السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا أعاني منذ عامين تقريبا من القولون العصبي، وذهبت للعلاج، وبعد علاج استمر أربعة أشهر تقريبا، أكد لي الطبيب عدم وجود استجابة للعلاج، وأنني مريض نفسيا، وقبل هذه الفترة عانيت من اكتئاب شديد لفترة تمتد لأشهر، والأعراض كالتالي:
1_ الشعور بالحزن, والضيق دون أسباب.
2_ الشعور بالإحباط, واليأس غالب الوقت.
3_ قلة في العمل, والمذاكرة تكاد تنعدم.
4_ اضطراب في النوم.
5_ الوسواس القهري.
6_ إحساسي بأن الموتى خير مني, وتمني الموت، وأحيانا التفكير بالانتحار-لا يخرج عن إطار التفكير- وغيرها من الأعراض الأخرى.
لكن ينتابني مع كل ذلك نوبات من الفرح، لا سبب لها، ربما الفرح الشديد، وخصوصا عند النوم، وأحيانا أقوم بعمل حركات غريبة، ربما الرقص دون سبب, ولا أدري لماذا أفعل ذلك؟! وأشياء غيرها، وكذلك ألم ببطني, وضيق شديد ليس كالمعتاد، ويدفعني هذا الضيق إلى اليأس، وعمل العادة السرية، وأحيانا التفكير بمعاكسة ومصاحبة الفتيات.
أنا الآن على مشارف الامتحانات، ونظرا للعجلة -لأنني لم أذاكر شيئا من بداية العام- قمت بشراء البروزاك حتى أستطيع المذاكرة، وتجاوز الامتحان، فما الحل؟
علما أني متردد في تناول البروزاك، وأتردد نظرا لشكوكي بإصابتي بثنائي القطبية.
أعينوني، جزاكم الله كل خير، ولا أدري ماذا أفعل؟ مع العلم أنني يتعذر علي الذهاب لطبيب.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي لقد وصفت حالتك بصورة واضحة وطيبة جدا، وأنا حقيقة أقول لك ربما أكون أكثر ميولا لأن أرى أن حالتك هي اضطراب وجداني ثنائي القطبية من الدرجة الثانية، ويظهر أن القطب الاكتئابي هو الأقوى من القطب الهوسي.
هذا تشخيص مبدئي أقوله لك، والتشخيص الحتمي يتطلب الذهاب إلى الطبيب ومقابلته، أنت ذهبت إلى الأطباء ولكني أعتقد أن مقابلة طبيب نفسي واحد مقتدر سوف تكون هي الأفضل بالنسبة لك.
لا تتناول البروزاك لوحده، ربما لا يكون هو العلاج الجيد في مثل حالتك؛ لأن مثبتات المزاج هي أفضل مثل عقار تقراتول (Tegretol), والاسم أو ((لامكتال أو دبكين)) مع جرعة بسيطة من السيركويل، ربما تكون هي الأفضل.
أنا أقدر ظروف أن الامتحانات على الأبواب، ولكن حالتك تتطلب مقابلة الطبيب، فلذا أنصحك -أيها الفاضل الكريم- بأن تذهب وتقابل الطبيب، والعملية لن تستغرق أكثر من ساعة إلى ساعتين، هذا أفضل، وهذا أحسن.
مثل هذه الحالات يجب أن يتم تأصيل التشخيص، أطمئنك تماما أن هذه الحالات يمكن علاجها بكل سهولة، حاول الآن أن تكون إيجابيا في تفكيرك، وأن تمارس بعض تمارين الإحماء الرياضي، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، وأن تضع خطة للدراسة والامتحانات.
تأكد وتذكر دائما أن المذاكرة بعد صلاة الفجر هي دائما أفضل؛ لأن درجة الاستيعاب تكون عالية، اجلس مع أصدقائك وزملائك، والجأ إلى الدراسة الجماعية، وهذا كله -إن شاء الله تعالى- يساعدك كثيرا، أنت ذكرت أنه يتعذر الذهاب إلى الطبيب، أنا أقدر ذلك تماما، لكن هذه الحالات لابد فيها من مقابلة الطبيب؛ لأن تناول مضادات الاكتئاب وحدها -إذا كانت العلة فعلا هي الاضطراب الوجداني ثنائية القطبية- ربما يؤدي إلى تعقيد الحالة، وليس علاجها.
لذا أنصحك -أيها الابن الفاضل- أن تذهب إلى الطبيب ومصر -الحمد لله تعالى- يوجد بها الكثير, والكثير جدا من الأطباء النفسيين المقتدرين.
لمزيد الفائدة يراجع علاج الإحباط سلوكيا (234086 - 259784 - 264411 - 267822).
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.