السؤال
السلام عليكم,,,
لدي أصدقاء كثر, وأحس بالراحة تجاههم, ولكن بعض الأصدقاء أو الأشخاص المعينين -ولو لم يكونوا أصدقائي- لا أرتاح للحديث معهم, مع أنهم يهتمون بي, ويتحدثون معي جيدا, وأنا لا أتكبر, ولا أكون مغرورا في تعاملي مع أي شخص
-الحمد لله- ولكني أحيانا لا أستطيع أن أفهم هذا الشخص, نختلف كثيرا, مع أني أحاول أن أفهمه, ولكني لا أستطيع فهمه أو هو لا يفهمني, لا أريد أن أقطع العلاقة مهما كانت, ولكن هل أعامله –كشخص- في أضيق الحدود أم ماذا؟
كذلك عندما أرى أي شخص أيضا أحس أني لا أطيقه, مع أنه طيب, لا أقول إن السبب غرور أو تكبر, ولكن ليست الأصابع مثل بعضها.
شكرا لك.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
يقول الرسول الكريم -بما معناه-: (إن الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف).
فليس كل إنسان بالضرورة يرتاح وينسجم مع كل الناس، فالواحد منا يلتقي أحيانا بمجموعة طيبة من الناس، إلا أنه يجد نفسه أكثر راحة مع بعض، وأقلها مع غيرهم، وربما لا يشعر بالراحة مع بعض منهم, وقد درس هذا الموضوع في دراسات علم النفس الاجتماعي، حول كيف ولماذا ينجذب الناس، وكيف ولماذا لا ينجذب البعض الآخر, وهناك العديد من الأجوبة، فقد قيل إن هذا يحصل بحسب طبيعة الشخصية، وبحسب الاهتمامات، وطريقة الحوار والخطاب، وبحسب الشكل وملامح الوجه، وبعضهم تحدث عن الطاقة التي تظهر من أجسادنا، سواء طاقة إيجابية أو سلبية، وهناك من تكلم حتى عن الروائح, وحتى التي قد لا ننتبه إليها, كل هذا بالإضافة لأمور أخرى اجتماعية, ونفسية, والفكرية, وسياسية, وأخلاقية....
وليس مطلوب من الإنسان أن يحب وينسجم بالضرورة مع كل فرد من الناس ممن حوله، إلا أنه مطلوب منه أن لا يظلم أحدا منهم، فقد أرتاح للحديث مع واحد, واثنين, وثلاثة... وقد لا أرتاح للحديث -وخاصة الحديث الخاص مع كل شخص- وليس في هذا ما قد يشير إلى سوء خلق منك, أو تكبر, أو غرور، وأنت ذكرت في سؤالك أنك قد لا ترتاح لشخص ما بالرغم من عدم تكبرك, أو غرورك، ولا مانع من أن تعامله في أضيق الحدود، وبالقدر الذي ترتاح له، وأنت لست بالضرورة مطالبا بما يفوق طاقتك، ولا بأس في هذا، فالأرواح جنود مجندة.
وبالله التوفيق.