كيف أوفق بين عملي الشاق وبين حقوق زوجتي؟

0 381

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تزوجت قبل ثلاث سنوات، وأخذت إجازة من العمل لمدة ثلاثة أشهر، وكنت أفكر حينها كيف سأعود للعمل، وكيف سأوفق بين عملي الشاق وبين حقوق زوجتي، وكنت أحمل هما كبيرا.

بعدما انتهت الإجازة أتى الدوام! أصبحت مضطربا، أفكر كثيرا، لا أحب الدوام، أريد أن أخرج من الدوام بأي وسيلة، فكرت بالاستقالة، علما أن وظيفتي عالية المستوى، أصبحت أعاني من صداع في مقدمة الرأس دوخة وعدم تركيز نسيان كبير.

أصبحت لا أفهم الشيء بسرعة كما كنت سابقا، اعتقدت أن هذا المرض عضوي، وعملت فحوصات في أكثر من مستشفى، عملت جميع الفحوصات حتى فحص الغدة الدرقية، النتائج كلها سليمة، كنت لا أصدق أنها مشكلة نفسية، لأن نفسيتي كانت جيدة، قبل ذلك بحثت عن أكثر الأمراض لأنني لست مصدقا أنها حالة نفسية.

حتى أيقنت بعد قراءات ونصائح أكثر من طبيب أنها حالة نفسية، والآن أعاني أحيانا من القلق، وأحيانا ضيق بالصدر وعدم التنفس براحة، وحموضة عالية جدا، وأكثر ما يقلقني هو عدم التركيز والنسيان خاصة، هل من علاج للنسيان، وعدم التركيز على وجه الخصوص؟ علما بأنني مقبل على إكمال دراستي الجامعية، بماذا تنصحونني؟ وما هو رأيك في الجنكة؟

جعل الله كل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أنت بعد أن تم الزواج وسارت الأمور على ما يرام قمت بهذه الإجازة الطويلة، ولاشك أن ظروف مثل هذه الإجازة هي ظروف إيجابية جدا، وبعد الزواج هي أطيب أيام يمكن أن يعيشها الإنسان، قد يكون المرء بعد ذلك ضعيفا في قابليته ورغبته، وفي استعداده أن يذهب إلى العمل، خاصة إذا كان العمل فيه التزامات وظيفية كثيرة، أو مشقة، الذي حدث يوضح أنك كنت تعيش مع ما نسميه بقلق التوقعي الوسواسي، وهو نوع من اهتزاز الثقة بالنفس حول ما سوف يأتي أو ينفذ مستقبلا، وبعد الانضمام للعمل واستنادا وبناء على الخلفية الوسواسية السلبية بدأت أعراض القلق والتوترات تظهر عندك، ومعظمها في شكل أعراض نفسوجسدية، أي أن الأعراض الجسدية واضحة جدا مع الأعراض النفسية.

الصداع هو صداع عصابي، وكذلك الدوخة منشؤها هذا القلق، ويعرف أن عدم التركيز وتشوش الأفكار من السمات والصفات الرئيسية المصاحبة للقلق.

ضيق التنفس وزيادة إفرازات عصارة المعدة التي تؤدي إلى الحموضة، أيضا هي سمات أساسية، نشاهدها في هذا النوع من القلق، إذن الذي حدث لك يمكن أن نسميه بعدم القدرة على التكيف، وعدم القدرة على التواؤم، وهي حالة قلقية وسواسية نفسية بسيطة.

العلاج يتمثل في أن تواجه هذه الأفكار السلبية، وتكون محبا لعملك ومقدما عليه بإيجابية، وأن تتذكر أنك إن لم تكن أهلا للمسئولية لما أوكلت إليك المسئولية، وفي ذات الوقت ذكر نفسك دائما أن بعد الزواج عليك مسئوليات أكبر، وهذه تحتم عليك أن تكون أكثر التصاقا وأداء في محيط العمل.

أود أن أنصحك بدواء بسيط مضاد للقلق، الدواء يعرف باسم (دوقماتيل Dogmatil) والاسم العلمي (سلبرايد Sulipride) أرجو أن تتناوله بجرعة كبسولة واحدة ليلا، وقوة الكبسولة (50) مليجرام، وبعد أسبوع اجعلها كبسولة صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم كبسولة واحدة في المساء لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من أبسط الأدوية المعروفة بسلامتها، ولا يحتاج إلى وصفة طبية، وسوف يساعدك كثيرا - إن شاء الله تعالى - بشرط أن تتفهم طبيعة حالتك كما شرحنا لك، وهي لا تعد حالة مرضية حقيقية، وإنما هي نوع من الظواهر النفسية.

ممارسة الرياضة سوف تكون مفيدة لك، وهنالك تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، أرجو أن تطبقها، وللتدرب عليها أرجو أن تتصفح أحد مواقع الإنترنت التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، بأن تكتب في محرك جوجل تمارين الاسترخاء.

الإيجابية في الفكر مطلوبة، وأنت لديك أشياء جميلة في حياتك يجب أن تتذكرها دائما، وأن تسعى نحو المستقبل بجهد وهمة عالية وآمل ورجاء، وعليك أن تسأل الله تعالى دائما أن يوفقك، وأنا سعيد أن أسمع أنك سوف تكمل الدراسة الجامعية، وإن شاء الله تعالى ما فوق الجامعية أيضا، فالعلم نور والعلم مطلوب.

بالنسبة للجنكة لاعتبار أنها ذات فائدة بالنسبة لك، كل الذي وصفنه لك هو الذي يفيدك إن شاء الله تعالى، فأرجو أن تتبع هذه الإرشادات وأن تتناول الدواء المطلوب.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات