وقتي يضيع ولا أستفيد منه

0 501

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تواجهني مشكلة كبيرة تؤثر في مسيرة حياتي اليومية، وتقلل من ثقتي في نفسي، وحينما أرى نفسي خاضعة لهذا المشكل ومستسلمة أستصغر نفسي، وأبدأ بتلك الرسائل الداخلية التي تدمر صاحبها.

مشكلتي أني لا أستطيع أن أطبق ما أقرأ في كتب التنمية البشرية, فقد قرأت سلسة من كتب الدكتور الفقي لكن لا أطبق، وهذا هو المشكل العويص، خصوصا بالنسبة للوقت فأنا أحيانا أضيع وقتي كله، لدرجة أني أدرس لساعة واحدة، وما تبقى أضيعه.

لاحظت مؤخرا تعلقي بالإنترنت، وخصوصا بالفايسبوك، وكلما أعد نفسي أن أتحداها وأن لا أدخل لهذا الموقع أجدني أتصفحه صباحا ومساء.

أما بالنسبة لساعات النوم فإني أنام في بعض الأيام لمدة 8 ساعات، وهذا يقلقني كثيرا، علما أني لا أتناول وجبة العشاء دائما، وإن تناولتها تكون خفيفة ومتكونة من مواد سريعة الهضم.

أرجوكم ساعدوني، فأنا في حيرة كبيرة، فإن بقيت على هذا الحال سأدمر حياتي، وستتأثر دراستي، علما أن تخصصي علوم رياضية، وهذا التخصص يتطلب جهدا كبيرا لا مضيعة للوقت.


أشكركم جزيل الشكر على مجهوداتكم المتواصلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ يسرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فليس لهذه المشكلة من معجزات أو حلول سحرية، ولا أستطيع لا أنا ولا أي شخص آخر، أن يغير سلوكا عندك، أو عند غيرك، ما لم يرد هذا الشخص أن يغيره!

الأمر الثاني، لست أنت وحدك من يعاني من هذه المشكلة، وهي التعلق الزائد بالانترنت، والفيسبوك، فهذه مشكلة منتشرة، وقد بدأنا منذ فترة نتحدث عن مفهوم "إدمان الانترنت" نعم إدمان، وهو يصنف الآن في أبواب السلوك الإدماني، والذي وصل لحد مرضي وربما يحتاج "لعلاج"!

شخصيا، ومنذ عدة أيام، غادرت مكتبي في مكان عملي منذ أيام متجها إلى بيتنا، فأدركت وأنا في السيارة بأني قد نسيت الهاتف الجوال في المكتب، فاضطربت فجأة، وهممت بالعودة إلى المكتب مباشرة، ثم قلت في نفسي "أنا لن أعود الآن"، وخاصة أن علي أن أعود المساء بعد ثلاث ساعات، وقلت في نفسي "ليحصل ما يحصل خلال هذه الساعات الثلاث"، ولم أرجع، وفي المساء وجدت اتصالين "مس كول"، وهما حقيقة ليسا على درجة كبيرة من الأهمية والسرعة، وكان ما كان!

إن وسائل التكنولوجيا الحديثة المختلفة، ووسائل الاتصال السريع، إنما وجدت لخدمتنا، لا أننا وجدنا لخدمتها، فكيف نسيطر عليها لا أن تسيطر هي علينا، وكيف نستعملها ونستخدمها بالأوقات التي نريد ونحتاج، وننصرف إلى غيرها من الأنشطة والعلاقات الإنسانية عندما نريد، فهناك الكثير من الأنشطة الأخرى التي نحتاجها ويمكننا القيام بها من الأعمال المطلوبة منا كالدراسة، وكما في حالتك من دراسة العلوم الرياضية، وغيرها، وكذلك أن نعطي انتباهنا إلى العلاقات الأسرية والاجتماعية مع الناس من حولنا.

الشئ العجيب والملفت للنظر، أنه بالرغم من أنه أصبحت لدينا الآن وسائل اتصال سريعة وفرت عنا الكثير من الوقت، فهناك أعمال كنا تحتاج للخروج من البيت للقيام بها، بينما الآن نقوم بها وبسرعة ومن دون أن نضطر لمغادرة الكرسي الذي نجلس عليه، والغريب أنه بالرغم من توفير واختصار الكثير من الوقت، إلا أنه يبدو أن الوقت الذي نقضيه مع أعضاء أسرتنا قل ولم يزد!!

يمكنك للتحكم بهذه المشكلة القيام ببعض الأمور البسيطة، إلا أنها فعالة ومؤثرة، فمثلا يمكنك أن تجلسي للدراسة لمدة ساعتين، خططي أن تكون ساعتان للدراسة من دون فتح الانترنت أو الفيسبوك.

عندما تنتهين من الساعتين، يمكن أن تكافئي نفسك بنصف ساعة أو ساعة من الجلوس على الانترنت، وهكذا تجدين نفسك قد حققت الكثير من الأعمال المطلوبة منك، ومع الوقت ستلاحظين أنك أكثر امتلاكا لزمام أمرك، وأنك أكثر سيطرة على وقتك، وعلى وسائل الاتصال هذه.

وبالله التوفيق.

مواد ذات صلة

الاستشارات