السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ ستة أشهر تقدم شاب من أهل أبي لخطبتي، من دولة خليجية، واستخرت الله، وتمت بعد فترة، وكان أبي سعيدا جدا، فجأة رأى أبي تصرفا من الشاب، غير رأي أبي، وقرذضر أن يعيد النظر في الموضوع.
كما اكتشفنا أنه شاب سريع الغضب، فقرر والدي فسخ هذه الخطبة، بعد تفكير ومشاورات للأهل .
الآن هناك شاب عمره 23 أقل في المستوى التعليمي مني تقدم لخطبتي، قد سأل أهلي عنه فتبين أنه على خلق ودين، لكن أخبرنا أهله أنه مريض بضغط دم مرتفع، وقد استخرت الله لكن ليس لدي أي شعور, وأهلي متخوفون من ناحية.
هل يجوز أن أرفض الشاب لأنه يدخن أو لا يصلي صلواته في المسجد؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
إن من حق الفتاة أن ترفض بغير سبب كما أنه من حق الفتى؛ لأن الزواج يقوم على الرضا التام, والقبول, والارتياح، ولكن ليس من حق أحد أن يحرج الطرف الآخر، فعلينا في مثل هذه الأحوال أن نحسن الاعتذار، ومرحبا بك في موقعك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
أرجو أن يعلم الجميع أننا لن نجد شابا بلا عيوب، كما أن الشباب لن يجدوا فتاة بلا عيوب، فكلنا من بني آدم وكل ابن آدم خطاء, ولا نخلوا من النقائض، والمطلوب هو أن نسدد ونقارب، ونقدم الدين والأخلاق والمكارم.
نحن في الحقيقة نتمنى أن تترك الفرصة كاملة للفتى والفتاة، وألا نتدخل إلا عند الحاجة، وبمقدار لأن دور الأهل إرشادي وتوجيهي، فإذا كان الشاب صاحب دين وأخلاق ووجدت الفتاة في نفسها ميلا إليه وارتياحا، فلا ينبغي أن يوقف في طريقها لأنها صاحبة المصلحة, وهي التي سوف تعيش مع الشاب.
ونحن في الحقيقة نشكر لك هذا التواصل مع الأهل والاهتمام بوجهة نظرهم، ولكن الأمر لك أولا وأخيرا، واعملي أن مشوار الحياة طويل، ولذلك لا تستعجلي في الرفض ولا في القبول، واطلبي من محارمك أن يسألوا عن الشاب، لأن الرجال أعرف بالرجال، وهناك أشياء يحسن السؤال عنها, ومنها:
1-الدين - وهذا هو الأساس- وقد أحسن من قال:
وكل كسر فإن الدين يجبره *** وما لكسر قناة الدين جبران-
2-الأخلاق -وهي مهمة جدا-، ولذلك ذكرها الرسول صلى الله عليه وسلم منفردة رغم دخولها في الدين – وكأنه يكررها فيقول (دينه وخلقه).
3-السؤال عن أسرته لأن الارتباط يكون بين الأسر, وليس بين الشاب والفتاة وحدهم.
4- أصدقاء وعلاقاته.
5- قدرته على تحمل المسئولية.
مع ضرورة أن يدرك الجميع أن العيوب موجودة فينا كبشر، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته – وقد صدق من قال:
من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط
وكفى بالمرء نبلا أن تعد معايبه.
ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وهذه وصيتي لك: بتقوى الله, ثم بكثرة اللجوء إليه, والانشغال بذكره وشكره وحسن عبادته, ومرحبا بك في موقعك, ونسأل الله أن يسهل أمرك.
وبالله التوفيق والسداد .