السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
تحية زاكية محملة بقطرات الندى إلى جميع القائمين على هذه الشبكة المباركة.
حياتي غير منظمة، وأهدافي غير واضحة، وعمري تسرب أمام عيني وأنا أنظر إليه.
أنا مقيم بالرياض منذ ثلاث سنوات وأعمل محاسبا, خلال الثلاث سنوات أشعر أني أتراجع مهنيا بشكل كبير, أنا متزوج منذ 15 شهرا -والحمد لله- رزقت بمولود قبل 3 أشهر إلا أن وقتي ضاع أكثر فأكثر حتى زوجتي لا تستطيع أن تنظم وقتها بسبب المولود لأنه ينام قليلا ثم يصحو، وهو على هذا الحال طوال اليوم, حتى أن صلاة الفجر أصليها بالمنزل أحيانا, قرأت القرآن ولم أختم سوى ختمة واحدة من عيد الفطر لغاية عيد الأضحى, كما أني أعاني من التشتت الذهني, وأشعر بفراغ ذهني.
جزاكم الله خيرا, وسدد على طريق الخير خطاكم, وأحبكم في الله.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو قيس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال المتعدد الجوانب.
هناك شيء في علم النفس والطب النفسي نسميه "حوادث الحياة", وهي: الحوادث التي يمكن أن تسبب ضغطا على الناس، كل الناس، ومن كل الثقافات، وقد رتب منها العلماء مئة حدث من هذه الحوادث، ويمكن للإنسان أن يطلع على كامل القائمة من خلال الإنترنت.
يبدو -أخي الكريم- أن عددا منها قد مر معك خلال الفترة السابقة.
- أنت تقول إنك تعيش في الرياض منذ 3 سنوات، ويشير هذا إلى الانتقال من مدينة لأخرى، أو حتى من بلد لآخر، وهذا الانتقال يقع ضمن الحوادث الأكثر تسببا للضغوط، بما فيها من انتقال المنزل، والابتعاد عن الأسرة، والابتعاد عن الأصحاب، والأماكن المألوفة.
- بداية العمل بعد الانتقال لعمل المحاسبة، والتي هي من طبيعتها أصلا بعض الضغط والتوتر، بالإضافة إلى أنه عمل جديد, في موقع جديد، ومع زملاء جدد.
- الزواج منذ سنة ونصف تقريبا، وهو واحد من هذه الأحداث في الحياة، ولا يشترط في هذه الحوادث أن تكون سلبية، وهذا مما لا يعرفه الكثير من الناس، فحتى الحوادث السارة كالزواج تعتبر من هذه الحوادث المسببة للتوتر؛ لما فيه من تغيرات وتبدلات.
- رزقتم بمولود جديد، وهذا أيضا من تحديات الحياة.
- بعض الأمور التي أشرت إليها بشكل عابر حول صعوبات نوم الطفل.
- صعوبات ترتيب الأمور, وتنظيمها.
أريد أن أقول: إن كل واحدة من هذه الأمور كان يمكن أن تسبب بعض الصعوبات في الحياة، وبعض التحديات التي تتطلب جهدا للتعامل معها، بينما جرى معكم عدد منها في وقت قصير نسبيا.
وكل هذا قد يفسر الحالة التي وصفت في سؤالك: من ضعف التنظيم، والشعور بأن الوقت يمر، وأنك لا تنجز ما تريد إنجازه.
إن من القواعد الصحية التي ننصح بها الناس عادة، أن يحاولوا أن لا يجروا تغييرات كثيرة في وقت قصير من حياتهم، وإنما أن يأخذوا بعض الوقت في تحقيق هذا، فما العمل الآن وقد تم ما تم؟
أرى أن تلطف بنفسك، وتعطها فرصة ووقتا للتكيف مع كل هذه التغييرات الكبيرة في حياتك، وأن تناقش مع زوجتك طبيعة حياتكما, وما يمكنكما فعله لترتيب بعض الأمور، ووضع بعض الروتين في حياتكما، وبالشكل الذي تشعران معه ببعض الراحة.
ولا بأس أن تقوم بالاستعانة بالورق والقلم لكتابة بعض الأولويات التي تريد أن تقوم بها في حياتك الخاصة والأسرية، وأن تضع جدولا للأولويات.
يفيد جدا أن تكون لديك بعض الهوايات وخاصة الأنشطة الرياضية، ولا تستغرب، فالرياضة ليست مضيعة للوقت، وإنما تعطينا الكثير من الطاقة والحيوية، حتى إنها تساعدنا على أن ننجز أكثر، وننظم وقتنا بشكل أفضل.
أرجو أن تكتب لنا بعد فترة من الوقت عن حالتك بعد أن تقوم ببعض هذه الأمور.
لمزيد الفائدة يراجع علاج التشتت وعدم التركيز سلوكيا(226145 _2113978)
وفقك الله, ويسر لك.