السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري الآن عشرون سنة, أعاني من التلعثم حتى الآن -خاصة بعض الحروف من الصعب نطقها مثل (أ.ط.ت .ح .د. ق .ك) أتتأتأ عند أهلي وعند أصحابي في الجامعة وفي كل مكان، أخاف من الكلام أمام الناس حتى أني أفضل السكوت كثيرا, وكثيرا أكرر بعض المقاطع عند الكلام , حتى وصلت الحالة أن أغلب الناس يضحكون مني عند الكلام -صغارا وكبارا – حتى أمي وأبي وإخواني يضحكون مني.
منذ صغري أعاني من هذه الحالة وكنت لا أتكلم ولا أهتم بهذا الموضوع, والآن شعرت بالضيق وبالكبت ولا أدخل مع الناس في مجالسهم.
أريد حلا؟ أو أريد رقم دكتور أو أخصائي نطق، جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ معتصم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنك تعاني من التلعثم، وهذا التلعثم مصحوب بصعوبة في نطق بعض الحروف، كما أنه لديك درجة بسيطة مما نسميه مخاوف اجتماعية، وفي ذات الوقت أصبحت لديك صعوبة في المواجهة، وتأثرت سلبيا لأن بعض الناس كما ذكرت يضحكون عليك، وهذا شيء بالطبع خطأ، لكني أريدك أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأؤكد لك أن الذين لا يستهزئون بك هم أكثر من الذين يقومون بهذا التصرف الغير مقبول، فحاول أن تتجاهل هذا الأمر تماما، وأريدك أن تتبع الإرشادات الآتية:
أولا: لا بد أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأرجو أن لا تبالغ في تقييمك لمشاعر الآخرين، حتى الذين يضحكون منك عند الكلام لا أعتقد أنهم يريدون أن يستحقرونك أو يستصغرونك، هذه مجرد عدم جدية من بعضهم.
ثانيا: عليك أن تكثر من المواجهات، لا تتجنب أبدا، صل في الصف الأول مع الجماعة، شارك الناس في مناسباتهم، قم بزيارة أرحامك..هذا التواصل الاجتماعي مهم وفيه خير كثير.
ثالثا: أرجو أن تذهب إلى أحد مراكز تحفيظ القرآن، تواصل مع أحد المشايخ، فهم من أفضل الناس لمساعدتك على النطق الصحيح، وتلاوة القرآن بتؤدة وتأن وتدبر مع تعلم مخارج الحروف الصحيحة هي من الوسائل الطيبة جدا لعلاج التلعثم.
رابعا: أريدك أن ترفع من مستواك الثقافي، أكثر من الإطلاع، ويمكنك أيضا أن تقرأ بعض المواضيع وتقوم بتسجيلها وتستمع لما قمت بتسجيله، وفي المرة التالية قم بتسجيل مواضيع من الذاكرة ودون أن تقرأ، وسوف تجد أن أداءك أفضل مما كنت تتصور.
خامسا: الكلام ببطء مع أخذ نفس عميق يساعد الإنسان على الاسترخاء العضلي، وهذا الاسترخاء العضلي يسهل كثيرا من خروج الحروف دون تلعثم.
سادسا: أريدك أن تتدرب على تمارين الاسترخاء وهي بسيطة جدا: اجلس في مكان هادئ، أو استلق على السرير في الغرفة، وأغمض عينيك، وافتح فمك قليلا وتأمل في حدث سعيد، وبعد ذلك خذ نفسا عميقا وبطيئا عن طريق الأنف، املأ صدرك بالهواء، ثم أخرج الهواء بكل قوة وبطء عن طريق الفم. كرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.
سابعا: ممارسة الرياضة مفيدة جدا، خاصة الرياضة الجماعية، مثلا أثناء لعب كرة القدم مع زملائك سوف تضطر للتفاعل بصورة تلقائية، تنادي زملاءك: العب الكرة، هات، مثلا. هذه مفيدة جدا.
ثامنا: يمكنك أن تقلد أحد المشايخ مثلا أو أحد المذيعين، وتتكلم بنفس النمط والرونق الذي يتكلم به. هذا أيضا وجد أنه مفيد.
تاسعا: لا بد أن تفكر إيجابيا حول نفسك، وتكثر من التواصل الاجتماعي، وأنت لست أقل من الآخرين أبدا.
عاشرا العلاج الدوائي: الباروكستين من الأدوية الجيدة جدا، وهنالك دواء آخر يعرف باسم أولانزبين أيضا هذا من الأدوية الفاعلة. الباروكستين يتم تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) تناولها يوميا لمدة شهر، بعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجراما – استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى نصف حبة يوميا لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.
أما بالنسبة للأولانزبين والذي يعرف أيضا باسم (زبركسا) يتم تناوله بجرعة 2.5 مليجراما – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسة مليجرام – يتم تناول هذه الجرعة الصغيرة يوميا لمدة شهرين، ويتم تناول الزبركسا مساء.
أنا حقيقة لا أنصحك بتناول الزبركسا إلا بعد أن تقابل أحد الأطباء النفسانيين، وبكل أسف لن أستطيع أن أعطيك اسم أخصائي تخاطب أو أخصائي نفسي، حيث إنهم كثر، وأنا لا أعرف المنطقة التي تعيش أنت فيها، وعليك أن تسأل في أقرب مستشفى، والسعودية بفضل الله تعالى مليئة بالمختصين.
كما ننصحك بمراجعة هذه الاستشارات لمعرفة علاج التلعثم أكثر (265295 - 266962 - 280701 - 2102145)
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وعليك أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأسأل الله تعالى أن يحل هذه العقدة من لسانك.
وبالله التوفيق.