السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أخي مراهق يبلغ من العمر 20 سنة، اكتشفنا بأنه يحادث فتاة على النت، ومنذ مواجهته وهو في حالة غضب على أفراد العائلة، لا يتقبل أي نصيحة أو أخذ وعطاء في الكلام حتى مع الوالدين.
أصبحنا نراقبه ليل نهار، كنا في السابق على ثقة بأنه بعيد عن هذه المواقع والعلاقات، لكن قدر الله وما شاء فعل، وذلك لأننا عائلة محافظة، حتى أن الستلايت لم يدخل البيت إلا منذ عهد قريب، وعلى الرغم من دخوله لا توجد تلك القنوات المحرمة.
نحتاج مساعدتكم في إيجاد الحل لأخي، حتى أصبحنا نجد في هاتفه النقال أرقاما لهذه الفتاة ورسائل عاطفية، وطلب تحويل مبلغ مالي، وكل ذلك دون علمه بأننا نتابع ونراقب جواله.
استخدمنا معه أسلوب التهديد عن بعد عن طريق رسائل لا يعلم مصدرها، لكن لا جدوى، والداي تعبوا معه كثيرا، فما الحل برأيكم؟
شخصيته عصبية، عنيدة، لا تتقبل ولا تحتمل من يوجه لها الخطأ، وعند المواجهة يقابل بالعنف والتخريب والتكسير لكل ما يسقط تحت يده.
ساعدونا جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الراجية رضى الرب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فمرحبا بك أختنا الكريمة في استشارات إسلام ويب.
نحن نشكر لك اهتمامك بأخيك وحرصك على سلامة دينه وإبعاده عن معصية الله تعالى، ونسأله تعالى أن يهديه ويرده إليه ردا جميلا.
لا شك أيتها الأخت الكريمة أن البيئة التي نشأ فيها هذا الأخ ووجود الأسرة الصالحة سبب أكيد إن شاء الله في تسهيل إصلاح هذا الشاب وإرجاعه إلى جادة الصواب، وذلك يحتاج إلى مزيد من الصبر منكم والحرص على الرفق في محاولة إصلاح حاله وتصحيح خطئه، فإن الرفق ما كان في شيء إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه، ولذلك فنصيحتنا تتخلص في النقاط التالية:
أولا: ينبغي الحرص على التربية بالإقناع، فينبغي أن يسلك مع هذا الشاب سبيل الإقناع بخطأ ما هو فيه، وذلك من خلال أمرين:
الأول: أن تظهروا له تفهمكم لحاله، وتقرون له بحاجته، فهو محتاج إلى هذا النوع من العواطف في هذا السن ومحتاج إلى الزوجة، وهذه طبيعة كل شاب، وتبينون له بعد ذلك أن مقداره ومنزلته عند الله وسعادته في دنياه وأخراه إنما تكون بقدر مجاهدته لهذه الرغبات وهذه الشهوات، وهذا هو محل الابتلاء والامتحان، وبهذا النوع من الطرح سيتفهم هذا الشاب بأنه بحاجة فعلا إلى مجاهدة نفسه ومحاولة التغلب عليها بقدر الاستطاعة.
الثاني: أن تخاطبوا عقله وضميره معا بأن تذكروه بما ذكر به النبي عليه الصلاة والسلام ذلك الشاب الذي جاءه يستأذنه في الزنى، فتذكرون له أن هذا التصرف الذي يتصرفه هو مع هذه الفتاة لا يرضى أبدا بأن يتصرفه شخص آخر مع إحدى محارمه مع أخته أو مع أمه أو نحو ذلك .
وبهذا النوع من الإقناع سيعود هذا الشاب إلى رشده، وسيضع عنكم مشقة متابعته والبحث والتمحيص في خصائصه.
ثانيا: أن تكثروا من دعاء الله له بالهداية والصلاح بقدر الاستطاعة، فإن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
ثالثا: أن تحاولوا دائما تسليط الصالحين - لاسيما من الشباب منهم في مثل سنه – عليه، ولو بطريق غير مباشر، فتطلبوا ممن صلح حاله في الأسرة من الرجال والشباب أن يكثروا من مجالسته ويصطحبوه في مجالسهم ويدعوه إليهم، فإن الصاحب ساحب، وهو بلا شك سيتأثر بالجلساء.
رابعا: أن تسعوا جاهدين في محاولة تزويجه وإعانته على ذلك، فإن الشاب في هذه المرحلة بحاجة إلى تحصين فرجه، وهي وصية النبي صلى الله عليه وسلم للشباب حين قال: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أحصن للفرج وأغض للبصر، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء).
خامسا: أن تسعوا بكل ما تملكون من وسائل في تقوية إيمان هذا الشاب، فإن الإيمان هو الذي يحجز الإنسان عن المعصية، ويكون رقيبا ذاتيا على تصرفاته، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الإيمان قيد الفتك) ووسائل تقوية الإيمان كثيرة، من أهمها:
1) المحافظة على الصلوات ولزوم الجماعة في المسجد.
2) إشغاله في بعض الأحيان ببعض البرامج الدينية كحفظ القرآن الكريم وتحبيب ذلك إليه، والاشتغال بمجالس الذكر، ولو في مجالس في الأسرة في الصباح والمساء ونحو ذلك.
3) ومن أهم ما يقوي الإيمان في قلبه: إسماعه المواعظ التي تذكره بالآخرة والجنة والنار، وما أعد الله عز وجل للطائعين، وما أعده للعاصين.
وغيرها من وسائل، فإذا استيقظ القلب وطردت عنه الغفلة صلحت سائر أعمال الإنسان بعد ذلك.
نسأل الله تعالى أن يصلح هذا الشاب، وأن يرده إليه ردا جميلا.