ابني يتعرض للضرب في المدرسة وهو في أول ابتدائي، فما توجيهكم؟

0 477

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ابني في الصف الأول الابتدائي، مشكلته كثرة الخصومات التي تحدث بينه وبين الأطفال في المدرسة، والتي هي كثيرة الحدوث في هذه السن، وفي الغالب تحدث بسبب استرداده لأغراضه التي يسرقها الأطفال منه، لذا عندما يأخذها يضربونه، ولا يكاد يمر يوم دون حصول هذه الأمور، وأنا بصراحة أخاف على ولدي من أن يتعرض لضرب مؤذ له، لأن إحدى الضربات سببت له كدمة في جبهته، مع ورم في الخد، وألم في عظمة الخد، وبعدها عانى من الصداع الذي أقلقني.

أرجو نصيحتكم، ودمتم موفقين للخير، وبارك الله فيكم، وأدام توفيقكم بإذنه تعالى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن خصام الأطفال لبعضهم واحتكاكهم يفيدهم جميعا، ودور المعلمات والمربين والموجهين هو التدخل عندما يتوقعون حصول ضرر بينهم للتفريق والحماية للضعيف ورد المظالم، وأولى الخطوات تكون بالتفريق بينهم، ثم بإعطاء وظيفة لكل منهم، ثم بمحاولة فهم القصة، ثم بمطالبة المخطئ بالاعتذار وتحذير من تكرار الخطأ، أما الصراخ معهم والانزعاج والتوتر وعدم العدل لا يزيد المشاكل إلا اشتعالا.

لا يخفى على أمثالك أن حدود الملكية تكون غائبة عند كثير من الأطفال في هذه السن، وفي السنوات التي قبلها، وإذا كان الطفل مدللا أو عاش فترات من الحرمان؛ فإنه يتطلع إلى ما في أيدي الناس، وهذا حال كثير من الأطفال، ونحن ننصح كل أسرة لا تستطيع أن تلبي احتياجات أطفالها بضرورة أن تشبعهم من الحنان، وأن تحسن الاعتذار لهم، ونسمعهم الوعد الجميل حتى لا يأخذوا ما عند الآخرين، ويمدوا أعينهم إلى ما متع الله به الناس.

على كل حال فالأمر عادي، وأرجو أن تتواصلوا مع المدرسة، وتتفقوا مع المعلمات على خطة تتمكنون من خلالها من معرفة العناصر المثيرة للشجار، والتواصل مع أسرهم عن طريق المدرسة، ونحن نفضل أن لا يذهب طفلك بالهدايا والتحف والألعاب للمدرسة، حتى لا يدخل في مشاكل مع الأطفال، ونتمنى أن يشبع حاجاته من اللعب في البيت ومع أطفال الأهل أو الجيران، أما المدرسة فهي مكان لتلقي العلم كما لا يخفى على أمثالك.

يسعدنا بهذه المناسبة أن ندعو جميع الأسر إلى إتاحة فرص اللعب كاملة لأطفالهم في الدخول إلى المدرسة، حتى لا يحصل الانفجار في الخارج وفي المدرسة فيصبحوا مصدرا للإزعاج.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، ووصيتنا للجميع بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن نعتني جميعا بالأطفال، وأن تنظر كل أسرة إلى أطفال الآخرين وكأنهم أطفال لهم، وأن يتفهم وجود هذه الخصومات البريئة بينهم، وهي مشاجرات لا تخلوا من الفوائد، خاصة إذا أحسنا إدارة ذلك العراك، لأن فيه تهيئة لمواجهة صعوبات الحياة، وعلى إدارات المدارس العدل بين الطلاب، وتنمية روح الحب والود بين الأطفال، وهذا الجانب لا يقل في أهميته عن مسألة التعلم التي لا تفيد كثيرا إلا إذا صحبها اكتساب مهارات حياتية.

نسأل الله الهداية للجميع، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات