السؤال
أنا رجل متزوج منذ 8 سنوات، وعندي ابن عمره 7 سنوات، يوجد الكثير جدا من المشاكل الزوجية في حياتي الزوجية مع زوجتي مما أسفر عن طلاقي لها مرتين، ثم أرجعها في كل مرة، ولم يتبق لنا سوى طلقة واحدة، ولكن زوجتي عنيدة جدا وعصبية جدا جدا، ولا تريد أن تسمع كلامي في أي شيء.
ففي أول أيام العيد قالت لي أنها ستذهب في المساء إلى صديقة لها لتزورها في العيد، وأنا أعرف هذه الصديقة جيدا، فقمت في المساء بتوصيلها إلى منزل صديقتها على أن أعود بعد ذلك لأصطحبها بعد أن تقضى عندها بعض الوقت، ثم رحلت واتصلت بها لكي أطمئن عليها، فقالت لي أنها صعدت إلى شقة صديقتها على أن أعود بعد ساعتين لأصطحبها، وقبل أن أذهب إليها اتصلت بها على المحمول، فوجدته مغلقا، فاتصلت على تليفون منزل صديقتها، فأنا أعرف زوج صديقتها فرد علي زوج صديقتها، فبسؤالها عن زوجتي فوجئت بأنه يقول أن زوجتي ليست موجودة عندهم، وأنها لم تأت لأنهم كانوا بالخارج، وحضروا أي منزلهم قبل اتصالي بدقائق.
علما بأن زوجتي قالت لي أنها اتصلت بصديقتها، وهى في انتظارها، ولك أن تشعر بكم الإحراج والخجل، وأنا أكلم زوج صديقتها، ولا أعرف مكان وجود زوجتي فجن جنوني وأنا لا أدري أين ذهبت، ولماذا فعلت ذلك، فأخذت أتصل بها على المحمول عدة مرات حتى ردت وسألتها: أين أنت؟ وقلت لها أنى عرفت أنها غير موجوده عند صديقتها، فقالت لي بكل بساطة أنها في حنة إحدى صديقتها، ولم تخبرني لأني سأرفض أن تذهب لأني رفضت من قبل أن تذهب عرس إحدى صديقاتها فقررت أن تفعل ما تريد دون علمي، وقالت لي لأنها أول مرة تعمل هكذا وأني أنا الذي اضطرها أن تفعل ذلك.
ولكن هذا ناقوس خطر كبير وإن كانت هذه أول مرة فمتوقع أن تفعل أكثر من ذلك، وتكون بداية الانهيار، فأنا أخشى من انفلات الأعصاب، وأطلقها للمرة الثالثة، والأخيرة فكيف أتصرف في هذا الموقف؟ وماذا أفعل مع هذه الزوجة الناشز العتيدة.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر فهمى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا أيها الأخ الحبيب في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى أن يصلح زوجتك، ويقيها شر نفسها.
نحن نقدر أيها الحبيب مدى الانفعال الذي تقع فيه حين تنصح الزوجة بترك بمثل هذه التصرفات، وهي بذلك مخالفة بما أمرها الله عز وجل به من الطاعة للزوج وعدم الخروج من البيت إلا ما أذن فيه، ونتفهم مدى الانفعال والغضب الذي تقع فيه أنت عندما يصدر من زوجتك مثل هذه التصرفات، ولكن العلاج أيها الحبيب ليس هو التسرع في الطلاق، وهدم الأسرة بعد بنائها، وتعريض الأبناء والبنات للشتات والضياع، فينبغي للإنسان العاقل أن يتدبر ويتفكر أولا في أسباب المشكلة، والبحث عن الدواء المناسب والعلاج الصالح، فإن معرفة أسباب المشكلة جزء أكيد من العلاج.
ومن ثم فنصيحتنا لك أيها الحبيب أن تحاول دائما السيطرة على نفسك عند الغضب، وأن تكون على يقين بأن الطلاق ليس هو الحل الأمثل لتلك المشكلات، بل ربما يجر ويؤدي إلى مشكلات أكبر منه، وربما يتخلص الإنسان به من العناء فيقع في عناء أعظم.
ونحن نرى أيها الحبيب أن هذا القدر من المشكلات بينك وبين زوجتك يمكن حله بأسلوب أسهل وطريقة أمثل، فإن كذب الزوجة بهذه الطريقة قد ينبئ عن حالة من الحرمان كانت تعاني منها، وصرحت لك بذلك من الحرمان في إعطائها قدرا من الحرية للتواصل مع صديقاتها.
ومن ثم فنحن نوصيك أيها الحبيب بأن تسلك مسلك الاعتدال في هذا الباب، وأن تحاول إعطاء الزوجة الثقة والطمأنينة بأن ما تريده من الاتصال بصديقاتها وقريباتها والذهاب إليهن يمكن أن تجده في غير أسلوب الكذب والخداع، ولا ينبغي لك أبدا بأن تشعرها بأنها بحاجة إلى أن تكذب من أجل أن تصل إلى ما تريد، فإن كنت ترى أن في بعض خروجها مضرة عليها أو عليك فينبغي أن يكون الإقناع بتلك المضار وتلك المفاسد هو أسلوب الحوار مع الزوجة، وليس مجرد منع بلا تبرير.
كما نوصيك أيضا باللين والرفق مع الزوجة في تحصيل بعض طلباتها، وإن كانت مخالفة لما تريده أنت ما دام ليس في ذلك ضرر عليك أو عليها وعلى أبنائكما.
ونحن على ثقة بأن الزوجة إذا بنت تصرفاتها هذه على الطمأنينة بأنها لن تحرم مما تريده مما ليس فيه ضرر فإنها لن تتجاوز بعد ذلك الحد إلى أن تقع في الكذب أو غير ذلك.
نوصيك أيها الحبيب بأن تتفهم بأن زوجتك قد تحتاج إلى العلاقات مع الآخرين كصديقاتها وقريباتها، وإذا تفهمت ذلك فإن ذلك سيدعوك إلى أن تكون معتدلا من غير إفراط ولا تفريط.
ونتفهم أيضا ما أنت تعانيه من تحيل هذه الزوجة، لكننا في الوقت ذاته على ثقة بأن هذه الظاهرة ستنتهي إذا ما اطمأنت الزوجة أنها ستجد ما تريده دون الحاجة إلى ذلك الأسلوب.
فالبحث عن أسباب هذه المشكلات أيها الحبيب هو الجزء الأول والأكيد في التغلب على هذه المشكلة.
نحن نوصيك أيها الحبيب مرة ثانية بضرورة الرفق واللين في معاملة الزوجة، لكن اللين الذي لا يؤدي إلى تمردها وخروجها على ما يجب عليها أن تفعله، وأن يكون هذا اللين هو المفر والمهرب من القسوة والحزم الزائد الذي قد يلجئ الزوجة إلى أساليب الكذب والخداع، والرفق - كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عنه - (ما كان في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه)، وهذه المشكلات أصغر من أن تحيج أيها الحبيب إلى أن تعالج بالطلاق وتهديم البيت، وهذا كله لا يعني أيها الحبيب ترك الرعاية والقيام على المرأة ومراقبة تصرفاتها وأعمالها، فإنها بحاجة إلى من يقوم على أمرها، لكن الوسط هو خير الأمور، فلا بد من سلوكه والابتعاد عن الإفراط أو التفريط، وبذلك تحل أكثر المشكلات التي نعانيها.
نسأل الله تعالى أن ييسر لك الخير حيث كان، وأن يهدي زوجتك ويصلحها.