آلام في الحنجرة تنزل إلى فوهة المعدة... ما تشخيص حالتي؟

0 825

السؤال

السلام عليكم ,,,

قد يكون سؤالي غريبا نوعا ما.
يأتيني ألم يبدأ من الجزء الأيمن من الحلق-جهة اللوز- ألم, وضغط شديد, ثم ينزل الألم على الصدر, ويستقر فوق فوهة المعدة بالضبط, الألم شديد جدا, وكأن هناك ضغطا من جميع الجهات -من البطن والظهر والجوانب- علما أنني أضغط على مكان بداية الألم في الحلق وأشعر أن الألم الأكثر في المعدة, وكأن هناك عرقا, أو عصبا يربط بينهم, الألم في أغلب الأوقات يستغرق من ربع ساعة إلى نصف الساعة, ثم إما أن يخف كثيرا, أو ينتهي, ومن النادر أن أذهب إلى المستشفى من شدة الألم, ولا يخففه إلا الموروفين, والنوم لساعات.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ففعلا سؤالك غريب نوعا ما, فالعلاقة بين آلام الحلق والحنجرة مع فم المعدة تكون نتيجة الارتجاع لحمض المعدة إلى أعلى خلال المريء حتى تصل إلى البلعوم الحلقي والحنجرة لتسبب آلاما, وحرقة شديدة في هذه المنطقة, وعلاج هذا الالتهاب يكون بمنع هذا الارتجاع حتى تعود الأمور إلى نصابها.

ولعلاج هذا الارتجاع هناك نصائح عامة يجب على مرضى الارتداد المعدي المريئي اتباعها:
- تجنب التوتر.
- لا تؤخر العشاء إلى ما قبل النوم مباشرة, وليكن بينهما ساعتين على الأقل.
- حافظ على الوزن الطبيعي.
- تجنب الجوع, واجعل وجباتك صغيرة ومنتظمة.
- لا تأكل بسرعة, وامضغ الطعام جيدا.
- تجنب القيام بأي مجهود عنيف أو رياضة بعد الأكل مباشرة.
- عند النوم اجعل مستوى رأسك أعلى من جسمك من 10 إلى 15 سم.
- أكثر من الأطعمة الغنية بالألياف, وتجنب الأطعمة الدسمة.
- تجنب الخل, والحامض, وعصير البرتقال, والليمون, والطماطم, والألبان.
- خفف من شرب القهوة, والشاي, والمشروبات الغازية, وامتنع عن المشروبات الكحولية نهائيا لحرمتها ولضررها البالغ.
- تجنب شرب الشاي بعد الأكل مباشرة لاحتوائه على نسبة أحماض عالية, وقد يؤدي إلى عسر الهضم.
- ابتعد عن تناول البهارات, والتوابل, والحار, والثوم النيء, والبصل, والشطة.
- إذا لم يجد اتباع هذه النصائح إلى تقليل الارتجاع الحمضي فيمكنك تناول حبوب مثل: زنتاك أو رازون أو بروتون 20 مج مرتين يوميا أو 40مج مرة يوميا.

أما عن الارتجاع المعدي:
فمن المعلوم أنه يوجد بين المعدة والمريء صمام يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة, وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم فإنه لا يكون هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة, وبالتالي يحصل التهاب للغشاء المخاطي المبطن للمريء, وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء, وتضيقا أحيانا.

وأما عن أعراضه فهي كثيرة وأهمها:
الإحساس بالحرقة في منطقة أسفل الصدر, وأعلى البطن, وقد يصحبه عدم ارتياح, أو ألم في المعدة، خصوصا بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق, أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه, وهو يحس بشرغة, أو بضيق حاد في التنفس, وعلى ما يبدو فإن هذا سبب ما يسميه البعض بالكتمة, وهذا يسبب القلق عند الإنسان, ومع القلق يزداد التوتر, وهذا يزيد من إفراز الأدرينالين الذي يسبب اليقظة, وتسارع ضربات القلب, وأحيانا ارتجاف الأيدي.

ومن أعراضه أيضا: الكحة المزمنة، والتغير في الصوت نتيجة التهاب الحنجرة والأحبال الصوتية، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب، ومن ناحية أخرى فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثرا, وأشد ضررا، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء, أو التوسع, أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، وهي:
- امتلاء المعدة بالطعام.
- السمنة.
- تناول بعض المأكولات والمشروبات مثل :الدهون, والمقليات, والمشروبات الغازية, والشاي, والقهوة, والشكولاته, والفلفل, والشطة, والمأكولات الحراقة, والنعناع, والكاتشب.

وزيادة حموضة المعدة له أسباب متعددة, منها:
- تناول الأدوية المسكنة.
- التدخين.
- تناول الكحول.
- تناول الأطعمة الحارة.
- الفلفل.
- البهارات.
- قرحة المعدة.
- القلق والتوتر.

ولتشخيص المرض فإنه يفضل عمل منظار للجزء العلوي من الجهاز الهضمي، وقد يحتاج الأمر إلى قياس ضغط المريء، وتركيب جهاز خاص لأربع وعشرين ساعة؛ لقياس درجة الحموضة في البلعوم والمريء، ومما يزيد الأمور صعوبة أنه قد تفشل كل هذه الفحوصات في تأكيد وجود ارتجاع بالرغم من أن أعراض المريض تؤكد ذلك، والعلاج يعتمد على الالتزام بالتالي:
- تجنب المأكولات والمشروبات التي ذكرناها آنفا, والتي يلاحظ المريض أنها تزيد الأعراض بزيادة الارتجاع.
- تجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، بل لا بد أن يكون بين آخر وجبة والنوم مدة لا تقل عن ثلاث ساعات.
- كما ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق بوضع مخدتين إلى ثلاث تحت الرأس, بارتفاع مسافة 15 سنتيمترا حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق.

أما العلاج الدوائي فيكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة, وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين إذا كانت الأعراض شديدة، والعلاج الدوائي قد يستمر لعدة أشهر, وأحيانا لسنوات, ونتائجه بشكل عام جيدة، وفي بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي يتم اللجوء للعمل الجراحي, فعليك تجنب ما يزيد من الارتداد, والتزم بما يقلل منه, ولنرى إذا كانت هذه الأوجاع تعاودك أم لا.

والله الموفق لما فيه الخير والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات