الارهاق لايفارقني ومن يراني يستنكر شكلي!!

0 458

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قصتي مع هذا المرض يبدو أنها من بعد الولادة بعد سنوات أو ربما ولدت هكذا! لا أعرف تماما، لكن عندما أراجع هوايتي في طفولتي لا أجدها، ربما على الأغلب بعد سنوات .

أنا أعاني من إرهاق ليس منطقيا، وليس طبيعيا! إذا نمت 10 ساعات يوميا فتجدني بعد دقيقة أو ثواني قد شعرت بالتعب الشديد وعدم القدرة على أن أفتح عيوني، لدرجة أني الآن تعودت على أن تكون عيني شبه مغلقة، وأنا لا أشعر.

كل من يعرفني أو تعرف علي بالمقابلة الأولى يقول لي : لماذا هكذا شكلك؟ لماذا أنت نائم؟ وتجد من الأشخاص بالليل أو بساعات المغرب يقول باستهزاء صباح الخير! ولا أخفي عليكم كم تجرحني هذه الكلمات.

أصبحت أبحث عن العلاج، فذهبت إلى طبيب ففحصت دمي، وسحبوا مني دما كثيرا، وكانت النتيجة كلها إيجابية.

كان يقول لي الدكتور لديك كل شيء وبقوة ودمك قوي، فلماذا هذا الإرهاق؟! فأصبحت أبحث على الانترنت وجربت جميع الأدوية مثل بروزاك وبروفيجيل لكن بلا فائدة.

استسلمت بأنه لا يوجد لي أي علاج كدواء لأنه لا أحد يعلم ما هو مرضي.

لماذا هذا الإرهاق، ولماذا عيني تقلب؟! لدرجة أنه لا يستطيع الناس أن ينظروا إلي وأنا بهذه الحالة وأشعر بضيق النفس من داخلي، ولدرجة أني طيب جدا لا أستطيع أن أفتح جروح بعض من يجرحني أو عيوبهم خوفا من الله عز وجل.

أعتذر عن كتابة هذا الكم إن كان كثيرا، لكن هذا من الهم الذي أعانيه، نسيت كل دراستي بسبب كلمات ذاك وذاك، وبعض الناس الذين حتى لا يعرفوني تجدهم يقولون لماذا هذا شكله هزيل مرهق متعب عينه شبه مفتوحة ومقلوبة؟! وأيضا أحببت أن أنوه أنه بالشمس لا أستطيع أن أفتح عيني.

علما أيضا أني فحصت عيني على أكثر من 5 أطباء وأقوياء جدا، وقال لي عينك لا يوجد بها شيء.

وصل بي الحال إلى أن هذا الشيء يمنعني من الوجود بأي عمل، مع أني محترف وذكي جدا -والحمد لله- لكن عندما يرونني على هذا الشكل لا يستقبلوني، وإلى الآن لا أعرف كيف سأبدأ مستقبلي؟! وكيف سأتزوج وأبني بيتا جديدا فأنا أكبر الأولاد، وأبي قريب للتقاعد وأنا من سيتحمل مسؤلية كل شيء؟

كيف لي مع هذا المرض أن أكمل مشواري؟ فعلا تعبت منه كثيرا.

أعلم أن كل من يقرأ تعليقي سيشعر بهمي، وأعتذر جدا بأني سبب في الهم لكم، لأني أعلم بأن كل شخص مؤمن يشعر بحزن تجاه أخيه المسلم حتى بدون أن يعرفه.

أتمنى أن أجد العلاج المطلوب لديكم أو الطريقة المفضلة لخطوات العلاج.

وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

لم أجد تفسيرا لحالتك سوى حالة واحدة تسمى بمتلازمة الإجهاد المزمنة، تسمى باللغة الإنجليزية (chronic fatigue syndrome)، وهذه الحالة تقريبا تنطبق عليها معظم الأعراض التي ذكرتها: شعور بإجهاد مستمر، مع عدم الفعالية الجسدية، وكذلك النفسية، ومشاعر سلبية جدا حول المقدرة، وشيء من عسر المزاج، وقابلية للتركيز والاستذكار قد لا تكون جيدة.

ربما هذه الحالة تطابق حالتك التي وصفتها، وهذا المرض أو هذه المتلازمة ليست خطيرة، لكنها فعلا مزعجة بعض الشيء، وأفضل من يقوم بالإشراف على رعاية وعلاج وتأهيل مثل حالتك هو الطبيب النفسي بالتعاون مع طبيب الأمراض الروماتيزمية، أو الطبيب المختص في أمراض الأعصاب.

سبب هذه المتلازمة غير معروف، لكن هنالك عوامل يكثر الحديث على أنها متلازمة موازية أو معادلة للاكتئاب النفسي، أي اكتئاب نفسي من النمط غير المعروف أو المعتاد عليه، وهنالك من يرى أنها نتيجة لإصابات فيروسية بطيئة سابقة، وتوجد نظريات أخرى، لكن لا أحد يستطيع أن يحدد سببا معينا.

الذي أنصحك به هو أن تذهب إلى الطبيب – الطبيب النفسي أو طبيب الأعصاب أو طبيب الأمراض الروماتيزمية – ويمكن أن تطرح له ما طرحناه عليك من أفكار.

التشخيص الذي ذكرته لك لا يعتبر تشخيصا نهائيا، إنما هو اجتهاد، أسأل الله تعالى أن ينفعك بما نقوله لك.

إذا اتضح فعلا أنك تعاني من هذه المتلازمة – متلازمة الإجهاد المزمنة – فيتمثل العلاج في تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، ويعتبر البروزاك هو الأفضل، أو عقار إفكسر فهو أيضا يعتبر ممتازا، ويجب أن يتم تناولها بجرعات عالية نسبيا ولمدة طويلة.

ثانيا: ممارسة الرياضة المتدرجة تعتبر ذات فائدة كبيرة جدا.

ثالثا: تناول بعض الفيتامينات لمدة طويلة نسبيا أيضا ذو فائدة.

رابعا: التعرض لأشعة الشمس خاصة شمس الصباح، ربما تكون أيضا مفيدة.

خامسا: العلاج الطبيعي وتمارين الاسترخاء.

لا تيأس أبدا، أنت -الحمد لله- في عمر صغير، وفحوصاتك كلها ممتازة، وهذا شيء يبشر، فأرجو أن تراجع الأطباء كما ذكرت لك، وإن شاء الله تعالى يبحث في تشخيص حالتك بصورة أعمق، وتوضع الآليات التشخيصية، ومن ثم الطرق العلاجية والتأهيلية، وما ذكرناه لك هو نوع من الاسترشاد الذي أرجو من الله تعالى أن يجعله لك خيرا وينفعك به.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات