السؤال
عندي طفل في عمر سنة و8 أشهر، ولديه طباع غريبة بعض الشيء، فهو متأخر في الكلام، علما أنه كان ينطق بعض الكلمات في عمر السنة (مثل بابا وماما وديده وباي), والآن ينطق (ديش وجاجه وأحيانا با وما فقط) وهو يلعب مع والده ووالدته، وأحيانا مع أخيه فقط، ولا يتقبل أحدا غير والده ووالدته، وقد زاد تعلقه بنا عندما تركناه وذهبنا لأداء العمرة وقد كان عمره سنة، وأحس يا دكتور أنه لا يدرك أو لا يفهم ماذا أطلب منه، مثلا: عندما أقول له أن يعطيني أي شيء لا يرد، وكذلك عندما أنادي عليه لا يرد إلا نادرا.
أما بالنسبة لطريقته في اللعب فهي عادية وطبيعية فهو يلعب بكل الألعاب بدون استثناء إلا (الليغو) لا يعرف أن يركبه، ويحب اللعب بالتراب والماء وعندما نأخذه للمنتزة يكون مرتاحا ويلعب.
وقد ذهبت لدكتور أطفال وشرحت له ذلك فقال لي: إن لكل طفل قدرات، وهي متفاوتة من طفل لآخر، وعملت له فحصا للسمع وكانت النتيجة إيجابية, وقد كان في صغره هادئا، ولكن تغير طبعه في سن الأربعة أشهر عندها اكتشفنا أن معه خلع ولادة، وقد وضعنا له جهازا، واستمر عليه مدة 5 أشهر، وكان يبكي منه كثيرا فأضطر لحمله دائما، وهكذا يريد أن يبقى حتى بعد أن أزلنا الجهاز، فهل ابني لديه أعراض توحد أم لديه مشكلة أخرى؟
أرجو منك أن تفيدني لأني قلقة جدا عليه، ولا أدري ماذا أفعل!؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جعفر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي الكريم: أنت أعطيت وصفا سلوكيا واضحا حول هذا الابن حفظه الله، وأنا أقول لك أنه لا يوجد مؤشر يشير أن هذا الابن يعاني من علة التوحد، اللغة موجودة بشكل معقول في هذا العمر، ويعرف كثيرا أن الأولاد أكثر تأخرا فيما يخص تطور اللغة، الابن لديه تفاعلات اجتماعية معقولة جدا ليس لديه الرتابة الروتينية التي نشاهدها عند أطفال التوحد كما أنه لا يعامل الناس كالأشياء ويعاملهم كبشر وهذه عملية إيجابية جدا تنفي تماما وجود علة التوحد، ما ذكره لك الطبيب بأن الأطفال لهم قدرات متفاوتة هذا بالفعل صحيح تماما.
هذا الابن حفظه الله تعالى أعتقد أن موضوع خلع الولادة وبعد أن وضع له الجهاز أصبح أكثر التصاقا بوالديه وهذا أمر طبيعي جدا، وبعد إزالة الجهاز ظل الطبع موجودا ولم يتغير، وما تعود عليه الطفل على ما اكتسبه من عطف زائد في تلك الفترة لا شك أنه يصعب فطامه من ذلك، لذا أصبح محيطه الاجتماعي محصور جدا وارتباطه أكثر بكما، وهذه أيضا مرحلة طبيعية جدا، والذي أراه هو أن يترك الطفل على طبيعته، والتفاعل مع الألعاب ذات الطبيعة التعليمة الجيدة جدا، ونعطيه الفرصة أن يرتبط بالأطفال في مثل عمره وهذا سوف يكون أمرا جيدا.
أقترح حين يصل عمره سنتين ونصف أن يعمل له اختبار مقدرات للتأكد من مستوى ذكائه، لا أريد أن تنزعج لهذا الموضوع أبدا لأنه مادام السمع طبيعيا فينبغي التأكد أيضا من المقدرات المعرفية، فهذا مهم في بعض الأحيان، وهذا يكون أكثر وضوحا عند عمر الثلاثين شهرا.
إذا أخي: هذه مجرد متابعات طبية طبيعية ومهمة، ولا تنزعج فالابن هذا حفظه الله لا يعاني من علة التوحد، ولا علة (أسبيرقر) وهي العلة التي تشبه التوحد لدرجة كبيرة، وإن كانت علة أو ملازمة (أسبيرقر) تتميز بأن الطفل لا يفقد مقدراته اللغوية كثيرا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.