السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود طرح سؤالي وأتمنى أن تجاوبوني عنه.
أنا فتاة عمري إحدى وثلاثون سنة, كنت مخطوبة لزميلي من قبل لمدة نصف سنة, ولم تتيسر الأمور, وتم فسخ الخطبة, وله أربع سنوات يحاول الرجوع لي, ولم تتيسر الأمور, مع أني أحيانا أحس بالأمان تجاهه, وأحيانا أحس بالخوف منه, ولا أدري لماذا يحدث لي هذا الإحساس! هل لأني عندما استخرت كثيرا لم أر أي شيء تجاهه؟ مع أني أعلم بأنه يحبني كثيرا, ولا أدري لم أخاف وأحس بعدم الارتياح!
أقول: عندما كان يأتي إلي الخطاب ليروني؛ كانوا سعيدين جدا, لكنهم في النهاية يذهبون ولا يرجعون, ومرة كان سيأتي إلي شاب مع أهله لرؤيتي لكن قدر الله أن يصاب بحادث قبل أن يصل إلي ويموت, وأنا لم أتزوج بعد.
وأيضا أعاني كثيرا -من صغري- من الوسواس القهري, ولقد حججت بيت الله تعالى -والحمد لله- ومع ذلك أنا أقاوم هذا الوسواس إلى الآن, وأحس بضيق في صدري, وأحيانا أحس بخمول, وصداع متكرر, وأحس بأن الناس يكرهوني, وأحس أيضا بأني لا أفهم نفسي.
أرى أحلاما أحيانا يكون فيها جن وشياطين وإبليس لكن -الحمد لله- أقرأ في المنام عندما أراهم آية الكرسي, وأحيانا أرى منامات جميلة، وأحيانا أحس بحصول بعض الأشياء قبل حدوثها.
فهل هذا كله له علاقة بالسحر أو بالمس أو بالعين؟ أم هو مرض عادي؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم المهدي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أرى أن رسالتك واضحة, وفي النهاية أؤكد لك أن حالة التردد والتشاؤم التي تعانين منها؛ هي ناتجة من الوسواس القهري, وهذه سمة من سمات بعض الوساوس, وهي أن يكون الإنسان مترددا ومتطيرا ومتشائما, وأن يحاول أن يبني روابط واهية جدا يبرر بها فكرة السلبية, فيا أيتها الفاضلة الكريمة: كل هذا الأمر هو من الوساوس.
اسألي الله أن يرزقك الزوج الصالح، وهذا هو جوهر الأمر, وليس أكثر من ذلك، الاستخارة لا يفهمها الناس بالصورة المطلوبة، الاستخارة هي أن توكل الأمر إلى الله تعالى ليجعل لك ما هو خير، أنت تستخيرين الله ليجعل لك الخير, ويصرف عنك الشر, وليس أكثر من ذلك، فما دمت قد استخرت في خطيب ما, ولم يقدر أن يتم الزواج فهذا يعني أن الله لم يأذن بذلك؛ لأنه ربما يكون ليس فيه خير لا لك, ولا له، فالأمر يجب أن يكون في هذا النطاق, وليس أكثر من ذلك.
موضوع العين والسحر والمس أمور أرى أنها اختلطت على الناس، أنا أؤمن بها تماما إيمانا قطيعا لا شك فيه، لكن الذي أختلف فيه مع بعض الإخوة أن الذين يقولون هذه علامات السحر, وهذه علامات العين, وهذه علامات كذا وكذا, أعتقد أن ذلك أضر بالناس كثيرا، نحن نقول: نؤمن بهذه الأشياء كنوع من الأمور التي قد تصيب الناس, لكن في ذات الوقت نعرف أن الله سيبطلها, وأن الإنسان في حفظ الله, وفي كنف الله, ومادام هو في معية الله محافظا على الأذكار المعروفة والمحصنة، والمؤمن يجب أن يكون على طهارة قائما, عابدا, مصليا, مرتبطا بكتاب الله، لا أعتقد أنه سوف يصيبه مكروه, وإن أصابه مكروه فإن الله سوف يصرفه, وهذا هو المطلوب.
الوساوس القهرية فيها جانب شيطاني ولا ننكر ذلك, ولكن فيها جانب طبي, وكل من يعتقد أنه مصاب بوسواس عليه أن يستعيذ بالله تعالى من الشيطان الرجيم، إذا نصرف عنه الوسواس فهذا وسواس شيطاني؛ لأن النص القرآني واضح أن الشيطان سوف يخنس حين تستعيذ بالله تعالى منه, وإذا لم يخنس الشيطان ولم يختف فهذا وسواس طبي, أو أن الشيطان قد قذف قذفا في علق الإنسان ونتج عنها تغيرات بيولوجية وكيمائية أدت إلى تحويل الوسواس إلى صيغة طبية.
أنا أنصح في مثل حالتك أن تتناولي أحد الأدوية المضادة للوساوس, هذا سوف يفيدك كثيرا، عقار مثل (بروزاك Prozac ), والاسم العلمي هو (فلوكستينFluoxetine ), طيب وفعال, وجميل, وسليم, وغير إدماني, ولا يؤثر على الهرمونات النسوية, تناولي منه كبسولة واحدة في اليوم - قوة الكبسولة هي (20) مليجراما- بانتظام يوميا لمدة ثلاثة أشهر, ثم اجعليه يوما بعد يوم لمدة شهر, ثم توقفي عن تناول الدواء، أعتقد أن هذا الدواء سوف يبني لديك قاعدة قوية جدا تنعمين فيها بالاسترخاء, وإضعاف هذا التردد, وإزالة هذا التطير والتشاؤم, ودعمي الآليات العلاجية من أجل التعافي -كما ذكرت- بالرقية الشرعية على أسسها الصحيحة, وعليك بالتوكل, والدعاء، هذا هو الذي أراه في حالتك.
وأسأل الله لك العافية والشفاء, وأن يرزقك الله تعالى الزوج الصالح, وبالله التوفيق والسداد.
ولمزيد من الفائدة انظري طريقة الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326 )
علاج الكوابيس والأحلام المزعجة سلوكيا: (2744 - 274373 - 277975 - 278937).