أحب شخصا وأتمناه زوجاً، دلوني على طريقة مباحة

0 292

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا فتاة في مرحلة المراهقة, وأحب شخصا وأعزه وأحترمه من كل قلبي، لكني لا أعرف إن كان يعلم كل ذلك الشعور الذي أكنه تجاهه، ولا أعرف إن كان هو أيضا يحبني مثل ما أحبه أم لا.

لا أعرف إن شعر مرة بحبي له، لا أعرف؛ لأني فتاة أتقي الله في نفسي, ولا أريد أن أعصيه.

أسرتي ربتني على هذه الأصول، والقواعد الدينية والدنيوية أن لا أخطئ في حق ربي, أو في حقي قدر الإمكان.

أحب هذا الشخص وأنا أخفي ذلك لأكثر من 3 سنوات تقريبا، لا يعرف أحد ذلك سوى ربي، ثم أختي الصغيرة.

ماذا أفعل؟

أريد من هذا الشخص أن يحبني أيضا، أريد أن تكون عشرة عمري معه، هناك عدة طرق غير صحيحة، ولا يرضاها ربي, ولن أفعلها -إن شاء الله- أبدا.

أريد أن أحقق هذه الحلم إلى حقيقة، ولكن بطريقة أخرى يحبها ربي, ولكن كيف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عنود حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أولا: نحب أن نشكر فيك خلقك العالي، وتدينك الراقي، وهذا دليل على تمكن الإيمان من نفسك، واستقراره في قلبك، وفيه بشارة لك بأنك ستكونين ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة- إن شاء الله- إذا استمررت على طريقتك, وخوفك من الله تعالى بهذه الطريقة.

وهو دليل على أنك من أسرة جيدة، ونبتة طيبة كما ذكرت ذلك عن نفسك، وأنت صادقة في ذلك.

أما مشكلتك -ونحن لا نعدها مشكلة في الحقيقة- وإنما نعدها ظاهرة طبيعية للسن التي تمرين فيها، حيث إنها سن بداية النضج, والتهاب المشاعر، والتهيؤ لبيت الزوجية، والعمل أن يكلل هذا بالزواج، كما كان يحصل ذلك مع آبائنا وأمهاتنا الذين لم يتلوثوا بلوثة الحضارة المعقدة اليوم، كما يحصل مع شبابنا وبناتنا -وأنت منهم-.


من المهم لشابة في مقتبل العمر مثلك أن تدرك طبيعة هذه المرحلة العمرية التي تمر بها, وخصائصها حتى تجتازها بسلام في ظل الكم الهائل من المؤثرات السمعية والبصرية التي صارت تتسبب في مراهقة مبكرة لطلبة الصفوف الابتدائية، فضلا عن الشباب والشابات في سنك سن الإعدادي والثانوي!

أختي الكريمة: الحب قيمة سامية لا نبالغ إن قلنا بأنها عماد الدنيا والدين, فبالحب يحل السلام, وتعمر الأرض، وبالحب يعبد المسلم ربه، بل حقيقة العبادة هي كمال المحبة لله, مع كمال الذل له، فعاد الأمر في حقيقته إلى الحب -كما قال ابن القيم وغيره من علماء السلوك- لكن الانحرافات المنهجية للبشر، وقصرهم مفهوم الحب على إشباع الغريزة البهيمية جعل مفهوم الحب لدى كثير من الناس ينحدر إلى أسفل سافلين.

أما قضيتك الشخصية مع هذا الشاب، فنحن نبدي إعجابنا بصبرك وتوكلك على ربك، وقد أحسنت إذ لم تفتحي على نفسك طرقا أنت في غنى عن نتائجها لاحقا، فأنت قد مارست جزءا من التوكل بالصبر وعدم الانجرار في أساليب ملتوية قد تقودك إلى ما لا يحمد عقباه، وربما لا يتحقق مرادك من الزواج بهذا الشاب.

ندعوك إلى مزيد من الصبر، وأن توقني بأن الزواج رزق من الله سيسوقه إليك في وقته المحدد.

قد جرت العادة بأن المرأة مطلوبة لا طالبة، ومرغوبة لا راغبة، لكن هذا لا يمنع من طلبك للزواج تصريحا أو تلميحا عن طريق أهلك أو أحد أقاربك، لكن هذا يشترط له بأن تكوني مستعدة ومتهيئة للزواج أصلا، وأن لا يتسبب ذلك في معارضة أهلك، وحصول مشكلة معهم، ويمكنك أن تجعلي أهلك يزورون أهله مثلا، ويتعرفون أكثر على أخلاق هذا الشاب، واستعداده للزواج من عدمه بطريقة غير مباشرة، وعن طريق هذه الزيارات والمعرفة سيلتفتون إليك حتما، ويبدؤون بدراسة احتمال أن تكوني زوجة لولدهم، هذا كله في الحالة الافتراضية -كما ذكرنا-.

الأمر لله من قبل ومن بعد، ومن يتصبر يصبره الله، ولا تفتحي معه قناة مباشرة, أو مع غيره، وليكن الأمر عن طريق أهلك أو أحد أقاربك، فذلك أدعى لقبول الأهل، وأوثق لدينك وإيمانك الذي نسأل الله أن يحفظه, ويبارك لك فيه.

إن لم توفقي مع هذا الرجل فلن تكون نهاية العالم، بل سيبدلك الله بخير منه، وأنت لا تدرين ما هو الخير لك، فكلي أمرك إلى الله, وتوكلي عليه.

لمزيد الفائدة يراجع: هل الحب حرام؟ (278583)

وفقك الله، ورزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات