وسوف تنتهي -إن شاء الله- ما وصفته بالتخبط، وسوف يكون هنالك ارتياح عام، ولكن العلاج وكما تعرفين بحكم وظيفتك أنه أحد الأسس الرئيسية, وللحصول على فائدته القصوى يجب الالتزام التام بالجرعة، ولحسن الحظ الجرعة في حالتك هي بسيطة جدا, وهي حبة واحدة في اليوم, تكون البداية نصف حبة أي (25) مليجراما يتم تناولها ليلا بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ترفع إلى حبة كاملة, واستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى نصف حبة ليلا لمدة عشرة أيام، ثم إلى نصف حبة يوما بعد يوم لمدة عشرة أيام, ثم يتم التوقف عن تناول العلاج، الدواء سليم وفاعل, وغير إدماني, ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، هذا من جانب.
ومن الجانب الأخر: أريدك أن تطبيقي تمارين الاسترخاء, وهذه التمارين مفيدة جدا في حالات القلق والتوترات, يمكن أن تطلعي على كيفية التدرب على هذه التمارين من خلال تصحف أحد مواقع الإنترنت.
ثالثا: لابد أن تأخذي قسطا كافيا من الراحة، وهذا مهم جدا، الراحة خاصة النوم الليلي الجيد يؤدي إلى استقرار وترميمات كثيرة جدا في خلايا الدماغ؛ مما يحسن تركيز الإنسان بصورة ملحوظة جدا.
قراءة القرآن الكريم أيضا تحسن من التركيز، وكذلك ممارسة الرياضة، فكوني حريصة -إن شاء الله- على هذه الأسس العلاجية دوائية كانت, أم سلوكية.
كوني إيجابية في تفكيرك, فلديك أشياء طيبة وجميلة في حياتك، ولابد أن تتذكريها دائما، وإذا جاءك الرجل الذي تطمئنين لسلوكه وخلقه ودينه فلا أعتقد أن هنالك سببا يجعلك ترفضين الخطيب، التعامل مع الخطيب وغيره من غير المحارم لابد أن يكون في الحدود الشرعية بقدر المستطاع، حاولي أن تطوري مهاراتك على المستوى الوظيفي، التطوير المهني يساعد الإنسان من أجل أن يثق في نفسه أكثر، وأن تتوسع معارفه ومداركه, وتزداد مهاراته.
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.