أصاب بمخاوف وسرعة ضربات القلب عند مواجهة الآخرين ... ما الحل؟

0 358

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا طالب أتلقى تكوينا بمركز تكوين المعلمين، للتوظيف في قطاع التعليم، وأعاني من مشكلة في حصص التكوين وهي: أني عندما أريد أن أطرح فكرة ما، أو رأيا حول موضوع ما، سواء كان ذا طابع للمشاركة, أو المناقشة داخل القسم-8 طلاب و30 طالبة- يحصل بداخلي أولا أن الفكرة ناقصة، ويحصل لي تردد في أن أتكلم أم لا؟

لو حصل أني تكلمت ينبض قلبي بسرعة، وأرتبك, فلا أستطيع التركيز على ما أقول، وتتشتت أفكاري التي كنت بصدد التحدث حولها، وأتوقف عن الكلام دون إكمال الفكرة, أو قول كلمتين, ثم أسكت لأنتظر من ينقذني من الموقف، فأخجل وأفكر في الآخرين أنهم ينظرون إلي، ويحصل لي نوع من الحرج؛ فلا أتحدث المرة المقبلة لكثرة تفكيري حول ما سيحصل لي.

هذه المشكلة تحدث عند تقديم نفسي أمام الطلبة المختلطين بصحبة أساتذة، وكذلك أرتبك في الحصة أمام الأستاذ والطلبة عند طرح فكرة، وعندما يناديني الأستاذ باسمي ينبض قلبي بسرعة، وتنقص هذه المشكلة عندما أتكلم مع أستاذي لوحده, أو 2 أو 3 أو 5 من الطلبة الذكور، أما الطالبات فإني أخجل منهن كثيرا إذا سألنني عن شيء، وأخجل قليلا عند الإمامة بالطلبة في مسجد المركز، ولا يحصل لي الخجل عندما أتحدث مع أصدقائي الذكور -في المركز التكويني أو الحي- القريبين مني.

هذه المشكلة كنت أحس بها منذ طفولتي، واكتشفتها في السنة الأولى من الجامعة، ولم أبال بها، مع أني أطالع الكثير من كتب التنمية البشرية عبر الكومبيوتر، ولا أطبق ما أقرأ, ولربما لا أكمل الباب الأول، بالإضافة إلى أني -ولله الحمد- محافظ على أداء الفرائض، والاقتداء بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في صفاته وأخلاقه، كتحقيق سنن الفطرة بكاملها، وعدم مصافحة الطالبات، وعدم قول الكلام الفاحش.

أريد منكم إخوتي وأحبتي المستشارين الفضلاء بعض النصائح والتوجيهات، أو حتى بعض الكتب الفعالة, أو الطرق العملية؛ لأني في فترة تدريب تطبيقي في المدرسة الابتدائية من أجل خدمة رسالة التعليم، وأتمنى أن أصبح بعد توجيهاتكم معلما غير مرتبك, وناجحا, وفعالا, ومخلصا لله وحده.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على سؤالك.

تكثر أنواع المخاوف عند الناس، وإن كان الكثير منهم لا يتحدث عن مخاوفه -وإن كانت تؤثر كثيرا في حياتهم- إلا أن خجلهم من وجود هذه المشكلة يمنعهم من البوح بها.

ومن أكثر أنواع المخاوف انتشارا بين الناس "الرهاب الاجتماعي", أو الخوف الاجتماعي، والغالب أن يأخذ شكل الخوف من الحديث, أو القراءة, أو الخطابة أمام الناس -كما يحصل معك من الحديث أمام المعلم, وخاصة بوجود الطالبات- وهذه بالذات كثيرة الانتشار بين الشباب، وربما نفس الأمر بين الطالبات عندما يطلب منهن الحديث أمام الطلاب.

يترافق هذا الخوف عادة بالعديد من الأعراض كالشعور باحمرار الوجه, والسخونة, وجفاف الفم, وتسارع نبضات القلب, وارتجاف اليدين, وربما التعرق, ورجفة الصوت, وتردده.

في الكثير من الأحيان قد لا نستطيع معرفة منشأ هذا الخوف، بينما نستطيع ذلك في بعض الحالات، وقد يعود لمرحلة الطفولة -كما هو الأمر في حالتك-.

مهما كانت الأسباب فأفضل طريقة للحل أو العلاج هي في اقتحام أجواء القراءة والحديث أمام الناس, والمشاركة في نقاشات أفصل مع المعلم والطلبة والطالبات، وعدم تجنب الأمر، فالتجنب والهروب من المواجهة لا يزيد المشكلة إلا تعقيدا، حتى يجد الإنسان نفسه يتجنب كل ما فيه ولو القليل من الحديث, أو القراءة أمام الآخرين.

وليرفق الإنسان بنفسه، ويحاول أن يبدأ بالمواقف الخفيفة، ولا بأس مثلا أن تتحدث مع معلمك -والمفضل خاصة- ويمكن حتى أن تصارحه بأن لديك بعض الخوف من القراءة أمام الطلاب، فهذا الاعتراف والحديث يعتبر نصف العلاج، وهو بدوره سيوجهك ويعينك على تجاوز هذا الأمر.

مما يفيد أيضا محاولة القراءة منفردا بصوت عال، وربما تسجيل هذه القراءة والاستماع إليها, ويمكنك أيضا أن تطلب أحدا من أسرتك, أو صديقا لك أن يحضر مثل هذه القراءة، وهكذا حتى يزول الخوف لديك، ولا تعود تبالي بعدد الجمهور الذي يستمع إليك.

واطمئن على مستقبلك المهني النبيل في تعليم النشء الجديد، فالتدريب الذي تتلقاه الآن سيوجد عندك الثقة, والإمكانات المطلوبة لتكون من المعلمين الناجحين.

وفقك الله, ويسر لك الصعاب، ونفع بك جيل المستقبل، فأنت لاشك ستغير حياة الكثير من الطلاب والطالبات في مستقبل الأيام.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات