السؤال
السلام عليكم و رحمة الله،،
في البداية أود أن أقول لكم: جزاكم الله خيرا على هذا الموقع.
أنا فتاة محجبة وملتزمة والحمد لله، ولكن في الأيام الأخيرة أصبحت أحس أنني مقصرة كثيرا مع الله, أحس أني قبل ارتداء الحجاب كنت ملتزمة ومطيعة لله أكثر, أنا الآن مشوشة ولا أدري ماذا أفعل؟
لقد تغيرت كثيرا إلى الأسوأ، أصبحت مهملة، تغير كل سلوكي، أصبحت مقصرة مع الله الذي أعطاني كل ما أريده وكل ما أتمناه.
أرجوكم ساعدوني لكي أعود إلى ربي الذي رعاني وأعانني.
جزاكم الله خيرا
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ mariem حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادتك، وأن يردك إليه مردا جميلا.
وبخصوص ما ورد برسالتك أختي الكريمة الفاضلة من أن الله من عليك بالالتزام، ولبست الحجاب، وأصبحت مطيعة لله تعالى، إلا أنك بعد ارتدائك للحجاب شعرت في الفترة الأخيرة أنك مقصرة في جنب الله، وأنك أصبحت الآن مشوشة وتغيرت كثيرا إلى الأسوأ، وأصبحت مهملة ومقصرة في حق الله، وتسألين عن كيفية العودة إلى ما كنت عليه من طاعة والتزام.
جعل الله سبحانه وتعالى تزكية النفس مسئولية الإنسان، كما جعل الإنسان مسئولا عن تدنيس نفسه وإبعادها عن طاعة الله تعالى، فنحن في كلا الحالتين المسئولون عن أنفسنا مسئولية مباشرة إن خيرا فخيرا، وإن شرا فشرا، ولذلك بين الله تعالى أن الصلاح والاستقامة يكونا بأن يسلك الإنسان سبيلهما، وأن الله تعالى تبارك وتعالى لا يضيع عمل عامل، وأنه مهما بذل من جهد فإن الله تعالى يكافئه الله تعالى عليه.
وقد أخبرنا الله تعالى بقوله: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )، وهذا التغيير للأسوأ والذي ذكرته في رسالتك سببه أنت مباشرة؛ لأن الله تعالى قال: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)، فهذا التهاون والتغير والمشاكل التي تعانينها في علاقتك مع الله أنت السبب المباشرة فيها.
ولذلك عليك أن تنظري في الأسباب التي أدت إلى هذا الضعف، اسألي نفسك ما هي الأسباب؟ وما هو الذي طرأ على حياتك؟ لأننا إذا عرفنا السبب سهل علينا أن نعالجه.
أما كون الإنسان لا يعرف الأسباب التي أدت به إلى هذا التدني؛ فإنه لن يستطيع أن يخرج من هذه المشكلة، وبالتالي لن يعالجها مطلقا.
فأنا أتمنى منك أختي بارك الله فيك، أن تنظري في مسيرتك مع الله تعالى، ومتى بدأ هذا الضعف؟ وما هي الأسباب التي أدت إليه؟ قطعا ستجدين الأسباب وستقفين عندها بإذن الله تعالى، بشرط أن تجلسي جلسات متأنية مع نفسك، وأن تدرسي تأريخك منذ أن بدأ الضعف إلى الآن بهدوء، وأن تدرسي كل العوامل والاحتمالات التي أدت إلى هذا الضعف، ثم تبدئين بوضع خطة للتخلص من هذا الضعف، هذا أولا.
ثانيا: عليك بالتغير الإيجابي بالبحث عن الصحبة الصالحة التي تعينك على طاعة الله تعالى وتذكرك به، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل، وقال النبي صلى الله وعليه وسلم: مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير.
فعليك أختي الكريمة الفاضلةـ مريم ـ أن تجتهدي في البحث عن صحبة صالحة تعينك على الالتزام والاستقامة على منهج الله؛ لأن النبي صلى الله وعليه وسلم قال: (إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية).
ومعنى ذلك أن الذئب يأكل الغنمة إذا كانت وحدها، والشيطان يستحوذ على الإنسان إذا كان وحده وليس في منظومة الجماعة المسلمة، فإن الإنسان قد يضعف ويتكاسل نتيجة عدم وجود الناصح أو المذكر أو المعين.
ثالثا: عليك بوضع برنامج زمني لحياتك، وترتيب أولوياتك، والمحافظة على الصلاة في أوقاتها وعدم التقصير في ذلك، ثم المحافظة على سنن النبي صلى الله عليه وسلم قدر الاستطاعة سواء فيما يتعلق بالطهارة أو الصلاة أو غير ذلك، واحرصي على أن تطبقي ما تعلمته من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في سلوكك اليومي.
رابعا: عليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء فإن هذه تحفظك بعون الله وتوفيقه خاصة ما ورد في قول النبي صلى الله وعليه وسلم: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم) في كل يوم 3 مرات صباحا، و3مرات مساء، وكذلك قول: (أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق) 3 مرات.
حافظي على أذكار الصباح والمساء بارك الله فيك، واجتهدي أن تكوني على وضوء قدر استطاعتك، وكذلك أنصحك بالتقليل من مشاهدة البرامج والمسلسلات التي لا تهدف إلى تضييع الوقت وفقط، لأن هذا الإكثار منها يؤدي إلى قسوة القلب، فعليك بالإقلال منها إلى أقل حد ممكن، وإن استطعت التوقف عنها كان ذلك خيرا كثيرا، وأنصحك بحضور المحاضرات والندوات ومجالس الذكر في المساجد، والمنتديات العامة والتي تلقى فيها المحاضرات العامة عن الإسلام والمسلمين، لأنه ذلك مما يقوي الإيمان عندك.
وأنصحك بورد من القرآن تقرئينه، وتحرصين على المحافظة عليه بكل ما أوتيت من قوة لأن القرآن للإيمان كالماء للزرع، فكما أن الزرع لا ينبت بغير ماء، فكذلك الإيمان لا يقوى في قلوب المؤمنين بغير القرآن الكريم.
والله الموفق لكل خير.