السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
وبعد ،،،
ابني صهيب عمره ثلاث سنوات ونصف، ألاحظ عليه أنه حاد في حركته أكثر من اللازم، وفي بعض الأحيان يتعبنا معه خصوصا إذا ذهبنا إلى الحدائق والأسواق لفرط حركته وخفته في الحركة، وفي الفترة الأخيرة لاحظت عليه أنه بات عصبيا، ويقوم بضرب أختيه خصوصا الصغيرة عند اللعب معها، ويعتدي علينا أحيانا، كما أنه رغم بلوغ عمره ثلاث سنوات ونصف السنة، إلا أنه لا يستطيع النطق بشكل واضح ومفهوم سوى بعض العبارات، أو الكلمات المعينة كما أنه لا يستجيب لتوجيهات والديه في الغالب، ولا يستطيع فهم وإدراك ما يطلب منه بالرغم أن أخته التي هي أصغر منه تستجيب بشكل أفضل.
صهيب يحب الضحك والمزاح كثيرا، وعندما نحاول تهدئته يستمر في الضحك, ويحسب أننا نلعب أو نمزح معه, وإذا ضربناه -عله يهدأ- يزداد في الضحك واللعب، كما أنه يتبول دائما في ملابسه، ثم يطلب الذهاب إلى الحمام لاستكمال التبول.
في بعض الأوقات يصر إصرارا عجيبا للخروج معي أنا ووالده، ويبكي بكاءا شديدا إن رفضت ذلك، وألاحظ عليه تعلقه بلعبة معينة هي السيارة ففي كل مره نذهب يصر على شرائها.
أرجو أن ترشدوننا- جزاكم الله خير الجزاء- إلى الطريقة الناجعة للتعامل معه أو علاجه -إن أمكن ذلك-, ومن هو الدكتور المختص الذي يتعامل مع حالة مثل هذه؟
وفقكم الله, وسدد على طريق الخير خطاكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ناصر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال التربوي.
الخبر السعيد أن طفلك صهيب مازال في سن صغير مما يعين على تعديل سلوكه، وتوجيهه الوجهة المناسبة التي تحب، وهي نفس الوجهة التي ستعطيه السعادة في حياته.
نقطة أساسية وجوهرية-يفيد أن ندركها- وهي: أنه من الطبيعي أن يقوم الطفل بكل ما يستطيع لجذب انتباه أمه وأبيه، ومن أنواع هذه الأعمال كل ما ورد في سؤالك, والغالب أن كل هذا السلوك هو وسيلة لجذب الانتباه.
والمطلوب الآن أن تصرف انتباهك عن طفلك وهو يتصرف بهذه الطريقة، بينما تصرف عنه انتباهك عندما يتصرف بالطريقة السلبية، وبذلك تعزز السلوك الإيجابي، وتقلل احتمال السلوك السلبي المزعج، وحاول إغراقه بانتباهك ورعايتك عندما يكون في السلوك الحسن المطلوب، وبذلك لا يعد بحاجة لجذب انتباهك بالإلحاح وكثرة التصرفات السلبية.
والأمر الآخر الذي أريد أن أنبه إليه هو: أن تبقي عينا على طفلك صهيب من ناحية نموه وتطوره، وأن تتابعي نموه البدني، بحيث إذا لاحظت أي بطء أو إشكال في تطوره، فلا تترددي في مراجعة طبيب أطفال ليفحص الطفل ويستبعد أي سبب لهذا البطء إن حدث-لا قدر الله-.
وأنصح عادة الأم التي تقوم على تربية الأطفال الصغار، أن تأخذ لنفسها قسطا من الراحة، وممارسة هواياتها، ولو سألتها مباشرة عن هواياتها التي تأخذ فيها وقتا لنفسها، نعم لنفسها من دون الناس، فلأن تأخذ الأم وقتا لنفسها، وكما قال الرسول الكريم "إن لنفسك عليك حقا"، فلأن تأخذ هذا الوقت لنفسها، ومن ثم تأت للأطفال في حالة نشاط وهادئة ومرتاحة، أفضل بكثير من أن تكون في حالة عصبية، والنتيجة أن سلوك الأطفال سيضطرب.
وأنصح عادة الآباء والأمهات بدراسة كتاب أو أكثر من كتب تربية الأطفال، وهناك عدد منها مفيد.
وفقكم الله لما يحب ويرضى.