ما هي الأهداف من الزواج والعشرة بين الزوجين؟

0 601

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فمنذ جاءتني هذه الفكرة أصبحت أنظر للحياة بنوع من الاكتئاب والملل:
الجماع بين الرجل والمرأة هو مجرد -معذرة على التعبير- دخول قضيب داخل فتحة وخروجه.

هذا شيء أصبحت أنظر له على أساس أنه لا معنى له، وأنه شيء تافه، ثم أرى الناس تتكالب على الزواج! وفي الأخير هو من أجل هذه الحركة التي ليس لها أي معنى، وهي سخيفة.

أفكر أحيانا أن هذا ينقص من قيمة الإنسان أن يجري ويعمل من أجل تحقيق هذا الشيء فقط، الذي لن يدوم إلا لحظات، أحس أن الإنسان سخيف بهذا.

كذلك عدم فعل هذا الشيء في وقته، يعني عندما تتحرك الشهوة في الإنسان خاصة في زمن الشباب، وتأجيله جعلني أحس بأنها أصبحت حركة إرادية سخيفة يقوم بها الإنسان أكثر من واجب بدني مفروض عليه؛ لأنه لم يحدث في وقته، إذن فمن الممكن له أن لا يفعل هذا الشيء أصلا، بما أنه قدر على تأخيره، إذن فهو شيء لا معنى له، وكل هذا أوقعني في تضارب المشاعر، فما ردكم على كل هذا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ moslim حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فشكرا لك على هذا السؤال المثير! من قال إن الزواج مجرد الجنس والجماع، ومن قال إن الجنس والجماع هو مجرد الإدخال؟!

ما الإدخال ولا الجماع إلا الجزء الصغير جدا جدا من العلاقة النفسية والعاطفية بين الزوجين، علاقة لن تعرفها حتى تصل إليها وتعيشها، واطمئن، فأنت عندما تصل لهذه المرحلة في حياتك، فإن نفسك وروحك، قبل جسمك، كلها ستخبرك بأنك جاهز لهذه الخطوة الهامة في حياتك، والتي خلقنا الله تعلى عليها، من أجل صحتنا وراحتنا وزيادة قدرتنا على متابعة الطريق.

كذلك من أجل استمرار وجود العنصر البشري على هذه الأرض التي استخلفنا الله تعالى فيها {وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة} (سورة البقرة).

ولذلك أيضا دعانا الرسول الكريم إلى الزواج [يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج] وبذلك يتوافق الشرع الحنيف مع فطرة الإنسان وطبيعة الكون؛ لأن مصدر الجميع واحد من المولى الكريم {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير}.

العجب في قدرة الله على الخلق، وكما يقول شيخنا الراحل علي الطنطاوي رحمه الله بما معناه، إن الإنسان لو فكر بما يجري في الجماع بين الزوجين لربما تقزز وقرف من كل هذا، ومع ذلك، وكما ذكرت في سؤالك يتكالب الأزواج عليه، بكل شوق وحماس، وما هذا إلا من قدرة الله على الخلق والإبداع.

ما هي المشاعر الزوجية، وما هي طبيعة العواطف والروابط بين الزوجين، فهذه وغيرها أمور عليك أن تنتظر لتعيشها، ليس الآن، وإنما في الوقت المناسب، وعندما تصل لهذا الوقت المناسب فستكون أول من يعلم!

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات