السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة في سن 23، أعاني من الفصام الوجداني منذ خمس سنوات، وأعالج عند طبيبة نفسية قد وصفت لي دواء "أبلفي" و"لسنكسيا" لكن لا أجد تحسنا من الناحية الوجدانية، حيث أن حالة الانفصام تأتيني وتصاحبها حالة من الهذيان والشعور بأني طفلة رضيعة لا تملك أية إرادة.
ثم إن الانجذاب العاطفي للجنس المماثل يفزعني، فأجلس أذكر الله جل في علاه بصفة هستيرية والحمد لله على كل حل.
السؤال هو: هل أواصل العلاج عند هذه الطبيبة؟ علما أنها ليست على المنهج "منهج الكتاب والسنة".
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عابرة سبيل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأولا: الفصام الوجداني بصفة عامة يعتبر من أفضل أنواع الفصاميات التي تستجيب للعلاج، ومن الواضح تماما أنك مستبصرة، والاستبصار والإلمام بطبيعة الحالة يعتبر أيضا إشارة إيجابية جدا فيما يخص هذا المرض، لأن معظم الذين يعانون من الفصام تجدهم غير مرتبطين بالواقع وغير مستبصرين، لكن أنت الحمد لله تعالى بالتزامك بالدواء وطبيعة مرضك من الواضح أن الأمور إن شاء الله تعالى سوف تسير بصورة أفضل.
بالنسبة لما وصفته بحالة الهذيان والشعور بأنك طفلة رضيعة لا تمتلك أي إرادة، وكذلك موضوع الانجذاب الجنسي المماثل: أعتقد أن ذلك نوع من الوساوس، فأنت مستبصرة بهذا الأمر، وهو يفرض ذاته عليك كنوع من التفكير الملح والمستحوذ، وهذه لا أعتبرها أبدا ظاهرة ذهانية، هي ظاهرة وسواسية، وهذه تعالج بالتحقير والصد، وصرف الانتباه إلى أمور أخرى، بدلي انتباهك، اصرفيه لشيء آخر حين تأتيك هذه الأفكار.
وبالنسبة للانجذاب العاطفي للجنس المماثل: الحمد لله ما دمت أنت مدركة أن هذا الأمر خطأ وليس صحيحا، فيمكنك أن تحقري هذه الفكرة وتصديها وتستعيذي بالله تعالى من الشيطان الرجيم.
ذكرك لله تعالى هو أمر جميل، وحقيقة إن كنت تقصدين بالصفة الهستيرية هي الإصرار في الدعاء أو الدعاء بصوت مرتفع أو هنالك نوع من الصراخ، هذا يمكن أيضا أن تتحكمي فيه.
أنا أعتقد أن إضافة دواء مضاد للوساوس ربما يساعدك كثيرا، الإبليفاي والسنكسيا أدوية طيبة لعلاج الذهان، لكن إذا أضيف دواء مثل الفافرين (فلوفكسمين) بجرعة خمسين مليجراما أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرا، ويمكن للطبيبة أيضا أن تقوم ببعض التطبيقات السلوكية التي تعتمد على ما يعرف بالعلاج السلوكي النفسي المعرفي التنافري، وهو معروف جدا لدى الأطباء.
بالنسبة للطبيبة: فالمؤمن دائما ضالته الحكمة وهو أحق الناس بها أينما وجدها، فما دامت هي طبيبة مؤهلة وتعرف عملها فلا تزعجي نفسك بمنهجها أو طريقتها في الحياة ما دامت هذه الطرق لا تتعارض ولا تتصادم مع شرعنا.
بالطبع الإنسان إذا وجد الطبيب المسلم الثقة الذي يطمئن له هذا أفضل، لكن في أمور الطب وهذه المهن أعتقد أن الإنسان يذهب إلى الطبيب الذي يراه جيدا وبارعا ومفيدا، ويجب أن لا تحسي بأي نوع من الحرج.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.