السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة عمري 17 سنة, وقبل أقل من أسبوع تقريبا حدث لي شيء لأول مرة في حياتي, أثناء نومي صحوت وأنا مفزوعة وشهقت - لاإراديا - لأستعيد نفسي الذي انقطع، ورجعت للنوم مرة أخرى, كان شعورا مخيفا آن ذاك.
في اليوم الذي يليه حدثت لي هذه المشكلة للمرة الثانية على التوالي، ولكن تكررت لي مرتين أثناء نومي، والحمد لله إلى يومنا هذا لم تحدث لي.
إحداهن قالت لي: بسبب حموضة المعدة, هل لها علاقة بذلك؟
وما هي الأسباب المؤدية إلى هذا المشكلة؟
علما أنها لأول مرة تحدث لي، ولم أكن أعاني من شيء من هذا القبيل في صغري.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سديم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
انقطاع التنفس أثناء النوم قد يحدث بسبب تضخم اللوزتين, وطول اللهاة، والتي تلتصق بجدار البلعوم الحلقي, وتسد مجرى التنفس, فينقطع النفس لفترة وجيزة، فتجعل الشخص يستيقظ من نومه مفزوعا؛ مما يجعله يشهق لا إراديا ليسترد أنفاسه, فبشهقته تلك تبتعد اللهاة عن جدار البلعوم الملتصقة به حتى ينفتح مجرى التنفس مرة أخرى.
يتم تشخيص المرض عن طريق اختبار للنوم يسمى (polysomnography)، وهناك نوعان من الاختبار:
• الاختبار الليلي: الذي يقيس تموجات المخ أثناء النوم، العضلات، حركة العينين، عملية التنفس، مستوى الأوكسجين في الدم, وكذلك الأصوات الصادرة كالشخير.
• أما النوع الثاني: فهو جهاز يتم إعطاؤه للمريض, وبإرشادات معينة من الاختصاصي, ومن ثم تحلل المعلومات الكومبيوترية في اليوم التالي.
* العلاج:
الحالات البسيطة من اضطراب التنفس تتم معالجتها عن طريق التوجيه, وتغيير بعض العادات المتبعة كإنقاص الوزن, والنوم على الجنب, بدلا من النوم على الظهر، وهنالك أجهزة للفم تساعد على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحا، وتساعد أيضا على التقليل من عادة الشخير أثناء النوم.
ومن هذا المنطلق يأتي دور طبيب الأسنان لعمل هذه الأجهزة، حيث يأخذ طبعة دقيقة للأسنان العلوية والسفلية، وكذلك العضة، ومن ثم يتم إرسالها جميعا للمعمل لصنعها، ومن ثم يتم متابعة المريض بشكل دوري من قبل طبيب الأسنان, واختصاصي النوم.
وتعرف هذه الأجهزة على ثلاثة أنواع:
• أجهزة تعمل على تقديم الفك السفلي للأمام, وبالتالي تعطي مساحة للتنفس.
• وأجهزة ترفع سقف الحلق الخلفي (soft palate).
• وأجهزة تعمل على التحكم باللسان, وتمنعه من الارتداد للخلف, وسد المجرى التنفسي.
الحالات المتوسطة والمتقدمة يتم علاجها بواسطة جهاز يسمى (C-PAP)، وهو عبارة عن جهاز يعمل على ضخ الهواء للأنف عن طريق قناع للأنف، ويعمل على إبقاء المجرى التنفسي مفتوحا وغير مسدود.
وهنالك جهاز آخر للحالات الأكثر تقدما ويسمى (Bi-PAP)، وهو يعمل على ضخ الهواء بضغطين مختلفين، حيث يكون ضغط الهواء عند الشهيق أعلى منه عند الزفير.
وبالطبع، فإن الطبيب هو الذي يحدد أي النوعين يحتاجه المريض.
من الآثار الجانبية لهذه الأجهزة على الأسنان والفكين هي نشوء العضة المفتوحة بين الأسنان، أو تقدم في الفك السفلي.
وكذلك فإن علاج التشوهات الخلقية التي تؤثر في عملية التنفس تساعد على التخلص من المشكلة، ومن التشوهات:
• كما في حالة اعوجاج الأنف الذي يؤدي إلى انسداد في مجرى التنفس.
• وأيضا عند صغر حجم الفك السفلي عن المعدل الطبيعي.
• أو عند صغر الفتحة في نهاية الحنجرة.
• وكذلك عند علاج التهاب الحلق, أو عمليات التهاب اللوزتين, أو كبر حجمهما، خصوصا عند الأطفال أيضا.
ومن الطرق العلاجية الأخرى، العمليات الجراحية التي يتم اللجوء إليها في الحالات المتقدمة، أو عند طلب المريض بسبب عدم التزامه بالأجهزة السابقة الذكر.
والجراحة في هذه الحالة أنواع نذكر منها:
إزالة اللهاة (UVULOPALATOPHARYNGOPLASTY) (UPPP): وهي عملية يقوم فيها الجراح بإزالة اللهاة، وهي عبارة عن زائدة لحمية متعلقة في آخر البلعوم والحنجرة.
ورأت الأبحاث بأن ليس كل المرضى الذين تعرضوا لهذه العملية شفوا تماما من اضطرابات التنفس، بل إن البعض منهم ما زال معتمدا على جهاز الأنف للتنفس.
تجميل اللهاة (Laser Assisted Uvuloplasty) (LAUP): وهي عبارة عن جراحة أو تجميل اللهاة بواسطة الليزر، وهي الأكثر شيوعا في علاج الشخير، ويجب أن يكون الطبيب متخصصا في عمل هذا النوع من العمليات، حيث يتم توسيع المجرى التنفسي بإزالة اللهاة, والأنسجة الضاغطة على المجرى.
وهنالك نوع من العلاج يعتبر الأحدث في الطرق العلاجية بواسطة الجراحة، ويعتمد على الإشعاع الذي يحدث تقلصا في الأنسجة التي تسبب الانسداد في المجرى التنفسي.
وما زالت هذه الطريقة الجديدة تحت البحث لمعرفة مدى الاستفادة منها.
وفي نهاية الحديث يجب التأكد من التشخيص الدقيق لمعرفة سبب اضطرابات التنفس, وبالتالي إيجاد العلاج المناسب.
والله ولي التوفيق.