أشعر بأني إنسان مهزوز لتعرضي للضرب في صغري فما الحل؟

0 439

السؤال

السلام عليكم.

أحبائي وأعزائي في هذا الموقع الأكثر من جميل ورائع, أشكركم جزيل الشكر على كل ما قدمتموه من نصائح وتوجيهات وتعليمات طيبة, وأتمنى لكم كل خير, ومزيدا من التقدم والتطوير إلى ما فيه الخير.

بادئ ذي بدء: أود أن أطلب منكم السماح لكثرة أسئلتي، ولكن ويعلم الله أنني ارتحت لكم وإلا لما سألتكم بأي شيء.

فأنا شاب أبلغ من العمر 29 عاما، أعاني من عدم استقراري وثباتي على أي أمر جيد أو طيب، فمثلا إذا أحببت أن أستمر بالصلاة فإنني أستمر لفترة بسيطة جدا، ثم أتركها, وكذلك الأمر بالنسبة للصدقة وقراءة القرآن والرياضة، وأتمنى أن تثبت قدمي على هذه الأمور الطيبة، ولكن ما يشغل بالي هو أن أحصل على جسم قوي, مقسم لأنني تعرضت لكذا موقف أجبرني على الضرب، وعدم التفاهم بالرغم من أنني إنسان صبور على تحمل الأذى من غيري, وطيب جدا, حتى أن أهلي دائما يطلقون علي مثل (طيبتك مصيبتك)، ولازالت آثار هذه المواقف راسخة بي رغم انقضاء السنين.

والذي جعلني أتألم أكثر وأتحسر أنني قد نلت قسطا وفيرا من الضرب من شاب أصغر مني بسنين، ولكني حقيقة لم أتمكن من صده ورده, لا أنكر أنني إنسان مهزوز من الداخل, فعندما أتعرض لموقف عصيب أو مشحون أو أرى مشادة كلامية بين شخصين -حتى وإن لم أكن أعرفهما- فإنني أشعر بالارتباك والخوف الشديد, وأتلعثم بالكلام، ولا أعلم لماذا غيري أشجع وأقوى مني رغم قلة إمكانياته وحيلته! أتمنى أن أنتصر في موقف معين، وليس معنى كلامي أنني أحب المشاكل بقدر ما أحب السلام والأمن في العالم كله، ولكن لعل موقفا أو اثنين يرفعون من معنوياتي المدمرة.

لا تنسوني من دعائكم الصالح، ولكم مني أجمل وأرق تحيه، ووفقكم الله دائما في الدنيا والآخرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ صخر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال، ولا أعتقد أنك أطلت علينا

إن ما وصفت مما تعرضت إليه من العنف في صغرك لاشك أن له علاقة وثيقة ببعض الضعف في الثقة بالنفس, والذي تشعر به -مما ذكرت في سؤالك، فما نعيشه في طفولتنا نعيشه لسنوات وسنوات في حياتنا الراشدة.

وما تصفك به أسرتك من "طيبتك مصيبتك" له أيضا علاقة بطريقة التربية التي عشتها في طفولتك، فالصفات الموجودة عندك لم تأت من فراغ.

وهذا لا يعني أنك لن تستطيع تجاوز هذه المرحلة من طفولتك، فأنت تسير قدما في التخلص من هذه التجربة المؤلمة، وكتابتك لنا تسألنا هو خطوة على هذا الطريق، الذي قد يطول قليلا، إلا أنك على الطريق، وستجد هذا السير يتسارع مع الوقت.

وما ذكرت –أخي- من موضوع عدم الاستقرار أو الاستمرارية ببعض الأعمال التي تقوم بها أحيانا، وتتوقف عنها في أوقات أخرى، فيفيد هنا التفريق بين ما هو فرض عين كالصلاة، والتي لابد من الاستمرار عليها، أو فرض الكفاية، والتي أنت غير مضطر أن تستمر به على الدوام.

ومن طبيعة الإنسان أنه عادة قد يرغب في التغيير، فينتقل من عمل ونشاط لآخر، ومن هنا ندرك حكمة الإسلام في التفريق بين الأعمال التي لابد من الاستمرار عليها، وبين الأعمال التي يمكن تأجيلها لوقت يجد الإنسان راحة من نفسه للقيام بها.

ولنذكر الحديث النبوي الشريف الذي يعلمنا بقيمة الأعمال البسيطة اليومية المستمرة، على قلتها، حيث قال الحبيب المصطفى "أحب الأعمال إلى الله أدومها، وإن قل".

أدعو الله لك بالتوفيق والسداد، وأن يغدق عليك من نعمه كلها، ما عرفت وما لم تعرف.

مواد ذات صلة

الاستشارات