السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشعر بأنني إنسانة غير متوازنة، أخطئ وأعود لنفس الخطأ، حيث أنني لا أشعر وقتها أنني أفعل نفس الشيء، أفقد الإحساس بكل شيء، وكأنني أفعلها للمرة الأولى لا أدري ما السبب وراء ذلك؟!
بدأت ومنذ مدة أفقد الكثير من مميزاتي، ما أدي إذا ابتعد خطيبي عني للأسف لا يوجد بمحيطي من ينبهي إلا أنني أخطئ.
ستقولون إنه يجب أن أعرف نفسي، لست بصغيرة، وأنا أقول لكم إنني أفقد السيطرة على نفسي، وأعيد أخطائي تعبت كثيرا أشعر بأنني منفصمة الشخصية أو بي مرض نفسي أتكلم كثيرا وبسرعة! ومرات كثيرة بصوت عالي، وأشعر وقتها أنني متوترة! ولا أعلم ما أقول، وأندم بعدها كثيرا على أني تكلمت كثيرا أو تفوهت بشيء لا يناسبني أو ربما كان من الأولى أن لا أقوله.
الثرثرة بدأت معي منذ الصغر، رغم أن كل من يراني يقول إني هادئة، لكني فعلا ثرثارة! وخاصة إذا كنت واقعة بمشكلة ما، أهلي كانوا السبب المباشر وراء ثرثرتي وعصبيتي، لأنهم كانوا يهملونني كثيرا، ولا يزالون إلى الآن، فلا أحد يهتم بي بالإضافة إلى المشاكل التي يضعونني بها، فتتوتر أعصابي، وأتعب كثيرا.
ما يحزنني هو غضب خطيبي، حيث أشعر بأنه بدأ يبتعد عني ببطيء، رغم حبه لي .
أرجوكم ساعدوني، فليس لي بعد الله غيركم، ألتمس منكم النصيحة والمشورة، ماذا أفعل؟ وكيف أتصرف؟ ضعوني على الطريق الصحيح وسأكمل بإذن الله.
أنا مواظبة على صلاتي وقراءة القرآن وإلا لكنت فقدت عقلي منذ زمن .
شاكرة لكم حسن اهتمامكم بمشكلتي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
شكرا لك على السؤال.
الذي قرأته في سؤالك أنك تصفين حالة تشعرين معها بأنك كثيرة الكلام، وتقولين كلاما تندمين عليه من بعد، وأنه كلام أولى أن لا تتكلمي بهذا الشكل، وهذا الكلام قد يكون بسرعة وبصوت مرتفع، وكأنك تفقدين السيطرة على نفسك.
أكاد أرى من هذا الوصف حالة مما نسميه في الطب النفسي "الهوس" أو (Mania)، وهو غير المعنى الشائع بين الناس من هذه الكلمة، فالمعنى الشائع بين الناس أن الهوس أن يكون الإنسان "مهووس" أو منشغلا جدا بموضوع معين، إلا أن المعنى العلمي للكلمة، أن الهوس هي حالة عاطفية أو مزاجية، وهي معاكسة لحالة الاكتئاب، حيث يشعر الإنسان بانطلاق عاطفته، فيتكلم بشكل سريع، وينتقل من موضوع لآخر، وقد يتفوه بكلام غير منضبط فيندم عليه من بعد، فقد يتكلم بكلام يشعر بشيء من قلة الأدب والاحترام، والشخص لا يقصد أن يقول هذا الكلام، وقد يشعر الإنسان وكأنه فاقد السيطرة على نفسه، مما قد يزعج الناس من حوله، ولعل هذا ما حصل مع خطيبك من إحساسك وكأنه يبتعد عنك، وقد يشعر الشخص بكثرة الحركة، وزيادة النشاط، وتزاحم الأفكار في رأسه، وتأتيه أفكار المشاريع الجديدة والمتنوعة، إلا أنه لا ينجز شيئا منها.
إذا كان هذا ما يحصل معك، فإني أنصحك بمراجعة طبيب نفسي، ليشخص الحالة بشكل دقيق، وليصف الدواء المناسب بعد أن يؤكد التشخيص.
إذا تأكد تشخيص الحالة بأنها "الهوس" فهناك عدد من الأدوية الفعالة، والسريعة التأثير، مما يخفف من تزاحم الأفكار، ويخفف من سرعة الكلام، ورويدا رويدا تشعرين باستعادة السيطرة على نفسك، ولا تعودي تقولين شيئا من حيث لا تريدين، ولا أن تتصرفي بطريقة تندمين عليها.
أنصح عادة باستعمال الدواء لبعض الوقت، والذي يمتد لعدد من الأشهر، لأن هناك احتمالا كبيرا أن تعود الحالة من جديد، وفي وقت قصير، ولابد من متابعة هذا العلاج، ومدة تناول الدواء من قبل طبيب نفسي، والذي سينصح متى يوقف هذا الدواء، وبالشكل المناسب.
رعاك الله من كل سوء، وأرجو أن نسمع أخبار تحسن الأمور عندك.