السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر لكم هذا الموقع الجميل، والذي نلجأ إليه بعد الله.
زوجي يعاني من كسل في الغدة الدرقية، وسكر غير موزون لديه، ففي اليوم يصل إلى 400, ومن الممكن أن ينخفض إلى 50، فهل يعتبر هذا مانعا للحمل؟
إنني أفكر بالطلاق بشكل جدي؛ لأنه إنسان عصبي، رغم كل ما به من أمراض؛ فهو لا يحترم الزوجة في البيت، ولا يهتم بي.
أرجوكم أريد حلا مع زوجي؛ لأنني مللت من العيش معه.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جوجو حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك.
بالنسبة لكسل الغدة الدرقية فإن علاجه هو تناول علاج الثايروكسين مدى الحياة، وإذا استمر المريض بالجرعة المناسبة التي يصفها له الطبيب؛ فإن ذلك يعالج موضوع الغدة الدرقية، وإن كانت التحاليل طبيعية مع العلاج فإن هذا لا يعتبر مانعا للحمل.
السكري عند زوجك لا بد وأنه من النوع الأول, والذي يظهر في سن مبكرة، ولم تذكري كم عمره, ومنذ متى عنده السكري.
إن هذا النوع من السكر يحتاج لجهد أكبر من المريض لضبطه، إلا أنه ومع إبر الأنسولين، فإنه يمكن ضبط السكري، وكذلك يحتاج من المريض الالتزام بالحمية.
السكري عند الرجل والمرأة أيضا لا يعتبر مانعا للحمل، وبعض المرضى الذين يعانون من السكري لفترة طويلة ويكون غير منضبط لديهم فقد يؤدي ذلك إلى حدوث مضاعفات، وهي التهاب الأعصاب، وقد يؤثر هذا بعد مرور عشر سنوات على السكري, أو أكثر إلى ضعف القدرة على الانتصاب.
كما قلت فإنه يكون أكثر في المرضى الذين يكون السكري غير منضبط عندهم، ويمكن معرفة انضباط السكري بتحليل (HBA1C), وهو تحليل يجريه أطباء السكري كل ثلاثة شهور.
وبالله التوفيق.
----------------------------------
انتهت إجابة الدكتور محمد حمودة أخصائي الأمراض الباطنية والعظام, تليها إجابة الدكتور مأمون مبيض الأخصائي النفسي
----------------------------------
شكرا لك على السؤال.
كنت أفضل لو عرفنا المزيد عن تاريخ زواجكما، وما هي الصعوبات التي تواجهونها في علاقتكما، مع أنك ذكرت لنا موضوع عصبيته, وقلة احترامه, واهتمامه بك.
إن ما ذكرت من موضوع عصبيته قد يكون وثيق الصلة بالحالة الطبية التي عنده من اضطراب الغدد الصم سواء الدرقية، أو السكري -وخاصة أنه غير منضبط عنده- مع الفرق الشاسع بين الارتفاع والانخفاض، فكل هذا قد يجعل المريض مضطرب المزاج والعواطف بين الارتفاع والانخفاض.
ويمكن أن أنصح هنا بأمرين، مما يمكن أن يحسن العلاقة الزوجية.
أولا: أن تتحلي بالصبر حتى نستطيع ضبط حالته الصحية من الغدة الدرقية والسكري، ومن ثم تنظرين في مدى تغير معاملته لك، بعد أن تتحسن حالته الصحية، ولا يخفى عليك مدى ثوابك من الله تعالى في رعاية زوجك المريض، وإذا لم يتغير بالشكل الذي ترغبين وتحبين، فيمكنك إعادة النظر في مصير زواجك.
والأمر الثاني: وبغض النظر عن مدى التغير أو التحسن في سلوكه معك، يمكنكما اللجوء إلى أخصائي نفسي ممن لديه خبرة في العلاج أو الإرشاد الزوجي، فما ذكرت في سؤالك عن طبيعة الصعوبات بينكما يمكن علاجها, أو حلها, أو تعديلها عن طريق جلسات الإرشاد النفسي المتعلق بالعلاقة الزوجية، ونحن عادة نتمكن من علاج مشكلات زوجية أكثر تعقيدا مما ذكرت في سؤالك، بشرط أن يوافق كلا الزوجين على الدخول في هذه المعالجة, وتوجد في بعض البلاد العربية -ومنها بلدك- مراكز متخصصة في الإرشاد الزوجي.
وكما تلاحظين من خلال النقطتين السابقتين، أنه مازال هناك هامش واسع لإصلاح هذه العلاقة الزوجية، وإنقاذ هذا الزواج، والأسرة من التفكك والضياع.
أدعو الله تعالى أن يلهمك سلامة الرأي، وحسن التصرف في هذا الموقف الصعب.
والله الموفق.