السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا الآن حامل في الشهر الثاني والنصف، وفي حملي السابق عانيت من اكتئاب الولادة، مع الآلام في الجهة اليسرى من الصدر والظهر، وحالات الهلع، وبحمد الله الآن خفت، ولكن الألم ما يقارب من الشهر في الجهة اليسرى من الصدر، ويقابله ألم الظهر في الجهة اليسرى، وحاليا أستخدم فيكس، ولكن بلا نتيجة، والآلام تزيد مع ثقل في الرأس، والألم أسفل الرقبة.
والله تعبت، علما أني بأمريكا (كاليفورنيا) وأجري فحوصات كل شهر، وكلها بإذن الله جيدة، فهل السبب في العظام أم العضلات أم نقص الكالسيوم؟ علما بأن الألم يأتيني من كثرة الجلوس.
ودمتم سالمين.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بتول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فالمهم دوما هو أن يتم التأكد من عدم وجود حالة عضوية تكون وراء هذه الأعراض, لأن المبدأ الأساسي في أي علاج طبي هو علاج السبب أولا, ولذلك إن كانت كل تحاليلك طبيعية -كما ذكرت- فإن الأرجح هو أن يكون لديك حالة طبية نسميها (FIBROMYALGIA) أو الألم العضلي الليفي, وهي حالة قد يحدث فيها طيف واسع جدا من الأعراض, وتتميز أكثر شيء بحدوث الآلام التي تكون بشكل غامض، وغير محدد في العضلات والمفاصل, وقد تكون هذه الآلام معممة أو قد تكون موضعة, والمشكلة هي أنه لم يتم لغاية الآن معرفة سبب مؤكد لهذه الحالة, كما لا يوجد تحليل دم ولا تصوير يمكن من خلاله تأكيد أو نفي التشخيص.
كوننا لا نعرف سببا لهذه الحالة, فالعلاج سيكون عرضيا فقط, أي معالجة أعراض الحالة, وأكثر ما يفيد في هذه الحالة هو دمج العلاج الطبي الدوائي مع العلاج البديل، وبما أنك الآن حامل, فأنصحك أولا بتجربة الأدوية البسيطة مثل تناول حبوب (PANADOL) أو حبوب (TYLENOL) كما سيفيدك اللجوء إلى العلاج البديل مثل المساج أو (ACUPUNCTURE).
كذلك يفيدك كثيرا ممارسة أي نوع من الرياضة البدينة البسيطة التي تركز على الجزء العلوي للجسم، وبشكل غير مجهد، وخاصة ممارسة اليوغا.
بعض الأدوية التي ينصح بها هي دواء (LYYRICA) وكونك تعيشين في أمريكا, فإن هذا الدواء مرخص طبيا من قبل منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، للاستعمال من أجل علاج هذه الحالة, ويلجأ له في حال فشلت العلاجات البسيطة السابقة, ولكن لا ينصح باستعماله الآن في الحمل, لكن بعد الولادة إن لم تتحسن الحالة يمكنك تجربته.
كما أن بعض مضادات الاكتئاب قد تفيدك, وذلك لأنها وجدت بأنها تحسن كثيرا من هذه الآلام, بالإضافة إلى تأثيرها الأصلي في علاج الاكتئاب.
نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.