السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أعرف ما الذي عندي! هل هو اكتئاب أم قلق حاد؟ أحس -وهذا الشيء تقريبا من سنة- بهم وحزن وضيق شديد تجاه الموت والأمراض وما أعرف السبب!؟
أنا الحمد لله إنسان مؤمن، وأعرف أن الموت حق، والأمراض قضاء وقدر، وأنا لست خائفا من هذا كله، لكن المشكلة أن الخوف والهم زاد عندي بشكل كبير لدرجة أني صرت أخاف رغما عني، ولا إراديا لا أقدر أن أسيطر على الخوف والحزن.
راجعت الدكتور وأعطاني (السيبرالكس) استخدمته مدة ثمانية شهور، وأحسست بتحسن، ثم قطعت العلاج مدة شهر تقريبا، ورجعت لي الحالة أسوأ من السابق ورجعت عند الدكتور، وقلت له ما الذي صار معي؟ قال لي: المفروض أنك ما تقطع العلاج بهذه الطريقة.
أنا كنت آخذ ال20g وبعدين قال لي إذا صار لك مدة متوقفا عن العلاج فسوف أغير لك الدواء، وهذه الكلام قبل ثلاثة أسابيع وأعطاني voldexan الدواء الجديد، وأنا الآن في الأسبوع الثالث أو أقل، لكن أحس أن الأعراض تزيد! والآلام جهة الصدر أو القلب لا أعرف سببها، والأحاسيس الغريبة التي تحدث لي.
أرجو المساعدة، لأن حالتي النفسية جدا سيئة، وأسأل الله تعالى أن يوفقني جميعا.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي الكريم الفاضل: لا أريدك أبدا أن تنزعج كثيرا لموضوع الاكتئاب، وكذلك القلق، فهي أصبحت عللا منتشرة جدا، وبفضل الله تعالى أصبحت آليات العلاج منتشرة ومفيدة جدا، فمن خلال وصفك أستطيع أن أقول إنك تعاني مما يسمى بالقلق الاكتئابي.
أخي الكريم: يعتبر العلاج المعرفي مهم جدا، وهو بسيط جدا، ويسعى الإنسان من خلاله بمساعدة المعالج لأن يتخلص من الفكر السلبي، ويستبدله بالفكر الإيجابي، ولا بد من تغيير نمط الحياة على المستوى المهني، وعلى المستوى الاجتماعي، وإدخال أشياء جديدة في حياة الإنسان مثل الرياضية، وأن تكون جيدا وحذقا في إدارة الوقت، وأن تحس فعلا أنك تقدم لنفسك وللآخرين، هذه كلها تزيل الكدر والأحزان، ولا شك أن الدعاء والصبر والصلاة في وقتها، وتلاوة القرآن بتدبر وتمعن، هذه كلها مفرجة للكرب.
أنت أيضا مطالب أن تجلس مع نفسك جلسة خاصة، فلا تقبل هذا القلق وهذه الأحزان، يجب أن تصد الباب أمامه، هذا ضيف غير مرحب به، يجب أن تتعامل معه على هذا النطاق.
أنت شاب من شباب أمة محمد عليه الصلاة والسلام، عمرك 24 سنة، وأمامك الكثير الذي يمكن أن تقوم به، فلماذا تقبل القلق؟ لماذا تقبل الاكتئاب؟ هو أضعف منك، فالاكتئاب مثل الشيطان إذا أعطيناه مساحة سوف ينتشر فيها، أما إذا أغلقنا الباب أمامه فيمكن هزيمته وصده، وأنت بإذن الله تعالى تقدر على ذلك.
بالنسبة للأدوية المضادة للاكتئاب أصبحت كثيرة جدا، ومعظمها متشابهة، لكن فعالية الدواء أحد محدداتها الرئيسية هو التناسق الجيني ما بين الإنسان -أي منظومته الوراثية- وبين الطريقة التي يتم بها استقلاب الدواء وتمثيله أيضا.
هذه عمليات كيمائية معقدة لم تتضح الآن الخارطة الجينية بالنسبة للإنسان، لكن نستطيع أن نقول بصفة عامة: إن هذه الأدوية تفيد 50 إلى 60 في المائة من الناس على الأقل.
عقار voldexan التي تنتجه الشركة سيرفر الفرنسية هو دواء دخل الأسواق قبل عامين، وهناك الإيجابيات حول هذه الدواء حيث إنه لا يؤدي إلى صعوبات جنسية، ولا يزيد الوزن، كما أن تناوله والتوقف عنه لا يتطلب أي نوع من التدرج، بمعنى أنه ليس له آثار انسحابية، أثره الجانبي السلبي والوحيد هو أنه ربما يجعل الإنسان يحس بشيء من الغثيان في بداية العلاج لكن هذا يختفي بعد ذلك بأسبوع إلى أسبوعين.
أنا أرى أن تستمر على الـvoldexan ، والجرعة بالطبع هي 25 مليجرام ويتم تناولها ليلا، ولا مانع من أن ترفع الجرعة إلى 50 مليجرام بعد شهرين من بداية الجرعة.
هذا الدواء يجب أن يعطى فرصة تجربة لمدة 3أشهر على الأقل، أي لا نحكم عليه بالفشل قبل هذه المدة، وأعتقد أنك سوف تسفيد منه، وأنت الحمد لله متواصل مع طبيب نفسي، وهذا مفيد.
أنا على ثقة كاملة باتباعك لما ذكرناه من إرشاد، وبالالتزام بتناول الدواء سوف تتبدل أحوالك، وتتمتع إن شاء الله بصحة جيدة وإيجابية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.