هل الخلل مني في علاقتي بالآخرين؟ وكيف أعالجه؟

0 486

السؤال

علاقتي بمن يحتك بي كثيرا من أخواتي سيئة، وليست مقبولة عندهم، وإن كنت على حق أو صاحبة فضل عليهم، ولكن مع قليلي الاحتكاك فهي حسنة، كما أني عندما أقدم خدمة لأحد والدي لا يشعرني بالامتنان، بينما لو قدمها شخص آخر غيري من إخوتي تكون ردة الفعل أفضل.

ما هو الخلل الذي بي؟ وكيف أعالجه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مها حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الناس كالمعادن في اختلافهم، وهكذا خلقهم الله، ولا يزالون مختلفين في الألسن والألوان والأمزجة والتصرفات، وليس هناك داع للانزعاج، والأمر طبيعي إلى حد كبير، لأن كثرة الاحتكاك مع الأقارب تسبب ذلك، وقد كتب عمر رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: (بأن يأمر الأقارب بأن يتزاوروا ولا يتجاوروا) وصدق من قال : (زر غبا تزدد حبا).

ولا يخفى عليك أن الإنسان قد يبذل ولا يشعر بتقدير من يقدم لهم الخدمات، ولكن الحقيقة أن الخلل يكون في التعبير والشكر، لأن كثيرا من الناس يظنون أن الواجبات لا يجب عليهم أن يشكروا عليها من يقوم بها، وفي الحديث: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله).

ومن هنا فنحن ندعوك إلى عدم إعطاء الأمر أكبر من حجمه، فأنت مقدرة ومحترمة، وإحسانك الكثير يغني عن شهادة الناس، كما أن البعض لا يعرف قيمة المساعدات إلا إذا فقدها، وعندها يردد بلسان الحال: ( وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر).

أرجو أن تستمري في إسداء المعروف وعمل الخير، وابتغي بعملك وجه الله، واعلمي أن الله سبحانه لا يضيع أجر المحسنين، وكوني واثقة بأن فاعل المعروف لا يقع، وأن وقع وجد متكئا، وفعل الخير سبب للنجاة والفلاح، وخير الناس أنفعهم للناس، وصدق القائل:

ازرع جميلا ولو في غير موضعــه ** فلن يضيع جميل أينما زرعا
إن الجميل وإن طــــال الزمان به ** فليس يحصده إلا الذي زرعا

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تزيدي من معروفك وبرك لوالديك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات