السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلة هي: أني كثير التفكير، أفكر في أي شيء! وأحس كأني أعيش في حلم، أحس كأني نائم وأحلم، لا أحس بطعم الحياة، ولا أستطيع الذهاب إلى الدكتور النفسي.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكلة هي: أني كثير التفكير، أفكر في أي شيء! وأحس كأني أعيش في حلم، أحس كأني نائم وأحلم، لا أحس بطعم الحياة، ولا أستطيع الذهاب إلى الدكتور النفسي.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فشكرا لك على السؤال، المقتضب وغير المعتاد.
أنت تفكر، يا له من أمر حسن، ويا ليت الكثير منا يفكر، فهذا أمر طبيعي، ولكن ربما تقصد أنك تفكر في كل صغيرة وكبيرة، فلا تستطيع إيقاف هذا التفكير، وكأن هناك "آلة" في الرأس لا تستطيع إيقافها، مما يتعبك من كثرة توارد الأفكار على رأسك، فإذا كان هذا، فهو يكون قد تجاوز الأمر الطبيعي.
قد يكون لهذا علاقة بكثرة الإثارة والتنبيه الحاصل في حياتك، وقد يعود لأمور بسيطة، ككثرة تناول المنبهات كالقهوة والشاي والمشروبات الغازية كالكولا، أو ربما غير ذلك من المواد الكيميائية.
وقد يعود هذا لكثرة وسرعة الإثارة، وخاصة على الوسائل الالكترونية كالجوال والانترنت والتلفاز، وبحيث أن الشخص لا يأخذ قسطه من الراحة والهدوء.
كل واحد منا عليه أن يأخذ ما يحتاجه للهدوء والاطمئنان، وأن لا يترك نفسه تنجر وراء وسائل الاتصال السريع، وإنما يتحكم بزمام أمور حياته، فيستعمل ما يريد ويحتاج من وسائل الاتصال هذه، وأن يمتنع عنها عندما لا يريدها ولا يحتاجها، لا بأس مثلا أن يطفئ مثلا الهاتف الجوال لبعض الوقت، ويلتفت لأموره الخاصة، ورعاية نفسه، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (إن لنفسك عليك حقا) فدماغنا يحتاج للراحة والهدوء، كما يحتاج للإثارة والتنبيه، فهنا وقت لهذا ووقت لذاك.
بالنسبة لشعورك بأنك وكأنك في حلم، فلا تشعر بطعم الحياة، فالغالب أن هذا مرتبط بالأمر الأول السابق، فمن كثرة التفكير وسرعته، وانشغاله بكل صغيرة وكبيرة، لم يعد عندك وقت أو مجال للاستمتاع بالحياة من حولك، والشعور بها.
أعود فأؤكد على ضرورة ترتيب أمور حياتك، وترتيب نمط حياتك، وبحيث تعود تشعر بالأمور من حولك، وتشعر بنعمتها ولذتها.
إذا طال عليك الأمر، ولم يتغير حالك بعد تطبيق ما ذكرته لك، فقد يكون لابد من مراجعة طبيب نفسي متخصص، ولو لزيارة واحدة، ليقوم بالفحص الدقيق لما تشعر به وتفكر فيه.
إن لم تستطع التغيير من خلال ما ذكرت، فهناك بعض الأدوية البسيطة، والتي يمكن أن تخفف من شدة تفكيرك بكل الأمور من حولك، ويمكن للطبيب النفسي أن يتعرف على الجوانب الأخرى في حياتك، النفسية والأسرية والاجتماعية، مما يمكن أن يفسر أكثر ما تشعر به وتمر فيه.
يسر الله لك الخير، وإن شاء الله نسمع أخبارك الطيبة.