السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
أشكركم كل الشكر على هذه الخدمة العظيمة.
أنا صاحب الاستشارة (2128422).
أنا أتناول سبرالكس 10 قرص, ورميرون 30 قرص, واريببراكس 10 نصف قرص, أتعالج من الاكتئاب، ولكن بعد التحسن زادت بعض الأعراض مرة أخرى مثل: صعوبة في عمل أي شيء, الشعور أني مسجون في نفسي, وفي دوامة من المشاعر السالبة، والأفكار المزعجة.
أشعر أحيانا بخنقة, أو ضيقة, ورغبة في الموت، الحياة ثقيلة ومملة وفارغة.
السؤال:
لماذا بعد التحسن حدث هذا؟
وما هي خطوات الشفاء من الاكتئاب؟
وهل هذا التراجع يعد انتكاسة؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا.
أشكرك -أخي الكريم- على تواصلك مع إسلام ويب.
أخي الكريم: الاكتئاب النفسي لا يمكن أن نقول إنه مرض لا يستجيب للعلاجات الدوائية، وإن كانت الأدوية قد ساهمت مساهمة كبيرة في علاج الاكتئاب النفسي وحصاره والتقليل من وطأته، وهناك جوانب علاجية مهمة جدا, ومن أهمها العلاج السلوكي, وهو بسيط جدا، ولكن كثيرا من الناس يغفل عنه إما تكاسلا, أو لعدم استشعار قيمته الحقيقة، أو بالاعتماد الكامل على العلاج الدوائي.
كل الأعراض التي ذكرتها أنا لا أعتقد أنها أعراض اكتئابية بيلوجية، إنما هي أعراض اكتئابية سكلوجية، مثلا تعبيرك الجميل أنك تشعر أنك مسجون، وتسيطر عليك الأفكار السالبة والمشاعر المزعجة هذا بالضبط ما ذكره (أرون بيك) وهو من أكبر العلماء الذي أضافوا إضافات كبيرة جدا للمكتبة النفسية فيما يخص العلاج النفسي السلوكي المعرفي.
(أرون بيك) يصر وبأدلة قوية أننا نجلب الاكتئاب لأنفسنا, أو أنه يستمر معنا بسبب مشاعرنا السلبية, أو عدم تفعيل أنفسنا بأن نفكر إيجابيا، فيا أخي الكريم: أنت ستتحسن -إن شاء الله-، وتجربتك السابقة هي مؤشر إيجابي جدا، يجب أن يحفزك لمزيد من التحسن.
أنا أحفزك لتكسر وتحطم الفكر السلبي، انهض الآن، وازرع في نفسك هذه النواة الطيبة، وهي ما أسميته بنواه التحسن، والتحسن حين يصر عليه الإنسان، ويعتقد أنه موجود هذا نسميه بإرادة التحسن، فالإنسان حين يغير نفسه سوف يغيره الله، فيا أخي الكريم: ابن هذه المشاعر الإيجابية، ولتساعد نفسك, لا تحكم على نفسك بالمشاعر والأعمال التي لا يمكن أن ينجح فيها الإنسان إلا إذا وضع جداول لأنشطة مختلفة يطبقها في المجال الاجتماعي, والمجال التعليمي, والترفيهي, وفي مجال العبادات, ومجال الواجبات، هذا هو الذي يقول الإنسان لنفسه لابد أن أطبقه, وأكون إنسانا فعالا أنفع نفسي وأنفع الآخرين.
أنت رجل في عمر الطاقات, وعمر التحمل, والتفكير, ورصانة الفكر ونضجه، فيا أخي الكريم: انطلق انطلاقة قوية, وحطم الفكر السلبي, والحياة طيبة وجميلة, وهي ليست ثقيلة أبدا، ضع الآليات التي توصلك إلى ما هو أفضل.
أنا دائما أنبه في مثل هذه الحالات إلى الرياضة, فالرياضة مهمة جدا، وتدخل السرور على الإنسان، وترفع من طاقته النفسية والجسدية, وهنالك ثوابت علمية ثابتة ورصينة تدل على ذلك.
التواصل الاجتماعي أيا كان عن طريق الرياضة الجماعية، أو الذهاب إلى حلقات القرآن، والانخراط في العمل الاجتماعي، زيارة الأرحام، هذه كلها علاجات سلوكية اجتماعية.
احرص على هذه الأمور، وأنا على يقين أن ما ذكرته لك هو أمر قد يكون معلوما عندك، ولكني أود أن أثبت لك ركائزه العلمية، وإثباتاته العلمية, وهو ما أثبتته البحوث الممتازة جدا، فالعلاج السلوكي لا يقل مساهمة عن الأدوية في نجاح العلاج النفسي.
أنت سألت لما ذا بعد التحسن يحدث هذا؟ وما خطوات الشفاء؟
خطوات الشفاء هي ما ذكرناه لك، والذي يحدث لك أن التقلبات المزاجية هي أصلا من الاكتئاب النفسي, ربما أنك لا تنتشل نفسك من خلال التفاؤل, ومن خلال الفكر الإيجابي، وإدارة الوقت بصورة صحيحة, أي أنك لا تعدل في سلوكك كثيرا، تظل مشاعرك إيجابية, ولكن لا تستصحبها بأفعال مفيدة، فيا أخي هذا هو السبب, ويجب أن تتخطاه، وأنا على ثقة تامة أنك -إن شاء الله- سوف تشفى، وسوف تتعافى، والأدوية التي تتناولها أدوية طيبة وفاعلة التزم بجرعتها، واسأل الله أن ينفعك بها.
جزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.