عندي طفل بالغ من العمر 3 سنوات، بدأت تصرفاته تتغير بعد أن ولدت طفلا آخر، مع العلم أننا لا نفرق بين الاثنين، هو يفهم كل شيء, وينطق جيدا, ويلفظ الكلام بصورة صحيحة، لكنه عندما يختلط مع أطفال لا ينطقون جيدا يتكلم مثلهم، وأصبح في هذه الفترة عصبي جدا، ويلح كثيرا, إذا تكلمت معه بكلمة يرد علي بألف, ولا يسكت, ويظل يصرخ.

وعندي مشكلة ثانية بخصوص أسنانه:
منذ أن كان في عمر السنة بدأت أسنانه الأمامية تتآكل من وسط السن؛ مما أدى إلى وقوعها، وكل أسنانه الآن بدأت تتآكل من الوسط.

جزاكم الله خيرا, أرشدوني للحل؛ لأني تعبت.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلاف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على السؤال.

ما وصفت في القسم الأول من السؤال يعتبر -ولحد كبير- أمرا طبيعيا في تبدل سلوك الطفل الأكبر عندما يولد له أخ أصغر، ومهما حاول الأبوان عدم التفريق بينهما في المعاملة، فلابد أن هناك أمور لا يستطيع الوالدان عدم التفريق بينهما، فهم قد يغيرون مناشف الوليد الصغير بينما قد يكون الأخ الأكبر قد جف وتجاوز هذه المرحلة، وقد ترضع الأم الوليد رضاعة الثدي، بينما قد فطمت الطفل الأكبر، ومن الطبيعي أن يبتهج الوالدان لكل حركة صغيرة أو كبيرة يقوم بها الرضيع، بينما بهجتهما مع الطفل الأكبر مختلفة شكلا ومضمونا.

وهكذا فمن الطبيعي أن يشعر الطفل الأكبر بأن الرضيع الأصغر قد جذب كل انتباه الوالدين، وأن الاهتمام انتقل منه لأخيه الأصغر، ولذلك تكثر التبدلات السلوكية والعاطفية عند الطفل عندما يولد له أخ أصغر-كما حدث مع طفلك هذا-.

ومن الطبيعي أن يقوم الطفل بكل ما يستطيع لجذب انتباه أمه وأبيه، ومن أنواع هذه الأعمال هذه العصبية, والإلحاح, وكثرة الطلب, والتكرار مرات ومرات ومرات، والغالب أن كل هذا السلوك هو وسيلة لجذب الانتباه.

والمطلوب الآن أن تصرف الأم انتباهها لطفلها هذا عندما يحسن السلوك فلا يلح, بينما تصرف عنه انتباهها عندما يتصرف بالطريقة السلبية، وبذلك تعززين السلوك الإيجابي، وتقللين احتمال السلوك السلبي المزعج، ولتحاولي إغراقه بالانتباه والرعاية عندما يكون في السلوك الحسن المطلوب، وبذلك لا يعد بحاجة لجذب انتباهك بالإلحاح, وكثرة الكلام, والطلب.

لا تقلقي من تقليده للأطفال في طريقة كلامه عندما يختلط بهم، فهو سينمو, ويتجاوز هذه المرحلة, ومن دون أن تترك عنده نتائج سلبية.

وبالنسبة لأسنانه فلا أظنك تتوقعين أن نعالجها له عن طريق الإجابة عن سؤالك، فلابد من عرض الطفل على طبيب الأسنان، وقد يكون للسكريات دور كبير في هذا النخر أو التآكل من وسط الأسنان، ولا ننس أيضا أن هذه هي الأسنان اللبنية، وهو في مرحلة قادمة ليبدل كل أسنانه، ولكن أنصحك بمراجعة طبيب الأسنان كي لا يتكرر معه في الأسنان الدائمة ما حصل معه في الأسنان المؤقتة.

وفقك الله, ويسر لك حسن التربية مع طفليك وأسرتك.