كيف أتخلص من التخيلات العاطفية؟

0 471

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من مشكلة قد تكون طبيعية، وربما تكون نفسية، وهي التخيلات العاطفية المستمرة، فبعد عودتي للنوم بعد صلاة الفجر لا يمكنني النوم بأي حال من الأحوال، فأتخيل أن بقربي زوجة افتراضية وأقوم بضمها وتقبيلها، واعذروني على الصراحة.

علما أني أبلغ من العمر 25 عاما، وغير متزوج، وهذه الحالة تجعلني متعبا، وربما منهكا دائما من الناحية العقلية، وتؤثر على نشاطي في أداء عملي، فدائما أنهض من الفراش صباحا متعبا، على عكس الحالة التي أكون فيها قد مارست العادة السرية ليلا، فأستيقظ حينها نشيطا مرحا، فهل تكون العادة السرية (رب ضارة نافعة)؟

كما تعلمون، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أمرنا بالصوم في حالة عدم القدرة على الزواج، وبما أني من ذوي البنية النحيفة التي تفقد الوزن بسرعة كبيرة أجد الصوم ذا تأثير سلبي علي الحالة الجسدية والنفسية على حد سواء، فبماذا تنصحوني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن هذه التهيؤات والتخيلات التي تأتيك، وهي أنك تفترض زوجة بالقرب منك وتقوم بضمها وتقبيلها، هذه الظاهرة ليست نادرة، وهي تحدث لكثير من الناس ومن الشباب في فترات معينة من العمر، وهي تكون عابرة حقيقة، فسرها البعض بأنها أمنيات لم تتحقق، وفسرها البعض بأنه نوع من الخيال المسترسل الطبيعي، فهي تعتبر ظاهرة لا أقول إنها طبيعية لكنها مفسرة، وأعتقد أن تجاهلها وأن لا تكون وسواسيا حولها هذا هو أحد أساليب العلاج.

من المهم جدا أن يتم التحكم في الخيالات المفرطة، وذلك بتحقيرها، والإنسان لا بد أن يدير خيالاته، وحتى بالنسبة للشهوات، فالشهوات هي أمر غريزي وأمر طبيعي، وليس هناك من ينكر هذا الكلام، لكن الفروقات تأتي في كيفية إدارة الشهوات، الشهوات يجب أن تدار وذلك من خلال الضوابط التي يضعها الإنسان على نفسه.

ما ذكرته حول ممارستك للعادة السرية وأنك تكون مرحا بعد أن تمارسها في أثناء الليل: لا أعتقد أن هذا الأمر دقيق، أو لا أرى حقيقة علاقة زمنية فيما بين ممارسة العادة السرية وبين النشاط الذي يعتريك، أعتقد أنك تهيئ نفسك لأن تكون نشطا، وتعتقد أنك سوف تكون نشطا بعد ممارسة العادة السرية، وكذلك حدث لك نوع من التواؤم الوسواسي في أنك سوف تكون متعبا ومنهكا في فترة الصباح.

الأمر الطبيعي هو الطبيعي أخي الكريم، والشيء الغير طبيعي غير طبيعي ولا شك في ذلك، فالعادة السرية لا يمكن أن تكون رب ضارة نافعة، فهي ضارة وضارة وضارة.

بالنسبة لموضوع الصوم: أنا لا أعتقد أن الصوم يخل بصحة الإنسان الجسدية، فهذا الكلام ليس صحيحا، وهذا مناف لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ولو لم يكن كذلك لما شرعه الله لنا، وقد قيل (صوموا تصحوا)، الصوم فيه الكفاية الذاتية والكفاية الغذائية للإنسان، فقط إذا التزم الإنسان تناول السحور في وقته والإفطار في وقته وحافظ على النظام الغذائي المتوازن لا أعتقد أنه توجد أي إشكالية في ذلك.

أخي الكريم: أنت يمكنك أن تقدم على الزواج، فليس هنالك ما يمنعك أبدا من الزواج، أنت في سن الزواج، وأرجو أن لا تنجر وراء بعض العادات والتقاليد وبعض النظم التي أقرها المجتمع –وهي خاطئة جدا – فيما يخص الاستعداد للزواج، فابحث عن ذات الدين والخلق، وسوف تجدها إن شاء الله تعالى.

الحلول الجزئية ليست مفيدة ما دامت الحلول الرئيسية والأصلية موجودة، فأعتقد أن الزواج هو الحل لك، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج) والباءة هي القدرة المالية والقدرة الجسدية، والزواج استقرار لك وسكن، حتى التخيلات والتهيؤات التي تأتيك في الصباح وكذلك موضوع العادة السرية وموضوع الصوم، هذه المشاغل كلها تحل حلا جذريا من خلال الزواج، وأنت الحمد لله تعالى لديك مهنة فليس هنالك ما يمنعك أبدا من الزواج، بل لعلك إن قصرت في ذلك تكون آثما؛ لأن الزواج يحصن الفرج وهو أرجى لتقوى الله تعالى، وإن كنت تخشى الفقر فالزواج هو باب من أبواب سعة الرزق.

ولمزيد الفائدة راجع هذه الروابط عن:
أضرار هذه العادة السيئة: (38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي لها: (469- 261023 - 24312)

نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات