السؤال
السلام عليكم.
مشكلتي أني عصبية، ولدي ولدان، يوسف 5 سنوات، وعلاء 3 سنوات، وأنا عصبية وأصرخ عليهم، أبنائي أصبحوا يصرخون لكل شيء، ويوسف عنيد، ويريدني أتكلم معه بأسلوب وليس بصراخ، ويحس بأني لا أحبه، فكيف يمكن أن أخلصه من هذا الشعور، والعناد بنفس الوقت.
علما أني أصبحت أضغط على نفسي في سبيل ألا أصرخ وأصير عصبية، لكنه لم يستجب بسرعة، ودائما يقول إنه لا يحب أخاه، مع العلم أنه لم يستغن عن أخيه، وكلما أحضرت له لعبة يقول هذه غير جميلة لا أريدها، أحس أنه غير قنوع، وإذا قلنا له أتركنا أنا وأبوك لنتكلم في موضوع لا يستجيب إلا بالضرب والصراخ، يريد أن يسمع ما نتكلم، ماذا أفعل معه؟
أرجوكم ساعدوني لا أريده يبقى بعيدا عني.
وآسفة على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يوسف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فشكرا لك أختي الفاضلة على هذا السؤال، والذي يدل على حرصك على خير أولادك، حفظهما الله لك.
الحقيقة أن الحديث عن مهارات تربية الأولاد يطول لأن فيه تفريعات كثيرة، وسأحاول الاختصار، ولا يغني هذا عنة قراءة كتاب أو كتب في هذا الموضوع.
أبشرك أولا أنه ومن خلال تخصصي وخبرتي الطويلة في التعامل مع الأسر، وتربية الأولاد، أبشرك أولا أن أطفالك مازالوا في سن مبكرة تمكنك من حسن تربيتهما، وتقويم سلوكهما، وخاصة إذا أحسنتما التعامل معهما، وبما يناسب عمرهم.
في علم النفس والتربية والسلوك، أن السلوك الذي ننتبه إليه ونعطيه العناية، ويلاحظ الطفل أننا رأينا هذا السلوك الإيجابي، فالأصل أن يتكرر هذا السلوك، بينما السلوك الذي نتجاهله ولا نلتفت إليه، فالأصل أيضا أن يذهب ويخف هذا السلوك مع الوقت.
والآباء والأمهات، ومن حيث لا يدرون، يفعلون عكس ما هو مطلوب منهم، فينتبهون ويعطون كل انتباههم للسلوك السلبي، ولذلك يتكرر مرات ومرات، ولا ينتبهون للسلوك الحسن والإيجابي الذي يقوم به الطفل، وبالتالي وكأنهم يدعونه لتكرار هذا السلوك، فلنفكر حقيقة ما هو السلوك الذي نريد تعزيزه وتشجيعه عند الطفل، فلننتبه إليه، ولنسأل أنفسنا ما هو السلوك الذي نريد للطفل أن يتخلى عنه، فنصرف عنه انتباهنا، فالنتيجة التي نستنتجها من هذا الكلام، أننا نستطيع أن نعطي الطفل السلوك الذي نريد!
ومن الطبيعي أن يقوم الطفل بكل ما يستطيع لجذب انتباه أمه وأبيه، ومن أنواع هذه الأعمال هذه العصبية والغالب أن كل هذا السلوك هو وسيلة لجذب الانتباه.
والمطلوب الآن أن تصرفي انتباهك لطفلك عندما يحسن السلوك فيكون هادئا، بينما تصرفين عنه انتباهك وهو يتصرف بالطريقة السلبية، وبذلك تعززين السلوك الإيجابي، وتقللين احتمال السلوك السلبي المزعج، ولتحاولي إغراقه بالانتباه والرعاية عندما يقوم بالسلوك الحسن المطلوب، وبذلك لا يعود بحاجة لجذب انتباهك بالعصبية والصراخ.
ما ذكرته هنا يمكن أن يكون نقطة تحول في حياة طفليك، وحياة كامل الأسرة، ولا يفوتني هنا أن أذكر ضرورة تفاهمك وزوجك حول هذا وحول خطوات التربية التي تريدان.
والأمر الآخر الهام وهو تعاملك مع غضبك، وأقول أن الكثير من الأمهات يشعرن بالعصبية والانفعال وربما بسبب ضعف قدرتهن على الاسترخاء، فأنصحك هنا أن تكون لك هواياتك وأنشطتك التي ترتاحين إليها، والتي تخفف عنك من التوتر والانفعال كبعض الأنشطة الرياضية والفنية، وبحيث تبتعدين عن الأطفال قليلا لساعة أو ساعتين، ومن ثم تعودين إليهم مرتاحة مطمئنة، فهذا أفضل لك وللأطفال من أن تحبسي نفسك معهما 24 ساعة، 7 أيام، مما يجعلك عصبية المزاج، مما يضرك ويضر أطفالك وأسرتك.
وللمزيد من الفائدة يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول علاج الغضب والعصبية سلوكيا: 276143 - 268830 - 226699 - 268701.
وفقك الله وأقر عينيك بطفليك يوسف وعلاء.