حققت درجات عالية في دراستي والآن النتائج قليلة، ما توجيهكم؟

0 363

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أشكركم بداية على جهدكم المبذول لصالح هذه الأمة، فهدفكم منشود، وطريقكم واضح المعالم، فجزاكم الله الجنة.

أنا طالبة بكالوريا علوم - ولله الحمد - حققت طيلة مسيرتي نتائج ممتازة وجيدة, لكن المشكل أن ثقتي بنفسي قلت في السنتين الأخيرتين، وبعدما كنت أحسن طالبة في الصف، وتدنى مستواي، ولا أعلم لحد الآن لماذا! أصبحت أحقق نتائج لا أرغب فيها، مقارنة بما أراجعه، أذاكر بشكل جيد وأستوعب الدرس وأحل الكثير من التمارين، لكن المردود لا يعبر عن الجهد المبذول, فلا أدري ماذا حصل لي!

للعلم أنني مواظبة على عباداتي، ولي ورد يومي من القرآن - والحمد لله - وأنا أعلم أن ما كتبه الله لي هو الخير، وأنا متفائلة، لكن ذلك القلق الذي يتملكني هو كيف أن مستواي تدنى بعدما كنت جيدة, وأخشى من اختبار آخر السنة.

أعلم أن البداية قد لا تعبر عن النهاية, وأنا أدعو الله أن يصلح حالي، وأن يزيدني همة على العطاء، فهل من الممكن أن تساعدوني، وأن تجدوا لي حلا؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آسيا حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال الذي أعادني سنوات للوراء عندما كنت طالب بكلوريا، وقبل دخولي كلية الطب، فقد كانت تمر بي نفس الحالة التي تمرين بها، وكما يحصل هذا للكثير من الطلاب، وإن كان كثير منهم لا يتحدثون عن هذا أو يسألون عنه كما سألت أنت.

يكثر عند الطلاب - وخاصة عندما يصلون لمرحلة البكالوريا - أن تنتابهم فترات من الشك في القدرات الذاتية، وربما يعكس هذا طبيعة التحدي في هذه المرحلة، أو هكذا يصور لنا المجتمع، من أن هذه السنة سنة مصيرية يتوقف عليها مستقبل الإنسان.

أنا متفائل في حالتك، ليس فقط لأنك متفائلة - وهذا هام جدا - وإنما أيضا لأنك فكرت وبحثت عن الأمر، ومن ثم كتبت سؤالك لنا، فهذا دليل على تحليك بصفات متعددة من صفات الناجحين، فقد درست وقيمت الموقف الذي أنت فيه، ومن ثم فكرت وبحثت، وتابعت الأمر بسؤال من تعتقدين فيهم الخير، وشكرا على مدحك للعمل الذي يقوم به هذا الموقع.

إن تاريخ وسجل نتائجك الماضية يشهد لك بإمكاناتك المتقدمة، وهذا حقيقي وليس خيالا أو وهما، ولسبب ما، أو أسباب متعددة، انخفضت ثقتك بنفسك، ومن جملة هذه الاحتمالات، أو مزيج منها:

- طبيعة المرحلة العمرية التي تمرين فيها، من المراهقة والنضج.

- طبيعة المرحلة الاجتماعية التي أنت فيها الآن، من ضرورة التعامل مع المجتمع بشكل أوسع.

- طبيعة سنة البكالوريا، وكل ما يقال عنها، واختلافها عن السنوات الأخرى.

- هل حصل تغير ما في ظروفك العائلية؟

- هل تغير شيء ما في جو المدرسة والمعلمات والزميلات؟

- هل حصل ما يقلقك في صحتك مثلا؟

- هل هناك ما يشغل بالك، في البيت أو خارجه؟

كما قلت، قد يكون الأمر مزيجا من عدة أمور مما سبق ذكره، وغيره كثير لم أذكره هنا، وقد يتعلق الأمر بما نسميه "قلق الأداء" وهو عندما يريد الإنسان أن يقوم بأداء معين كاختبار أو تنفيذ مشروع ما أو عرض أمر ما أمام الناس، فقد يشعر بالقلق على نوعية وجودة هذا الأداء، وكيف سيكون هذا الأداء، وهل سينجح فيه أم لا؟ وغيرها كثير من الأسئلة، ولكن النتيجة أحيانا أن كل هذه الأسئلة تزيد عنده من حالة القلق على هذا الأداء، فتأتي النتيجة معاكسة للسبب الذي من أجله طرح الإنسان على نفسه هذه الأسئلة.

طبعا إذا كان هناك شيء من هذا القلق، فربما أكثر ما يفيد معه هو محاولة الاطمئنان، والعمل المركز والهادئ، ولا شك أن إيمانك وتوكلك على الله، وخاصة مع مواظبتك على العبادات والصلاة وتلاوة القرآن الكريم، كل هذا من شأنه أن يسكب في قلبك ونفسك الكثير من الاطمئنان، مما يخولك من متابعة العمل الذي بدأتيه منذ سنوات، وأتى بالنتائج الطيبية في حينها، وهو لاشك سيأتي بمثل هذه النتائج في القريب العاجل.

الأمر الآخر المفيد، إذا كانت لديك صديقة صدوقة وعلاقتك بها جيدة، فالعمل المشترك قد ينشط ويشحذ الهمم، وإن شاء الله سنسمع أخبار نجاحاتك، ودخولك الجامعة في الفرع الذي تحبين.

وفقك الله.

مواد ذات صلة

الاستشارات