الأفكار الوسواسية تعطل حياتي اليوميةً فهل من نصيحة؟

0 501

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,

أنا أعاني من حالة غريبة لا أعرف سببها، تراودني أفكار أني سوف أبتلع لساني، أو سوف أقطعه بأسناني، أو سوف أؤذي نفسي بأي طريقة كانت، وإذا نسيت الفكرة أرجع طبيعيا، لكني أتذكرها دائما وكل يوم لا أستطيع نسيانها.

ألم الفكرة يضايقني جدا جدا جدا، وأفكر فيها اليوم كله -24 ساعة-، وأشعر أني سوف أفقد السيطرة على نفسي وأفعلها لا إراديا، وينتابني خوف وقلق، الخوف كل الخوف من أني سوف أفقد السيطرة، وأشعر أني سوف أفعلها، وعقلي برمج نفسه على أني سوف أفعلها وأنا لا أريد أن أفعلها، أعلم أنها فكرة غير صحيحة، لكنها تضغط علي، وأشعر أنها سوف تسيطر على أفعالي، ولست أنا من أسيطر عليها.

ماذا أفعل لأحاربها؟ فأنا أرفع لساني لسقف فمي وأثبته اليوم كله خوفا أن أقطعه بأسناني، أو خوف ابتلاعه رغما عني، الأفكار لا تذهب من عقلي، حتى أهلي لاحظوا التغير الذي طرأ علي فجأة، حتى أعمالي اليومية المهمة الفكرة تشغلني عنها، أشعر أني لا أستطيع التركيز جيدا بسبب هذه الفكرة، وأصبحت أنسى بسببها من كثرة التفكير فيها، مع أني لا أستطيع نسيانها حتى دراستي تشغلني عنها، بسبب هذه الأفكار التافهة أشعر أن مستقبلي سوف يضيع.

أرجوكم أرجوكم ما هذه الحالة الغريبة وما سببها؟
وتوجد أفكار أخرى تضايقني غير التي ذكرتها في الأعلى!

1 - فعند قيادة السيارة لزيارة أقاربي أشعر أني سوف أفقد السيطرة على السيارة وأتسبب بحادث ينتهي بموتي وموت الوالدة.

2 - عند زيارة أقاربي أشعر أني سيغمى علي، أو يظهر مني فعل يزعجهم، ولا أستطيع الرجوع إلى المنزل.

3 - عند قيادتي للسيارة أخاف أن أنظر إلى اليمين أو إلى اليسار، أو يغمى علي، أو أدوخ، وأتسبب بحادث ينتهي بموتي وموت الوالدة.

صدقوني أعيش الحالة بمشاعري لكني لا أفعلها، وأعرف أنها غير صحيحة لكنها تحاول أن تسيطر على عقلي، وأنا خائف من أن تسيطر عليه دائما، أشعر أني سوف أفعل هذه الأفكار، وفي النهاية لا أفعلها، وأعرف أنها مجرد أفكار.

في الماضي كانت تأتيني هذه الأفكار، لكنها لم تكن تؤثر علي مطلقا، والآن أي فكرة سيئة أفكر فيها تضايقني جدا جدا جدا، بل دمرتني وعذبتني نفسيا.

وأتتني حالة غريبة أخرى أيضا وهي: أني أصبحت أبلع ريقي بشكل غير طبيعي حتى أصل لحالة التجشؤ، والشعور بالغثيان، وأشعر بوجود جسم ما في حلقي، وكثرة الريق، وجفاف البلعوم عندما أتذكرهما أفعلهما.

ما السبب؟ وما الحل؟ أرجوكم ساعدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فارس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته/ وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي الكريم: عرضت حالتك بصورة واضحة جدا، أعراض تحت ثلاثة عناوين، أو مكونات وطبقا لما ورد من خلال الوصف الدقيق أستطيع أن أقول: إن الذي تعاني منه هو وساوس قهرية، والوساوس تبدأ دائما بالقلق، ثم بعد ذلك تتشعب، وهنالك وساوس المخاوف، وهنالك وساوس الأفكار المستحوذة ذات الطابع الذهني، أو تكون أفكارا قائمة كلها على المشاكلة، وسوء التأويل، وهذا هو الذي تعاني منه، إذن -أيها الفاضل الكريم- كل ما ذكر هو نوع من القلق النفسي -كما ذكرت لك-، أتفق معك تماما أن التجربة تجربة غريبة ومخيفة لكنها -إن شاء الله تعالى- سوف يتم علاجها، والوساوس من هذا النوع لا يتبعها صاحبها، هذا من الناحية الأولى.

ثانيا: يجب أن تتجاهل هذه المخاوف وتحقرها تحقيرا شديدا.

ثالثا: حين تسيطر عليك الفكرة الوسواسية أدخل عليها فكرة مضادة لها تماما، وركز على الفكرة المضادة، وكررها عدة مرات، وركز عليها و-إن شاء الله تعالى- سوف تكون بديلا جيدا.

أخيرا: العلاج الدوائي مهم جدا وممتاز، وفعال، وإذا تمكنت من الذهاب إلى الطبيب النفسي ليصرف لك العلاج سوف يكون أمر جيدا، وإذا لم تتمكن من ذلك يمكن أن تتحصل على أحد الأدوية المضادة للوساوس، وأفضلها دواء يعرف باسم بروزاك Prozac، والاسم العلمي هو فلوكستين (Fluoxetine)، والجرعة المطلوبة في اليوم (20) مليجراما يوميا لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول العلاج.

فإذن -أخي الفاضل الكريم- هذا هو الذي أود أن أقوله، ويجب أن لا تنسى أيضا أن توجه كل جهودك نحو ما هو مفيد، مثل: الدراسة، وممارسة الرياضة، والتواصل الاجتماعي، وهذا -إن شاء الله- سوف يصرف عنك هذه الوساوس، تطبيق الإرشادات التي ذكرناها لك، -إن شاء الله تعالى- سيعود عليك بفائدة عظيمة.

وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات