السؤال
أثناء حملي بابنتي وبداية من الشهر الرابع بدأت أشعر بخفقان شديد في القلب، وحدوث دوخة شديدة، وخاصة بعد الأكل أو شرب كمية كبيرة من الماء، وبعد الفحوصات تبين إصابتي بارتخاء في الصمام الميترالي، على الرغم من أني لم أشعر بأي أعراض قبل الحمل، وكانت حياتي طبيعية جدا، وأبذل أي مجهود بلا تعب.
واستمرت حالة الخفقان بعد الولادة، وأصبحت لا أستطيع بذل أي مجهود، حتى عند الصلاة أحس بضيق في التنفس وخفقان في القلب على الرغم من حركات الصلاة البسيطة، فما العلاج؟ وهل إذا حدث حمل مرة أخرى ممكن أن تزيد هذه الحالة أكثر؟ وهل يمكنني التبرع بالدم أم أن هذا سيسبب لي مشكلة؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ nova حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن حالة ارتخاء الصمام الميترالي, وتسميتها الصحيحة باللغة العربية الطبية:
( قصور الصمام التاجي) هي حالة بسيطة وغير عرضية في أغلب الحالات, ولا تحتاج إلى أي علاج، و تشخص في الحوامل بنسبة تقارب من 6% إلى 8%.
وسبب ذلك أن التغيرات الدموية والقلبية التي تحدث في الحمل تعطي أعراضا تؤدي إلى الاشتباه بمرض قلبي, فيتم تحويل الحامل إلى طبيب القلب والأوعية الذي يكتشف وجود قصور الصمام التاجي, الذي كان أصلا غير عرضي، ولم يسبب مشكلة.
وهذا ما حدث عندك, أي أنك كنت متعايشة مع هذه الحالة البسيطة، والتي لم تكن تعطي أية أعراض من قبل, لكن وبسبب الحمل وتغيراته تم كشفها عرضا.
اطمئني يا عزيزتي؛ لأن مسير الحمل وتطوره وكذلك الولادة، لن تتأثر بهذه الحالة, وكل شيء سيسير كما لو أن الحالة غير موجودة إن شاء الله.
لكن إن كان الخفقان شديدا عندك، فيمكن حينها تناول دواء ( الانديرال) ثلاث مرات يوميا, ويمكن البدء بعيار 10 ملغ ومراقبة تحسن الحالة.
والانديرال دواء آمن في الحمل، سواء على الأم أو على الجنين -بإذن الله- فلا داع للقلق، وينصح عند الولادة أن يتم إعطاؤك مضادا حيويا؛ وذلك كنوع من الاحتياط, لتلافي أي التهاب في أغشية القلب -لا قدر الله- والذي هو أمر نادر الحدوث جدا على كل حال.
فعليك بإخبار الطبيبة التي ستشرف على ولادتك بأنه قد شخص لك قصورا بالصمام التاجي, وهي ستقوم بعمل اللازم, ومن ضمن ذلك إعطاؤك مضادا حيويا عند الولادة إن شاء الله.
والحالة لن تزيد أكثر من ذلك؛ لأن التغيرات الدموية والقلبية التي تحدث عادة مع الحمل قد حدثت مبكرا في الثلاثة أشهر الأولى من الحمل وأنت قد تجاوزت هذه المرحلة.
كما أن هذه الحالة لا تسبب فقرا بالدم, ولا تؤثر على التبرع بالدم, لكن بالطبع يجب عدم التبرع بالدم خلال الحمل.
نسأل الله عز وجل أن يكمل لك الحمل والولادة على خير.