السؤال
السلام عليكم.
أعاني من خجل شديد أو ما يسمى بالرهاب الاجتماعي، ذهبت إلى طبيب نفسي وقام بوصف علاج (purlex)، وأنا حقيقة لم آخذ هذا الدواء خوفا من أي أعراض، أرجو أن تشرحوا لي الآثار الجانبية لهذا الدواء، وهل هو علاج آمن؟ فقد قرأت في أحد المواقع عن شخص أخذ هذا الدواء فأصبح يعاني من دوار شديد، فما صحة هذا الكلام؟ وهل يؤثر هذا الدواء على القلب أو ما شابهه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإن القلق أو الخوف الاجتماعي ظاهرة نشاهدها الآن كثيرا، وكثيرا ما يخلط هذا القلق بالخجل عند بعض الناس، والبعض أيضا قد يكون عنده درجة عالية من الحياء، ولا شك أن الحياء خير كله، وهو شطر الإيمان.
بالنسبة للخوف الاجتماعي أيا كان نوعه: من الصعوبات المعيقة لصاحبه هو المفاهيم الخاطئة، كثيرا من الذين يعانون من الخوف عند المواجهات تأتيهم أفكار وسواسية تتسلط عليهم ويتصورون أنهم تحت مراقبة الآخرين، أو أنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف، أو أنهم سوف يفشلون أو يسقطون أرضا، أو سيكونون محط استهزاء واستخفاف من قبل الآخرين، هذا الكلام ليس صحيحا.
كما أن الشعور بتسارع ضربات القلب أو الرجفة أو التعرق أو التلعثم في الكلام، هذه ليست صحيحة أيضا، فيها شيء من الحقيقة، لكن المبالغة في الإحساس بها واعتقاد الشخص أن الآخرين يقومون بمراقبته هي التي تؤدي إلى تعقيد الأمر، وهذه التجربة القلقية وما ينتج عنها من تغيرات هي أمر داخلي خاص بالإنسان.
من أهم وسائل العلاج:
أولا: العلاج السلوكي، والعلاج السلوكي يقوم أساسا على فهم ما ذكرناه حول طبيعة هذه الحالات النفسية البسيطة.
ثانيا: الخوف الاجتماعي والخجل وغيره يعالج من خلال المواجهة، مبدأ (الناس سواسية) هذا يجب أن يبنى عليه تفكير من يعاني من الرهاب الاجتماعي، فكل من نواجهه في هذه الحياة إذا عاملناه بتقدير واحترام – وهذا هو المطلوب – ولا نعطي الناس هالة أو نضخمهم، المهم هو أن نحترمهم وننزلهم منازلهم، فالبشر هم البشر، مهما كانت أوضاعهم، ومهما كانت مناصبهم، والاحترام والتقدير هو الأمر الأساسي.
ثالثا: من المهم أن تكون هنالك مواجهات اجتماعية من نوع فيه فائدة للإنسان مثل:
1) الصلاة في المسجد مع الجماعة هي مواجهة اجتماعية متميزة جدا، وتبعث على الطمأنينة.
2) مشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم ومناسباتهم الاجتماعية أيضا فيها خير كثير.
3) بدء السلام بمن تلتقي وتقابل من الناس، وتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) هذه آلية علاجية متميزة جدا.
4) الانضمام للعمل الخيري أو الانخراط في أي أنشطة ثقافية.
5) ممارسة الرياضة، خاصة الرياضة الجماعية.
6) زيارة الأرحام والأقارب والأصدقاء واختيار الصحبة الطيبة.
هذه كلها علاجات سلوكية ذات فوائد عديدة جدا، وقد أثبتت حقيقة أنها من أفعل الوسائل السلوكية التي تعالج الرهاب الاجتماعي.
بالنسبة للدواء: أنت ذكرت اسم الدواء تجاريا (purlex) وأنا لست متأكدا منه، لكن الاسم في ظاهره يشير تقريبا إلى أن الذي تقصده هو عقار سبرالكس، وهذا هو الاسم التجاري الأصلي لهذا الدواء، ويسمى علميا باسم (إستالوبرام) فأريدك أن تتأكد إذا كان الاسم هو إستالوبرام – أي الاسم العلمي – وهو من الأدوية الممتازة والفاعلة، ومن الأدوية التي يعرف أنها سليمة وقليلة الآثار الجانبية.
الآثار الجانبية للسبرالكس أو إستالوبرام والذي ربما يكون هو الـ (purlex) هو أنه قد يؤدي إلى حالة استرخائية جدا في الأيام الأولى لبداية العلاج، كما أنه قد يزيد من الشهية للطعام قليلا، وبالنسبة للرجال قد يؤدي إلى تأخر بسيط في القذف المنوي، وهذا تغير مؤقت لا يؤثر أبدا على ذكورة الرجل أو مستوى هرمون الذكورة.
بالنسبة لما ذكرته من أن شخصا ما أصيب بدوار شديد بعد تناوله هذا الدواء،
هذا الشخص ربما يكون لديه علل وأمراض أخرى مثل نقص أو فقر الدم، أو أنه لم يبدأ بجرعات صحيحة، والجرعة الصحيحة يجب أن تكون عند البداية جرعة صغيرة، وهي خمسة مليجرام يوميا لمدة عشرة أيام مثلا، ثم بعد ذلك تبنى الجرعة، وهكذا.
عموما يجب أن لا يكون ما حدث لهذا الشخص من تفاعل سلبي مرجعا ومقياسا على أن الدواء ليس جيدا، أبدا، الدواء من أفضل الأدوية، ومن أحسن وأسلم الأدوية، ويعطى حتى لمرضى السكر ولمرضى القلب، ومرضى الشرايين، وكبار السن، فهو من هذه الناحية ممتاز وفعال جدا.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.