السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني منذ فترة طويلة باسمرار دائم في منطقة الإبطين، مما يشعرني بالإحراج، خصوصا أني متزوجة، ولا أجد حلا، وأحس أن الجلد في هذا المكان خشن قليلا، مما أثر على نفسيتي.
هل هناك علاج أم لا؟ وأيضا لدي اسمرار في منطقة الفخذين، أفيدوني أرجوكم، وهل أذهب إلى طبيب أم أوفر لنفسي؟ لقد تعبت ولم أجد علاجا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم سيف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن وجود الاسمرار في الإبطين وكذلك في الفخذين يشير إلى وجود أكثر من عاملين، وعوامل التصبغ قد يكون بسبب البدانة، أو البشرة السمراء القابلة للتصبغ، أو الاحتكاك، أو داء الشواك الموهم أو الحقيقي .
قد كنا سابقا ناقشنا الاسمرار في الإبطين بالتفصيل في استشارة سابقة، وحتى نتجنب التكرار نحيلكم إلى رقمها (267339).
أما الاسمرار في الفخذين فسنورد له ردا تفصيليا في آخر الجواب.
أما بالنسبة لزيارة الطبيبة المتخصصة، وضرورة ذلك فنحن ننصح بالزيارة، وذلك أفضل حيث يمكن الفحص والمعاينة والتقييم، وتحري الأسباب الممكنة، ووضع خطة العلاج الخاصة بكم شخصيا؛ حيث إن ما نذكره نحن هو من العموميات.
بعد المعاينة سيتبين إن كان هناك أمل نسبة إلى الأسباب استمرينا في العلاج، وإن قال الطبيب الأخصائي لا يوجد أمل فعندها يسأل عن السبب والاحتمالات.
لا ننصح بالتشاؤم وقطع الأمل قبل أخذ رأي أهل الاختصاص، وقبل إجراء ما يلزم من الاستقصاءات التشخيصية.
ختاما نورد نسخة كاملة من استشارة محجوبة متعلقة بالاسوداد بين الفخذين دون الإشارة إلى رقمها لأنها محجوبة.
(قبل البدء بذكر المعالجة أود أن أقول إن العلاج السببي هو الحل الأمثل في كثير من الأمراض، إن لم يكن في كلها، فالوقاية خير من العلاج، بل درهم وقاية خير من قنطار علاج.
إن التصبغات التي تذكرينها يجب البحث عن أسبابها وتجنبها، سواء أكانت احتكاكا أو التهابا أو إنتانا، فالاحتكاك علاجه السروال العازل، والالتهاب علاجه بالمرطب قبل المشي لمسافات طويلة، والإنتان علاجه بالمضاد المناسب، إن كان جرثوما فمضاد حيوي، وإن كان فطريا فبمضاد الفطريات.
لا ننسى الأسباب الأخرى مثل الداء السكري المعتمد أو غير المعتمد على الأنسولين، والذي قد يسبب حكة موضعية أو حكة معممة، والحكة الموضعية غالبا ما تكون في المنطقة العجانية - المنطقة بين الشرج والمنطقة التناسلية - وما يجاورها، والتي بدورها تؤدي للتصبغ سواء من الالتهاب أو من الحكة.
تعتبر البدانة من أسباب الاحتكاك الذي يؤدي لزيادة التصبغ، حتى عند أصحاب البشرة البيضاء، وهو عند أصحاب البشرة السمراء أكثر، وهذا الموضع تزيد فيه نسبة التصبغ عن غيره بشكل اعتيادي عند أغلب الناس، ولكن التصبغ يكون موضعا على الثنيات والطويات، ولا يصل إلى الفخذين، كما أن البشرة السمراء تهيء وتؤهب لزيادة اللون في هذه المنطقة، خصوصا في كل موضع يتم فيه احتكاك، سواء أكان بدينا أم لا.
وبعض الأدوية مثل المينوسايكلين ومشتقات التتراسيكلين قد تزيد التصبغ العشوائي أو الموضع، وأريد التأكيد على أن ما تشتكين منه من اندفاعات جلدية حاكة يضيف عاملين من عوامل التصبغ وهما الالتهاب والحكة.
كما أن الحكة والالتهاب قد يؤديان إلى التبدلات الشبيهة بالشيخوخة الموصوفة في السؤال، فالالتهاب في هذه المواضع غالبا ما يكون بالفطريات إن تجاوز الثنيات الجلدية، ووصل إلى الفخذين، ولكن لو كان محددا في الثنيات ورطبا فهو التهاب بالخمائر، خاصة الكانديدا، والحكة مهما كان سببها تورث التصبغات عند أصحاب الاستعداد لهذا التصبغ.
هناك تصبغات سببها ثخن الجلد بأسباب هرمونية أو اضطرابات الغدد الصماء، والسكري أو أورام داخلية، مثل أكانثوزيز نيغريكانز أو بسودو أكانثوزيز نيغريكانز.
إن فحصا سريعا عند طبيبة أمراض جلدية قد يرشد فيما إذا كان هناك أي مرض مسبب لهذه التصبغات، مثل الأمراض الفطرية أو الخمائرية أو الجرثومية، أو أكزيما تماس أو غير ذلك، وإن تحليل الهرمونات قد يرشد إلى أي اضطرابات غددية مسببة لهذه التصبغات.
ننصح بمراجعة طبيبة أمراض جلدية، وذلك للفحص والمعاينة ووضع التشخيص السريري، ونفي أو إثبات وجود الفطريات، والتي هي الأرجح في حالتك، وذلك عن طريق الفحص المجهري المباشر لكشاطة من الوسوف والقشور في الموضع المصاب ورؤية العناصر الفطرية فيها.
أما للعلاج بشكل عام فإن استعمال السروال الذي يفصل احتكاك الفخذين يقلل من الأسباب المحتملة، وأما الفطريات فنعالجها بمضادات الفطريات الموضعية، مثل كريم لوكاكورتين أو البيفاريل أو الداكتارين كريم مرتين يوميا لأي منها، ولمدة أسابيع إلى أن ينتهي الالتهاب تماما، ونستمر بعده بالدهن لأيام، وهذا يكون علاجا للفطريات وليس للتصبغات التي تلي الفطريات.
يجب استعمال مضادات الحكة مثل الزيرتيك أو الكلاريتين أو التلفاست حبة واحدة يوميا عند اللزوم، وذلك لتخفيف الحكة، لأن الحكة من العوامل المساعدة على التصبغ كما أسلفنا.
أما ما بقي من التصبغات فهناك كريمات قاصرة اللون مثل الأتاشي أو ديبيغمنتين، وحديثا الفوتوديرما وايت أوبجيكتيف، وأظنه من أفضلها وأحدثها، وإن أيا منها يدهن مرة يوميا إلى أن تنتهي المشكلة، والتي قد تحتاج إلى أسابيع، وتكون الفترة أطول عند أصحاب البشرة السمراء، وننصح بعدم استعمال المواد الحاوية على الزئبق مهما كانت نتائجها واضحة.
ختاما: يجب الوصول إلى التشخيص وعلاج الأسباب من تخريش والتهاب أو فطريات، ويجب التنظيف بلطف، وعزل الجلد من الاحتكاك بالسروال، واستعمال المواد القاصرة المذكورة أعلاه أو ما يماثلها، والتي قد تكون مخرشة، وقد تكون الخطوة الأولى قبل كل ذلك هي زيارة الطبيبة المتخصصة بالأمراض الجلدية، لأنها ستوفر عليك الخوض في هذه الدوامة).
وبالله التوفيق.